إسرائيل تحرر 4 محتجزين بمجزرة في النصيرات

نتنياهو يحتفي ويتمسك بمواصلة القتال... و«حماس» تلوح بخطف آخرين واستمرار المقاومة

نشر في 09-06-2024
آخر تحديث 08-06-2024 | 22:39
تمكن الجيش الإسرائيلي من تحرير 4 محتجزين إسرائيليين في هجوم عنيف على حي النصيرات وسط غزة، ما تسبب في سقوط أكثر من 210 قتلى بين الفلسطينيين حسب السلطات الموالية لـ «حماس» في القطاع الذي يتعرض لعدوان منذ 9 أشهر.

ارتكب الجيش الإسرائيلي مذبحة كان ضحاياها 210 أشخاص في مخيم النصيرات خلال تنفيذه لعملية وصفها بـ«المركبة»، وتمكن خلالها من تحرير 4 محتجزين إسرائيليين من موقعين منفصلين بالمنطقة التي تعد معقلاً لـ «حماس»، مع دخول حرب غزة يومها الـ 246 أمس.

وسقط أغلب الضحايا في سوق مخيم النصيرات وسط القطاع جراء غارات إسرائيلية جوية وبرية عنيفة لتنفيذ تغطية نارية لمروحية إخلاء المحتجزين الأربعة، وانسحاب القوات البرية التي هاجمت المنطقة الواقعة وسط القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه حرر 4 رهائن تم اختطافهم جميعا في 7 أكتوبر الماضي من مهرجان غنائي بالقرب من مستوطنات بغلاف غزة وهم: نوعا أرغماني وألموغ مئير غان وأندريه كوزلوف وشلومي زيف.

وأوضح أن أرغماني (25 عاماً) كانت في أحد المواقع بالنصيرات، بينما كان مئير غان وكوزلوف وزيف في موقع آخر، مشيراً إلى أن جميع الرهائن الذين تم إنقاذهم في حالة جيدة.

وبين أن العملية تمت بمشاركة الجيش و«الشاباك» والوحدة الخاصة بالشرطة، لافتاً إلى مقتل قائد خلال الهجوم الذي تزامن مع شن ضربات أخرى مكثفة على مناطق وسط القطاع وفي رفح بالجنوب. وحمل المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي «حماس» المسؤولية عن سقوط العدد الكبير من المدنيين خلال العملية المركبة، مشيرا إلى تبادل إطلاق نار كثيف مع مسلحي الحركة، مجدداً تأكيده على استمرار السعي وراء قائد «كتائب القسام» محمد الضيف بعد اشاعات عن مقتله في العملية.

وقال مسؤول أميركي إن فريقاً من مسؤولي استعادة الرهائن الأميركيين المتمركزين في إسرائيل ساعد الجيش الإسرائيلي في جهود إنقاذ الأسرى الأربعة، من خلال توفير المعلومات الاستخبارية وغيرها من الدعم اللوجستي.

ووسط حالة من النشوة السياسية للمكسب الميداني الذي يعزز موقفه في المفاوضات الشاقة لإطلاق سراح المحتجزين مع «حماس» مقابل إقرار هدنة مؤقتة لوقف القتال، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن «إسرائيل لا تستسلم للإرهاب» وأنها تعمل «بإبداع وشجاعة» لإعادة الرهائن.

وأضاف: «نحن ملتزمون بالقيام بذلك في المستقبل أيضا. لن نهدأ حتى نكمل المهمة ونعيد جميع الرهائن إلى وطنهم، سواء الأحياء منهم أو الأموات».

هنية يرفض شروط خريطة بايدن وغانتس يؤجل الاستقالة

وعقب تحرير الرهائن الـ4، أعلن الوزير بحكومة الحرب المصغرة بيني غانتس أنه قرر تأجيل مؤتمر كان يفترض أن يعلن خلاله موقفه من الاستقالة التي هدد بها لإجبار نتنياهو على تقديم خطة استراتيجية واضحة بشأن تحرير الرهائن ومستقبل حكم غزة بعد انتهاء الحرب ووضع مسار لإعادة السكان إلى المناطق الشمالية التي تركوها في ظل استمرار المواجهات عبر الحدود مع «حزب الله» اللبناني.

وكان من شأن رحيل غانتس أن يفقد نتنياهو دعم كتلة الوسط التي ساعدت في توسيع الدعم للحكومة في إسرائيل والخارج، وسط تزايد الضغوط الخارجية والمحلية بعد ثمانية أشهر من اندلاع الحرب التي أسفرت عن مقتل 36801 وإصابة 83680 أغلبهم من الأطفال والنساء.

ومنح التحرير الجزئي للمحتجزين الأحياء بالقطاع، والذي يعتقد أن عددهم يصل إلى نحو 80، الائتلاف اليميني المتشدد الذي يقوده نتنياهو، فرصة للتشبث بمساره الذي يراهن على إمكانية مواصلة الضغط العسكري لتحقيق أهداف الحرب «دون التضحية بالأسرى أو الخضوع لشروط حماس».

حكومة بديلة

كما أتى تراجع غانتس في وقت وافق مجلس الحرب على مشروع تجريبي يتضمن تشكيل «حكومة بديلة» لسلطة «حماس»، في خطوة جديدة تضاف إلى محاولات سابقة باءت بالفشل، ضمن خطط «اليوم التالي للحرب». وتسمح الخطة التجريبية الجديدة بإدارة عدة أحياء في شمال القطاع عبر قيادات محلية مدنية بحماية الجيش الإسرائيلي ضمن خطوات يروج لها وزير الأمن يوآف غالانت.

رفض «حماس»

في المقابل، عقبت «حماس» على العملية بالقول إنه «لا يزال لديها العدد الأكبر من الرهائن وأن بإمكانها زيادة عددهم» في تهديد بخطف آخرين، فيما وصف قيادي بالحركة تخليص 4 محتجزين، من أصل نحو 80 يعتقد انهم لا يزالون احياء، وبعد دخول الحرب شهرها التاسع بأنه يدلل على الفشل وليس الانجاز.

وعشية وصول وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن إلى المنطقة، ضمن جولة تعد الثامنة منذ بدء الحرب، لعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين والمصريين والقطرين والأردنيين بهدف البحث عن «حل وسط» بين مطالب الدولة العبرية والحركة الفلسطينية، لتحقيق «هدوء مستدام» في غزة وتبادل للأسرى بين الجانبين، ندد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» بالخارج إسماعيل هنية باستمرار «المجازر بحق الشعب الفلسطيني في النصيرات ودير البلح» مضيفاً: «المقاومة ستواصل الدفاع عن حقوقنا».

وقال رئيس المكتب الذي يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له إن «الاحتلال يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا خياراته بالقوة وهو واهم»، في حين وصف قيادي آخر بالحركة تحرير 4 محتجزين بعد دخول الحرب شهرها التاسع بـ«الفشل وليس الانتصار».

ومن دون أن يرفض بشكل قاطع خريطة الطريق التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أسبوع لـ«وضع بداية لنهاية الحرب»، شدد هنية على أن «حماس لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولاً وقبل كل شيء» في إشارة إلى تمسكها بشروط قبول الوقف الدائم لإطلاق النار للانخراط بأي اتفاق يسمح بإطلاق باقي المحتجزين الإسرائيليين وإقرار هدنة. ورأى أن إسرائيل فشلت عسكريا وسقطت سياسيا وأخلاقيا، داعيا «أبناء الأمة وأحرار العالم أن ينتفضوا في وجه هذه المجازر الوحشية وارتقاء عشرات الشهداء المدنيين».

وتزامن ذلك مع تقرير لـ«وول استريت جورنال» تحدث عن «نتائج عكسية» دفعت «حماس» لرفض خطة بايدن بعد مطالبته لمصر وقطر بالضغط على قادتها بالخارج وتهديدهم بالطرد من الدوحة والملاحقة والاعتقال في حال لم يقبلوا بشروط خطته.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن «حماس تمسكت بموقفها رغم التهديدات» التي ارسلت إدارة بايدن الطامحة للخروج من دوامة الضغوط الخارجية والداخلية، في حين يعتزم محتجون مناصرون لغزة محاصرة البيت الأبيض للمطالبة بوقف دعمه للحرب الوحشية.

من جهتها، اعتبرت رئاسة السلطة الفلسطينية أن «استمرار المجازر الدموية بحق شعبنا وآخرها ما جرى اليوم (أمس) في مخيم النصيرات هو استمرار لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني»، في حين أفيد بمقتل فلسطيني خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم عقبة جبرو في أريحا بالضفة الغربية.

back to top