بلينكن يتحدث عن قبول «حماس» وإسرائيل لخطة بايدن لغزة

إشادة دولية واسعة بدعم مجلس الأمن لإنهاء القتال... والكويت تعتبره خطوة محورية لوقف العدوان

نشر في 12-06-2024
آخر تحديث 11-06-2024 | 19:40
بلينكن خلال مشاركته في مؤتمر الاستجابة لأزمة غزة في الأردن أمس (أ ف ب)
بلينكن خلال مشاركته في مؤتمر الاستجابة لأزمة غزة في الأردن أمس (أ ف ب)
رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بارقة أمل في ترحيب «حماس» بقرار مجلس الأمن الدولي الداعم لخطة بايدن بشأن إنهاء حرب غزة، لكنه اعتبر أن الأهم هو الحديث القادم من قادة الحركة داخل القطاع، في حين غلّف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه بشأن الخطة بهالة من الغموض، رغم التأكيد الأميركي على موافقته.

غداة تبنّي مجلس الأمن الدولي قراراً معدّلا قدّمته واشنطن، ويدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة عبر خريطة طريق تشمل 3 مراحل، طرحها الرئيس جو بايدن نهاية مايو الماضي، رحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ببيان حركة حماس الذي أعلنت فيه قبولها القرار الأممي واستعدادها للتفاوض بشأن تفاصيله مجددا، وفي الوقت نفسه تأكيده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغه قبوله للخطة التي تواجه انتقادات وتهديدها من داخل ائتلافه الحاكم تصل إلى حد حل حكومته.

وقال بلينكن، خلال وجوده في تل أبيب أمس، إن «بيان حماس بادرة تبعث على الأمل»، مضيفاً أن ما يصدر من حديث عن قيادة الحركة الفلسطينية داخل القطاع هو الأهم.

ودعا الوزير الحركة إلى أن تقرر المضي قُدماً في المقترح المطروح من عدمه.

وخلال لقاء عقده مع عائلات محتجزين إسرائيليين في غزة، أوضح بلينكن أن المحادثات بشأن خطط اليوم التالي للحرب في غزة ستستمر.

وزير الخارجية الأميركي يرحب بالإصلاحات التي يعتزم رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد تنفيذها بمؤسسة السلطة

وأكد أنه كلما طال أمد الحرب زادت احتمالات اتساع الصراع في المنطقة، لافتا إلى أن عدم وجود خطة لليوم التالي لوقف القتال سيؤدي إلى تجدد الصراع مستقبلاً.

ولاحقاً، اجتمع بلينكن برئيس الوزراء الجديد المكلف من السلطة الفلسطينية محمد مصطفى، على هامش مشاركته في مؤتمر «الاستجابة الإنسانية» الدولي في الأردن.

ورحب الوزير الأميركي بالإعلان عن الإصلاحات التي يعتزم مصطفى تنفيذها في السلطة الفلسطينية، في ظل سعي واشنطن لإعادة تمكين المؤسسة المتمركزة بالضفة الغربية المحتلة من إمساك غزة عقب انتهاء الحرب.

ترحيب و«كربلاء»

وجاء ذلك في وقت رحبت حركتا حماس والجهاد بقرار مجلس الأمن، في بيانات منفصلة، فيما صرح القيادي بـ «حماس»، سامي أبو زهري، بأن الحركة قبلت قرار مجلس الأمن «بشأن وقف إطلاق النار والانسحاب وتبادل الأسرى، وجاهزة للتفاوض حول التفاصيل».

واعتبر أبو زهري أن «الإدارة الأميركية أمام اختبار حقيقي للوفاء بتعهداتها بإلزام الاحتلال بالوقف الفوري للحرب كتنفيذ لقرار مجلس الأمن».

وفي حين أكدت «حماس»، في بيانها، استعدادها للتعاون مع الوسطاء بشأن تطبيق مبادئ القرار الذي قالت إنها تتماشى مع «مطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته»، نقلت «وول ستريت جورنال» عن فحوى سلسلة من الرسائل التي بعثها زعيم الحركة داخل القطاع، يحيى السنوار، إلى الوسطاء وأعضاء المكتب السياسي في الخارج، خلال الأشهر الماضية أنه يراهن على تقديم المزيد من «التضحيات الضرورية» في سبيل تحقيق النصر، أو «فلتكن كربلاء جديدة»، في إشارة إلى حادثة مقتل الإمام الحسين.

«وول ستريت»: السنوار يريد «كربلاء جديدة»

وفي عشرات الرسائل الأخرى التي بعثها السنوار، تطرّق إلى أهمية الصمود و»استعداده للموت في القتال»، مستشهدا بتجارب الشعوب الأخرى في الحروب من أجل الاستقلال والكرامة، ومؤكدا أن «رحلة إسرائيل في رفح لن تكون نزهة في الحديقة».

واعتبر السنوار في فحوى رسائله أن «سقوط المدنيين في غزة أمر يصبّ في مصلحة القضية الفلسطينية في نهاية الأمر، وفي مصلحة حماس بالجملة»، فيما سلّطت «التايمز» البريطانية الضوء على «انقسام داخل صفوف قادة حماس» بشأن قبول الخطة الأميركية.

غموض وتكذيب

على الجهة المقابلة، نقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن مسؤول تأكيده أن المقترح المطروح يمكّن إسرائيل من «إعادة الرهائن والقضاء على حماس».

وأتت تصريحات المسؤول التي تلقي بمزيد من الشك والغموض حول التزام إسرائيل بوقف دائم للقتال عقب المرحلة الأولى، بعد تأكيدات من وزير المالية اليميني المتشدد يسرائيل سموتريتش بأنه يرفض خطة بايدن، ولن يسمح بتمريرها لإنهاء الحرب، وفي حال حصل، فإنه سيعمل مع وزير الأمن القومي المتطرف اتماير بن غفير على حل حكومة نتنياهو.

ورغم الضغوط الهائلة التي تمارسها واشنطن على كل الأطراف لقبول الخطة التي تبدأ بهدنة، نقلت «رويترز» عن مصادر أن الوسطاء بالمفاوضات غير المباشرة بين طرفي الحرب لم يتسلموا رداً رسميا من «حماس» أو إسرائيل التي تصرّ على أن مقترح بايدن يسمح لها بـ «القضاء على الحركة الإسلامية في غزة» بشأن الخطة المدعومة أممياً.

وأمس، وصف مكتب نتنياهو تقريرا عبريا كشف ما قال إنها وثيقة تُظهر قبوله «وقف الأعمال العدائية بشكل دائم حتى قبل استكمال تبادل الأسرى» بأنه مضلل، وقال رئيس الوزراء إن الادعاء بأن إسرائيل وافقت على إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها هو «كذبة تامة».

إشادة دولية

في غضون ذلك، أصدرت عدة دول وجهات عربية وإسلامية وغربية، في مقدمتها الكويت والسعودية ومصر والأردن وقطر وتركيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، إشادات واسعة بقرار مجلس الأمن الداعم لخطة بايدن، الذي أقر بتأييد 14 دولة من أصل 15، إذ امتنعت روسيا عن التصويت، بعد أن قالت إن «خريطة الطريق» لإنهاء الحرب غير معلومة بوضوح لأحد، باستثناء الوسطاء في التفاوض، مصر وقطر وأميركا، وشككت بـ «قبول إسرائيل الصريح لها».

وأعربت وزارة الخارجية عن ترحيب الكويت بتبنّي المجلس التابع للأمم المتحدة للقرار الذي يدعو إلى الوقف التام لإطلاق النار في القطاع ولانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منه وعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، وضمان وصول المساعدات الانسانية لمستحقيها على النحو اللازم. وقالت «الخارجية» إنها إذ تؤكد أن اعتماد القرار يعتبر خطوة محورية مهمة نحو وقف العدوان الإسرائيلي الممنهج على الفلسطينيين، لتدعو المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته من أجل ضمان تنفيذ بنوده.

غارات وقتال

ميدانيا، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات على مناطق متفرقة من غزة، مما تسبب في مقتل نحو 40 في اليوم الـ 250 للحرب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء عملية مكثفة شنها منذ 6 أيام بوسط القطاع في دير البلح والبريج، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة على عدة محاور، حيث أقرت القوات الإسرائيلية بمقتل ضابط و3 جنود وإصابة 6 في كمين مركّب داخل منزل مفخخ برفح أمس الأول.

وتزامن ذلك مع زيارة مفاجئة قام بها قائد القيادة الوسطى بالجيش الأميركي (سنتكوم) مايكل كوريلا إلى الدولة العبرية للاطلاع على التطورات الميدانية بشأن تطورات غزة والمنطقة الحدودية بالشمال التي تشهد تصعيداً لافتاً مع «حزب الله» خلال الأيام الماضية.

وفي الضفة الغربية، عمّ إضراب شامل جميع مناحي الحياة في رام الله والبيرة، حدادا على مقتل 4 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي.

back to top