حقق منتخب الكويت الأول لكرة القدم هدفه الأهم بتأهله للدور النهائي للتصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، ونهائيات كأس آسيا 2027 في السعودية.
وعاشت الجماهير الكويتية بمختلف ميولها ليلة من ألف ليلة، احتفالاً بالتأهل والعودة إلى أحضان آسيا بعد غياب عن المشاركة لمدة 12 عاماً، منذ النسخة التي استضافتها أستراليا في 2015، ثم غاب المنتخب عن البطولة في النسختين اللتين استضافتهما الإمارات وقطر عامي 2019 و2024، كما عاد للمشاركة في الدور النهائي لتصفيات المونديال بعد 19 عاماً، ليسعد «الأزرق» أهل الكويت وعشاقه حتى وإن تأهل بمستوى غير مقنع يتناسب مع تاريخه القاري الزاخر.
وحل المنتخب في التصنيف السادس للمنتخبات الثمانية عشرة المتأهلة، حيث تجرى مراسم قرعة الدور النهائي لتصفيات المونديال يوم 27 الجاري، في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وسيتم تقسيم المنتخبات المتأهلة إلى 3 مجموعات بحيث تضم كل مجموعة 6 منتخبات، على أن يتأهل منها 8 منتخبات لمونديال 2026 بشكل مباشر، فيما يخوض منتخب آخر الملحق العالمي للتأهل.
وتقام مباريات الدور النهائي لتصفيات المونديال أيام 5 و10 سبتمبر، و10 و15 أكتوبر، و14 و19 نوفمبر، و20 و25 مارس، و5 و10 يونيو.
ثورة تصحيح
ومن المؤكد، أن المنتخب يحتاج إلى ثورة لتصحيح الأخطاء التي شهدها الدور الثاني من التصفيات، والتي جعلت آمال التأهل مُعلقة حتى الدقيقة 81 من زمن لقاء أفغانستان، في الجولة السادسة والرشيدي، والتي حسمها عيد الرشيدي بتسديدة ذهبية سيخلدها تاريخه الكروي.
ومن المعلوم أن الأزرق بما يضم من لاعبين أكبر كثيراً من إمكانات المدرب البرتغالي روي بينتو، الذي ارتكب العديد من الأخطاء في التشكيل وطريقة اللعب، والتي تسببت في تسرب النقاط تباعاً، منها الخسارة في الكويت من الهند، والتعادل مع المنتخب ذاته في لقاء «الإياب»، والهزيمة من المنتخب القطري ذهاباً وإياباً.
وفاجأ بينتو الجميع بتشكيل غريب في مواجهة أفغانستان الأخيرة، باستمرار رضا هاني على حساب سلطان العنزي، والإبقاء على عيد الرشيدي افضل لاعبي الأزرق في مواجهة الهند على مقاعد البدلاء، وكذلك فهد الهاجري على حساب خالد إبراهيم.
ووفقاً لتصريح بينتو في المؤتمر الصحافي الذي عُقد قبل إقامة اللقاء فإن جميع لاعبي الأزرق جاهزون للقاء، وليس بينهم إصابات وهو كلام صحيح بالطبع، لكن ثمة سؤالاً يطرح نفسه بقوة، لماذا أبقى المدرب الثلاثي (إبراهيم، والرشيدي، والعنزي) على مقاعد البدلاء رغم أنهم الأفضل فنيا في الفترة الأخيرة، كل في مركزه؟!
الأقل حصولاً على النقاط
ويُعد منتخب الكويت هو الأقل بين المنتخبات المتأهلة حصولاً على النقاط في المجموعات التسع بحصد 7 نقاط فقط، كما أن تأهله جاء عبر مساعدة صديق أو بالأحرى «شقيق» بفوز المنتخب القطري على الهند 2 - 1، علما بأنه في حال فوز المنتخب الهندي لكان حصد بطاقة التأهل الثانية.
كما أن الأزرق يشترك مع المنتخب الفلسطيني في كونهما الأضعف هجومياً من بين المتنخبات المتأهلة ولكل منهما 6 أهداف فقط بمعدل هدف في المباراة الواحدة.
ولم يقدم منتخبنا الوطني المستوى المأمول منه في لقاء أفغانستان على غرار جميع مبارياته في البطولة، باستثناء لقاء الهند في الإياب، رغم توافر جميع الإمكانات التي تساعده على التألق وأهمها الدعم الجماهير.
الاستعدادات الجيدة
وحتى لا ننظر لنصف كوب الماء الفارغ فقط، فإنه بمزيد من الاستعدادات الجيدة، ومواجهة منتخبات آسيوية قوية بعد إجراء القرعة، فضلاً عن تغيير بينتو لأسلوبه في إدارة المباريات ومشاركة لاعبين دون المستوى، واختيار الأفضل والأجهز فنياً وبدنياً، سيكون الأزرق قادراً على تحقيق نتائج إيجابية لافتة، والظهور بالمستوى الذي تأمله الجماهير في الدور النهائي لتصفيات المونديال.
بينتو: يوم عظيم... شكراً للاعبين والجماهير
أكد مدرب منتخب الكويت البرتغالي روي بينتو أن المباراة كانت جيدة للغاية للأزرق، لذلك استحق تحقيق الفوز.
وأضاف بالمؤتمر الصحافي الذي عُقد عقب نهاية اللقاء: ليس من السهل التطرق إلى التطور الذي وصل إليه المنتخب في عام ونصف العام، أؤمن بالعمل الذي تم، وهذا الأمر منحنا الفرصة لتحقيق الفوز في هذا اليوم العظيم. وشدد بينتو على أنه لا يجد الكلمات التي يصف بها لاعبي الأزرق، بعد الجهود التي بذلوها، وكذلك الدعم الجماهيري الهائل.
وأعرب بينتو عن سعادته بعودة الأزرق لكأس آسيا، موضحاً أن اللاعبين سيخلدون للراحة، بينما سيقوم بتحليل عمله وما قدمه المنتخب في الفترة الماضية.
الرشيدي: نحتاج لإعداد أفضل
وجه عيد الرشيدي صاحب هدف التأهل التهنئة لجماهير الكرة الكويتية، التي دعمت الأزرق كعادتها.
وقال الرشيدي الحاصل على لقب أفضل لاعب في مباراة الكويت وأفغانستان، خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد عقب نهاية اللقاء: «طغت السعادة والفرحة العارمة على الشعب الكويتي، المباراة كانت صعبة، لكن بتوفيق المولى عز وجل حققنا الفوز».
وأشار إلى أن المنتخب تنتظره مهمة صعبة جداً في الدور النهائي لتصفيات المونديال، نحتاج إلى تركيز وإعداد أفضل من الفترة السابقة، مؤكداً أن اللاعبين سيقدمون كل ما في جعبتهم والظهور بمستوى لائق بمنتخب الكويت.
ويستوود: خسرنا بسبب اللياقة والحرارة!
أكد مدرب منتخب أفغانستان الإنكليزي اشلي ويستوود أن معدل اللياقة البدنية حال دون تحقيق النتيجة المأمولة، مضيفاً أن لاعبي فريقه تأثروا كثيرا بإقامة اللقاء في أجواء حارة جداً.
وقال: «حاولنا العودة إلى اللقاء بعد أن منيت شباكنا بهدف الفوز لمنتخب الكويت، لكننا افتقدنا التوفيق والحظ في تعديل النتيجة».
وأعرب ويستوود عن فخره واعتزازه بما قدمه لاعبو افغانستان في التصفيات، رغم عدم التأهل للدور النهائي لتصفيات المونديال، مؤكدا أنه فريقه قادر على التأهل لكأس آسيا 2024.