حضرة صاحب السمو أمير البلاد:
«... من دخل البلاد على حين غفلة، وتدثّر في عباءة جنسيتها بغير حق، ومن انتحل نسباً غير نسبه، أو من يحمل ازدواجاً في الجنسية، أو وسوست له نفس أن يسلك طريق التزوير للحصول عليها... هذه الظواهر السلبية لن تبقى وسوف يُعاد النظر فيها»... هذا ما ذكره بالتحديد صاحب السمو أمير البلاد... إعادة النظر في أوضاع من زوّر أو انتحل نسب غيره، أو المزدوج الذي استغل الجنسية الكويتية للتكسب، ولم يأتِ ذكر أو تهديد لمن تجنّس بأي طريقة أخرى. ملاحقة المزورين والمجرمين لا الأبرياء أو الشرفاء ممن مُنحت لهم الجنسية، لكن مع الأسف، فإن المتعصبين ومَن ميزوا أنفسهم عن بقية خلق الله يفسرون حرص صاحب السمو على الأمن الاجتماعي بأنه تمييز لبعض الكويتيين، أو بالأحرى تفضيل لهم هم على بقية أهل الكويت.
منذ سنوات كانوا يهددون ويتوعدون غيرهم من المواطنين، واستغلوا قضايا التزوير والازدواجية في الجنسية لتصغير الآخرين وللنّيل من أوضاع وسمعة من يختلف عنهم في الحسب والنسب، واليوم يحرّفون كلمة صاحب السمو، ويحاولون بكل الطرق تجييرها أو تفسيرها على أنها اتفاق أو حتى استجابة لما يطرحون.
لقد خلقت قضايا الجنسية، وبالذات في السنوات الأخيرة، توتراً وعدم ارتياح وأمان للكثير من المواطنين، فقد تم إسقاط وسحب العديد من الجناسي بسبب التحصل عليها بغير وجه حق، بل إنها مع الأسف أصبحت ظاهرة تتنامى وتتسع لتشمل مزورين ومتكسبين ومزدوجين. واليوم، ينبري البعض للنفخ في هذه الظاهرة واستخدامها للطعن في ذمة ووطنية وولاء الكثير من المواطنين... لا لشيء إلا لأنهم قدموا تماماً مثلما قدموا هم أو «لفوا» ولكن... بعد سنوات.
أعتقد أنه أصبح لزاماً الآن تحصين الجنسية الكويتية، أو بشكل أدق، المواطَنة الكويتية، فالكويتي يجب ألا يبقى تحت هاجس إلغاء جنسيته أو إسقاط هويته وانتمائه، لا لشيء إلا لأن أحداً شاء أن يقدم رزنامة التاريخ عقداً أو عقدين.
أي تلاعب في الجنسية يجب أن يُكشف خلال سنوات معدودة ومحددة، أما بعد استقرار الوضع ونشوء وقيام علاقات وأواصر بناء على الجنسية... فإن هذه الجنسية يجب أن تُحصَّن، ويُحصَّن من بنى أوضاعه عليها.
بالعربي، كل جريمة تسقط بالتقادم... فلماذا يبقى سحب الجنسية سيفاً مصلتاً على رقاب الأبرياء من المواطنين؟!