البلوشي: الارتجال والخروج على النص ميزة فريدة في مسرح العلي
كشف عن استعداده لإنتاج فيلم سينمائي بعد انتهاء عروض «البيت المقلوب»
ينشغل الفنان ناصر البلوشي بإخراج مسرحية العيد، البيت المقلوب، للفنان طارق العلي، التي حققت نجاحاً كبيراً في عيد الفطر الماضي، وتتواصل عروضها الأسبوع المقبل بمناسبة عيد الأضحى على مسرح نقابة العمال في حولي.
وحول أهم التغيرات التي طرأت على العمل، أوضح البلوشي أن المسرحية تشهد مشاركة الفنان المصري مدحت تيخة، بديلا للفنان شعبان عباس بسبب ظروفه الصحية التي منعته من استكمال العروض، مضيفاً أنه «ليس التعاون الأول مع تيخة، بل حقق حضورا مميزا بمشاركته معنا في مسرحية ممية ولدي، ومن المؤكد أن حضوره مجددا سيحقق ذات النجاح».
وكشف البلوشي عن استعداداته خلال الفترة المقبلة لإنتاج فيلم سينمائي، حيث استقر على قصة العمل، لكنّه لايزال يستكمل فريق الفيلم، كالمخرج والأبطال، موضحا أنه مبدئيا سيشارك في بطولة الفيلم في دور تم اختياره، لكنها مشاركة غير مؤكدة، حيث يعود الأمر إلى المخرج الذي سيتم التعاقد معه، قائلا: «سأترك المسؤولية وحرية الاختيار للمخرج، ولن أتدخل في قراراته، فرغم أنّي مخرج وممثل ومنتج الفيلم، فإنه إذا لم يرَ المخرج المرتقب مناسبتي للدور، فلن أشارك كممثل، وسأكتفي بدوري الإنتاجي، فأنا لا أفرض نفسي على أعمالي، وأحترم رؤية المخرج الإبداعية بالعمل».
وحول الدراما التلفزيونية، قال: «عندي 3 نصوص جاهزة حاليا لكتّاب مختلفين، أحدهم موسمي قصير، واثنان يقع كل منهما في 30 حلقة، أحدهما يناسب الدراما الرمضانية أكثر، لكنني حتى الآن لم أستقر على العمل الذي سأختار إنتاجه بالفترة المقبلة، لأنني منشغل بالمسرحية، ومن بعدها الفيلم، لكنّ الدراما التلفزيونية موجودة على الخطة القريبة».
وحول أزمة النصوص التي تعانيها الدراما الخليجية، قال: «أستغرب حالة النشاط وزخم النصوص التي نحصل عليها بالفترة الأخيرة، بعدما عانينا لسنوات نقص وتكرار النصوص، ولكن الدراما الرمضانية الأخيرة لعام 2024 تعكس حجم التنوع الذي بات موجودا على الساحة أخيرا، وهو ما يعكس أهمية النقد، إذ أصبح المؤلفون يهتمون بالنصوص أكثر ويبحثون عن مساحات جديدة للإبداع والخروج من عباءة التكرار، وهو ما يبشّر بمستقبل درامي أفضل على مستوى الكويت والخليج».
ورغم تنوّع أنشطته الفنية بين الكتابة والإخراج والتمثيل والإنتاج، فقد أكد البلوشي أنه يفضل الإخراج المسرحي على غيره من فنون التمثيل والدراما، موضحا أنه ربما يمتلك أفكارا عدة، لكنه يفضل طرحها على كاتب ليصوغها برؤيته الإبداعية، أو يكوّن ورشة كتابة ويتولى الإشراف عليها ويترك المجال مفتوحا للإبداع أمام الكتّاب المشاركين بها، مشيرا إلى أهمية منح فرص للشباب الموهوبين للإبداع بحرية وإخراج ما بداخلهم من طاقات فنية.
واستطرد: «ورش الكتابة انتشرت في مصر أخيرا بقيادة أكبر الكتّاب، ثم انتقلت الفكرة إلى الخليج والكويت حاليا، هي ظاهرة صحية وتطوّر محمود لتجديد الطرح والتواصل الفعال والمؤثر بين الأجيال وتبادل الخبرات، وهو ما سيصبّ بالفعل في مصلحة الإنتاج الفني وصناعة الدراما، وسينعش الساحة ويخلق جيلا جديدا مبدعا تم تأسيسيه على يد كبار الأقلام الدرامية من المخضرمين وأصحاب الخبرات».
وبالعودة إلى المسرح، ثمّن البلوشي تجربته الناجحة في إخراج مسرحيات طارق العلي، متوجها له بالشكر وللفنان عيسى العلوي وشركة فروغي للإنتاج الفني، على ثقتهم وتعاونهم الناجح الذي أسفر عن عدة أعمال حققت قبولا كبيرا لدى الجمهور الذي يثق بطارق العلي وأعماله وبصمته المميزة للمسرح الكوميدي كويتيا وخليجيا.
شخصية فنية
وحول أهم ما يميّز مسرح العلي من وجهة نظر البلوشي، قال: «ما يميز مسرحه هو طارق العلي نفسه، فهو شخصية فنية شديدة الاختلاف والتميّز عن الفنانين الموجودين على الساحة، سواء في جيله الحالي أو الأجيال السابقة أو حتى جيل الشباب الصاعد أخيرا، فالعلي هو صاحب القدرة الأكبر على الارتجال والخروج على النص على المسرح بقوة وتمكّن وحضور كبير، وهو ما يميزه لتواصله مع الجمهور وإشراكه لهم في العرض، بدلا من الاكتفاء بدور المتفرج».
وحول مواجهة مسرح العلي لانتقادات بسبب الخروج المستمر على النص، قال البلوشي: «الخروج على النص ليس ضعفا من الفنان، بل ميزة فريدة وقوة تتطلب مهارات خاصة، وقدرة كبيرة على التفاعل مع الجمهور وكسر الحاجز الرابع على خشبة المسرح، ليتمكن المشاهد من المشاركة في العرض كأحد صنّاعه، وهي موهبة لا يتمكن منها جميع الفنانين، فبعضهم لا يستطيع الخروج على النص، وهو ليس قصورا، لكن الإمساك بتلك العصا بتوازن، والخروج على النص باحترافية، والارتجال التفاعلي، كلها عناصر تميّز مسرح العلي، وتميّز جمهوره الذي يحرص على مشاهدة جميع أعماله ومتابعتها، لأنهم يفضلون هذا النوع من العروض والأجواء، ولذلك فهي أذواق فنية، ولا يمكن لأحد أن يختلف على جمهور طارق المنتشر على مستوى الكويت والخليج، وربما المنطقة العربية أيضا، وخاصة بعدما انتشرت أعماله السينمائية والدرامية، وأصبح لها مشاهدون في جميع البلدان العربية».