خاص

السفير الصيني لـ «الجريدة•»: الكويت دولة مهمة في «مجلس التعاون» وشريكتنا بالمنطقة

اعتبر أن البلدَين نموذج للمعاملة المتساوية والمنفعة المتبادلة
• «الكويت تدعمنا بقوة فيما يتعلق بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى»

نشر في 09-06-2024
آخر تحديث 08-06-2024 | 19:07
السفير الصيني مع الزميل ربيع كلاس
السفير الصيني مع الزميل ربيع كلاس

بعد إعلان وزير الخارجية عبدالله اليحيا، خلال أعمال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني - العربي في بكين، أن هناك تعاوناً بناء مع الصين في مسائل عدة، أبرزها التنمية المستدامة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وسبل التصدي لظاهرة التغير المناخي، إلى جانب مسائل الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتطرف وحرية الملاحة، وفقا للقانون الدولي وضمان الأمن الغذائي والمائي، أكد السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيانوي أن الكويت تعتبر دولة مهمة في مجلس التعاون الخليجي، وشريكا تعاونيا مهما للصين في المنطقة.

وقال جيانوي، لـ«الجريدة»، إنه على مدى أكثر من خمسة عقود على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والكويت، ظلت العلاقات بين البلدين تتطور على نحو سليم ومستقر، حيث تدعم الكويت الصين بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى، مؤكدا أن الصين على استعداد للعمل مع الكويت للمحافظة على الأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية والمتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمحافظة على المصالح المشتركة للدول النامية.

لا يجوز غياب العدالة إلى الأبد وبكين تدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية

وأشار إلى أن الجانبين أصبحا نموذجا للمعاملة المتساوية والمنفعة المتبادلة، خصوصاً أنه في عام 2018، أقامت الصين والكويت علاقات الشراكة الاستراتيجية، حيث أصبحت التبادلات رفيعة المستوى بين الجانبين بشكل أوثق، والثقة السياسية المتبادلة أعمق، وفي الوقت الراهن، وتحت القيادة المشتركة لقادة البلدين، دخلت العلاقات الصينية الكويتية إلى أفضل مرحلة في التاريخ.

«الحزام والطريق»

وذكر تشانغ: «تعد الكويت أول دولة بالمنطقة توقع على وثائق التعاون مع الصين في إطار بناء الحزام والطريق، وحقق التعاون بين البلدين نتائج مثمرة في مجالات الطاقة والتجارة والبنية التحتية والثقافة وغيرها، ويصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لتوقيع الكويت على وثائق التعاون مع الصين في إطار بناء الحزام والطريق، وواصل البلدان توطيد العلاقات وتعميق التعاون، وتم إنجاز مشاريع مهمة مثل مبنى المقر الجديد للبنك المركزي الكويتي، والمدينة الجامعية، ومصفاة النفط، والمنطقة السكنية، والطريق الدائري السابع، وقامت شركات صينية بإنجاز تلك المشاريع، مما ساهم بشكل إيجابي في التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب للكويت».

وتابع: «انطلاقا من نقطة بداية تاريخية جديدة، فإن الصين مستعدة للعمل مع الكويت لتنفيذ التوافقات المهمة التي توصل إليها الرئيس شي جينبينغ وسمو الشيخ مشعل الأحمد، أمير الكويت، لدفع البناء المشترك عالي الجودة لـ (الحزام والطريق) وتحقيق نتائج جديدة، وتعزيز التعاون وتكثيف التبادلات في مشروع ميناء مبارك الكبير وفي مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة ومعالجة الصرف الصحي والاستثمار والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وغيرها»، مشددا على أن «الصين على يقين بأنه في ظل الاهتمام المشترك لقادة البلدين والجهود المشتركة للجانبين، ستشهد العلاقات الصينية الكويتية مستقبلا أفضل، حيث ستحقق المزيد من الإنجازات، وستقدم المزيد من المساهمات في التنمية والرخاء للمنطقة».

التعاون الصيني - العربي

وأوضح تشانغ أن هذا العام يصادف الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، وانعقد المؤتمر الوزاري العاشر للمنتدى أخيرا في بكين، وهو أول مؤتمر وزاري للمنتدى يعقد بعد القمة الصينية - العربية الأولى، ولذلك فهو يتميز بأهمية كبيرة، واعتمد المؤتمر (إعلان بكين) وخطة تنفيذ المنتدى 2024-2026، وبيانا مشتركا بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية، وألقى الرئيس شي جينبينغ خطابا في مراسم الافتتاح، وطرح بناء الأطر الخمسة للتعاون بين الصين والدول العربية، بغية تسريع وتيرة بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية.

وتابع: «وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الرئيس شي أنه لا يجوز غياب العدالة إلى الأبد، وأن الجانب الصيني يدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويدعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر»، مضيفا أن الجانب الصيني سيقدم مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يوان، وقد أعلن الرئيس شي جينبينغ أيضا أن الصين ستستضيف القمة الصينية - العربية الثانية في عام 2026».

قمة 2030

وعن استضافة الكويت للقمة العربية - الصينية الثالثة، المقرر عقدها عام 2030، أوضح السفير الصيني أنه «لطالما قدمت الكويت مساهمات إيجابية في تعزيز التعاون الجماعي الصيني العربي، وأعلنت أنها ستستضيف القمة العربية الصينية الثالثة عام 2030، مما يعكس مدى اهتمام الكويت بتنمية العلاقات الصينية - العربية، الأمر الذي يعزز التعاون الصيني - العربي بشكل فعال، ويقدر الجانب الصيني تلك الجهود تقديرا عاليا».

وأردف: «في المرحلة المقبلة، يحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي، بما فيه دولة الكويت، على تكريس روح الصداقة الصينية - العربية، وتنفيذ التوافقات التي توصل إليها رؤساء الدول العربية والصين وتنفيذ نتائج هذا الاجتماع، وتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتبادل الدعم للمصالح الجوهرية لبعضها البعض، ومواصلة تعميق التعاون العملي، والارتقاء بالمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين إلى مستوى أعلى، ومواصلة دفع التعاون الدولي من أجل حماية الاتجاه الصحيح للحوكمة العالمية بشكل مشترك، وتعزيز بناء المنتدى، والإسهام في فتح أفق مشرق للمجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك».

back to top