لو فليشر تقلِّد أشكناني وسام الفنون والآداب والثقافة
لدوره في تعزيز الروابط الثقافية بين الكويت وفرنسا
قلَّدت السفيرة الفرنسية لدى الكويت، كلير لو فليشر، أستاذ الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة الكويت د. حسن أشكناني، وسام الفنون والآداب والثقافة برتبة فارس، نيابة عن الحكومة الفرنسية، لدوره في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين، وذلك خلال حفل استقبال أقامته بمقر إقامتها، وسط حضور شخصيات أكاديمية وثقافية والأهل والأصدقاء، ومنهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، ورئيس مجلس إدارة مبرة إبراهيم طاهر البغلي للابن البار وراعي جائزة البغلي للابن البار إبراهيم البغلي.
وبهذه المناسبة، قالت السفيرة لو فليشر خلال حفل التكريم إن د. حسن أشكناني «يستحق هذا التكريم»، لدعمه الكبير للتعاون المشترك في المجال الثقافي، ومن هذا المنطلق «قررت فرنسا أن تكرمك، وقام وزير الثقافة بمنحك وسام الفنون والآداب والثقافة برتبة فارس، كاعتراف من بلدي بالخدمات البارزة التي قدَّمتها، ومازلت تقدمها، للثقافة طوال حياتك المهنية»، لافتة إلى أن جهود د. أشكناني الثقافية لا تقتصر على الصعيد المحلي، بل تمتد إلى تعزيز التواصل بين الثقافات، مؤكدة أنه من هذا التواصل بين الثقافات يتقدم ويتطور التراث الثقافي للإنسانية.
شريك استثنائي
وبعد تقديمها شرحاً مفصلاً عن تاريخ هذا الوسام، الذي تم تصميمه أصلاً للأرستقراطيين، استعادت السفيرة لو فليشر بعض مراحل حياة د. أشكناني المهنية، الأكاديمية والثقافية، ومساهماته المتعددة وجهوده، حيث قالت إنه لايزال داعماً كبيراً لفرنسا في الكويت بمجال التعاون الثقافي، فقد كان شريكاً استثنائياً منذ تأسيس المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية عام 2015 بالكويت، خصوصاً فيما يتعلق بأنشطته البحثية في مجالات الآثار والتراث، ومتابعته أنشطة البعثة الفرنسية في جزيرة فيلكا، وجهوده مع البعثة الفرنسية الثانية في فيلكا هذا العام، إضافة إلى تعاونه الوثيق والعمل مع السفارة، والمعهد الفرنسي، والمركز الفرنسي للأبحاث بشبه الجزيرة العربية فيما يخص البعثة الأثرية الكويتية الفرنسية، وأيضاً تنظيم المحاضرات الجامعية، والبحوث، والفعاليات الثقافية.
ووصفت السفيرة لو فليشر خلال حديثها دعم وتعاون د. أشكناني بأنه «دعم قوي».
شباب الكويت
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، رحَّب د. أشكناني بحضور نخبة من رموز الثقافة والفنون والآداب بالكويت، ليشهدوا هذا الحدث، «الذي أعتبره ليس فقط تكريماً لي، بل هو تكريم لجميع شباب الكويت، ولكل من ساهم في تأصيل الروابط الثقافية والأكاديمية بين الكويت وفرنسا».
لو فليشر: أشكناني يُعد شريكاً استثنائياً منذ تأسيس المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية
وأضاف أشكناني: «علاقتي الثقافية بفرنسا ليست وليدة اللحظة، بل انطلقت عام 2003 خلال تمثيل طلبة جامعة الكويت في باريس، وخلال الدراسات العليا في مرحلتَي الماجستير والدكتوراه 2007 – 2014، جاء الاهتمام بالنظريات الفلسفية الأنثربولوجية في دراسة الدكتوراه حول آثار الكويت والخليج العربي قبل 4000 سنة، وتوطدت من خلال حضور اجتماعات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) في باريس. وفي عام 2015، شارك د. أشكناني بشكل فعَّال باستضافة المركز الفرنسي للأبحاث الأثرية والاجتماعية في شبه الجزيرة العربية للإقامة بشكل دائم في الكويت، بالتعاون مع (الوطني للثقافة) والحصول على المقر الرئيسي في الكويت».
مستشار الآثار والمتاحف
تجدر الإشارة إلى أن د. حسن أشكناني يعمل أستاذاً للآثار والأنثروبولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت منذ 2014 ومشرفاً على متحف ومختبر الآثار بالكلية، ومستشاراً لشؤون الآثار والمتاحف في «الوطني للثقافة»، والتي من خلالها استضاف خبراء من جامعات فرنسية مرموقة في مجال الآثار وصون التراث الثقافي لتبادل الخبرات مع الكويت، وكذلك تدريب وتأهيل طلبة جامعة الكويت.
وساهم د. أشكناني في تنظيم مؤتمرات مشتركة سنوية مع المركز الفرنسي للبحوث في شبه الجزيرة العربية CEFPRA بالكويت، والذي يُعد أكبر تجمُّع علمي في منطقة الخليج العربي. كما ساهم في إقامة عشرات الورش العلمية بجامعة الكويت لاستخدام آخر التقنيات في مجال الآثار، من خلال التعاون مع مختصين في جامعتَي السوربون وليون والحضور إلى الكويت، والمشاركة مع المعهد الفرنسي في الكويت للترويج لدور البعثات الفرنسية الأثرية بالمنطقة.
التنقيبات الأثرية
وفي الآونة الأخيرة، قام د. حسن أشكناني بجهود ملحوظة في بناء فريق أثري فرنسي لترميم المواقع الأثرية بجزيرة فيلكا، كأول فريق ترميم وتأهيل للمواقع الأثرية في الكويت، من خلال عقد اتفاقيات مع «الوطني للثقافة»، ووضع خطة لتدريب وتأهيل طلبة الأنثروبولوجيا من قبل البعثات الفرنسية التي عملت في التنقيبات الأثرية بالكويت منذ ثمانينيات القرن الماضي.
جدير بالذكر، أن د. أشكناني نال وسام نجمة إيطاليا برتبة فارس من رئيس إيطاليا عام 2021، تقديراً لجهوده في دعم الروابط الثقافية بين المؤسسات الأكاديمية والثقافية في إيطاليا وبين الكويت.