بعد أيام على توتر إيراني ـ صيني حول موقف بكين من الجزر الثلاث في الخليج، والتي تسيطر عليها طهران وتطالب بها الامارات، ظهر الى العلن توتر روسي ـ إيراني حول اتفاقية التعاون الشامل بين البلدين.

وذكرت وكالة نوفوستي الروسية، أمس، نقلا عن مسؤول بوزارة الخارجية الروسية، أن الاتفاق جرى تعليقه مؤقتا بسبب مشاكل تواجه الشركاء الإيرانيين. ونقلت الوكالة عن المسؤول بـ «الخارجية» زامير كابولوف قوله: «هذا قرار استراتيجي لقيادة البلدين»، مضيفا أن «العملية... توقفت بسبب المشاكل التي تواجه شركاءنا الإيرانيين».

Ad

وتم التوصل الى اتفاق للتعاون الشامل خلال عهد الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني وفي عام 2020 جرى تمديده مع إدخال تعديلات عليه، وخلال زيارة الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي لموسكو في 2022 جرى الإعلان عن العمل على اتفاق مهم جديد.

وقالت «الخارجية» الروسية حينها، إن هناك اتفاقا جديدا بين البلدين يعكس «التحسن غير المسبوق» في العلاقات بين روسيا وإيران، وهو في المراحل النهائية لإبرامه، ومن المتوقع أن يوقعه قريبا بوتين ورئيسي الذي قضى الشهر الماضي بحادث تحطم مروحيته على الحدود مع أذربيجان.

لكن الحكومة طوال هذه السنوات لم تنفذ الاتفاق أبدا ولم تلتزم باي من شروطه، خصوصا موضوع توحيد سعر صرف العملة الإيرانية وتعديل لوائح وقوانين الاستثمار للأجانب التي تطالب بها موسكو لحماية استثماراتها المحتملة.

في المقابل، أوضح دميتري بيسكوف المتحدث باسم «الكرملين»، أن روسيا وإيران تواصلان العمل بشأن الاتفاق الشامل، على الرغم من احتمال تغيير الجدول الزمني المحدد لبعض الأمور «بسبب الانتخابات الرئاسية في إيران» التي تجري في 28 الجاري لاختيار خلف لرئيسي.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي استضاف نظيره الإيراني بالوكالة علي باقر كني، خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة بريكس حول اتفاق التعاون مع إيران: «سنتمكن من التوقيع عليه بمجرد أن تحل إيران أمورا إجرائية بالدرجة الأولى».

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) الرسمية عن سفير إيران لدى روسيا كاظم جلالي قوله، إن طهران لم تعلق اتفاق التعاون.

وأوضح جلالي أن «الحقيقة هي أننا كنا نعمل على اتفاقية التعاون الشامل بين البلدين لمدة عامين»، مضيفا: «من الطبيعي أن يتم إجراء العديد من مناقشات الخبراء ويتم تبادل أحدث الإصدارات من النصوص بشكل منتظم مع بعضهم البعض، وفي المرة الأخيرة قام الأصدقاء الروس بتسليم النص إلى الجانب الإيراني. وأمس، في لقاء لافروف مع علي باقري كني، أثيرت مسألة وضع اللمسات النهائية على هذا النص في أسرع وقت ممكن.

وتابع: «عليهم تنسيق وتنظيم العمل مع مختلف المؤسسات داخل الدولة، وهو ما يستغرق وقتا طويلا بالتأكيد. نحن نسعى لوضع اللمسات الاخيرة على هذا الاتفاق من قبل سلطات البلدين في عام 2024».

وأكد أن «الشهيد آية الله ابراهيم رئيسي والشهيد حسين أمير عبداللهيان كانا متمسكين جدا بهذا الموضوع، وآخر حديث لنا مع الشهيد أمير عبداللهيان كان لطرح هذه القضية على مرحلة التوقيع في أقرب وقت ممكن».

واضاف: «نأمل أن يستجيب مسؤولونا ومؤسساتنا في أسرع وقت ليكون هذا العمل جاهزاً للتوقيع».

وفي ظل إدارة رئيسي زودت ايران روسيا بمسيّرات استخدمتها القوات الروسية في الحرب بأوكرانيا في انتهاك لمبدأ لا شرق ولا غرب الذي وضعه الخميني، والذي لا يزال يحكم الكثير من توجهات إيران الخارجية.

وبعد مصرع رئيسي أظهرت تعليقات بعض المسؤولين الروس تشككاً في أن تتراجع طهران عن بعض الاتفاقيات التي عقدها رئيسي مع موسكو. وقال أحد مسؤولي «الخارجية» أن موسكو تتوقع ان تنفذ ايران جميع الاتفاقات التي تم التوصل اليها.

وأفادت عدة تقارير حصرية نشرتها» «الجريدة» حول المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية، بأن الجانب الأميركي كان يطالب على الدوام طهران بخفض تعاونها مع موسكو.

إلى ذلك، قال المرشح الإصلاحي الوحيد الذي يخوض السباق الرئاسي مقابل 5 مرشحين اصوليين ابرزهم محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الحالي، أمس: «نحن المقصرون في أحداث مجتمعنا وعلينا ألا نلقي باللائمة على أميركا».

وشنت صحف أصولية ايرانية هجمات لاذعة على بزشكيان، متهمين الإصلاحيين بـ«التخطيط للفتنة والفوضى» كما حدث في انتخابات عام 2009، عندما اندلعت احداث الثورة الخضراء احتجاجا على اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد في اقتراع تم التلاعب به حسب الاصلاحيين.

وفيما وصفت صحيفة «آرمان أمروز» الاصلاحية ترشح بزشكيان بأنه «نهضة اجتماعية من أجل إيران»، قالت صحيفة «جوان»، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن احتفال الإصلاحيين بتزكية بزشكيان، والادعاء بأنه سيحسم النتيجة لمصلحته في الجولة الأولى من الانتخابات، يكشف عن نيتهم القيام بفوضى واضطرابات عقب انتهاء الانتخابات إذا تبين أن مرشحهم ليس هو الفائز النهائي.

ووُصفت المقابلة التلفزيونية الأولى التي اجراها بزشكيان امس الاول بانها ضعيفة من حيث المضمون. وكتب الزميل الاقدم في مركز ابحاث CIP الاميركي سينا طوسي: «هدف بزشكيان في هذا الظهور الاول كان التأكيد على أنه لا يسعى إلى مواجهة سياسية مع الركائز المحافظة الرئيسية للنظام. وبدلاً من ذلك، قال إنه يسعى إلى حكم فعال يتجاوز المثالية والأيديولوجية».

وفي حين بدأت موجة من التشكيك في بزشكيان كإصلاحي، خصوصا بعد قوله انه في المبدأ سيكمل العمل الذي قامت به حكومة رئيسي في الاقتصاد، بدأ خطاب المرشح المحافظ المعتدل مصطفى بور محمدي يلقى بعض الصدى بين الشباب.