حركت الولايات المتحدة أسطولها البحري لملاحقة ومراقبة ثلاث سفن روسية وغواصة نووية وصلت إلى كوبا أمس، لبدء تدريبات عسكرية في منطقة البحر الكاريبي، في سيناريو يوقظ شبح أزمة الصواريخ الكوبية، التي كادت تؤدي إلى قيام حرب نووية مع الاتحاد السوفياتي في 1962.

وذكرت قناة «سي بي إس»، نقلاً عن مصادر أميركية مطلعة، أنه «على الرغم من أن المناورات لا تعتبر تهديدا للولايات المتحدة، لكنه تم نشر السفن الأميركية لمراقبة الروس».

Ad

وبحسب المصادر، فإن مدمرتين أميركيتين وسفينتين مزودتين بأجهزة سونار ستراقبان الغواصة النووية الروسية، فيما تتموضع مدمرة أخرى وزورق لخفر السواحل خلف السفن الحربية الروسية الثلاث، التي وصلت إلى العاصمة الكوبية هافانا أمس، وستبقى هناك حتى الاثنين المقبل.

وقال مستشار البيت الأبيض جون كيربي: «من الواضح أنهم (روسيا) يلمحون إلى عدم رضاهم عما نفعله من أجل أوكرانيا، وسنراقب ذلك.

لكننا لا نتوقع أن يكون هناك أي تهديد مباشر، أو بصراحة أي تهديد على الإطلاق للأمن القومي في المنطقة أو في منطقة البحر الكاريبي أو في أي مكان آخر».

وكان القائد العام للبحرية الروسية ألكسندر مويسييف أعلن أن وحدة من السفن، التي تتكون من ثلاث سفن سطحية الفرقاطة الأدميرال جورشكوف، وسفينة التزود بالوقود أكاديمية باشين، والقاطرة نيكولاي تشيكر وغواصة صواريخ كروز كازان العاملة بالطاقة النووية، ستصل إلى كوبا في 12 الجاري، في إطار التعاون الدولي بين روسيا وكوبا قبل المشاركة في مناورة عسكرية في منطقة البحر الكاريبي.

وأوضح مويسييف أن هذه الزيارة ما هي إلا إحدى مهام الرحلة الطويلة، مشيرا إلى أن السفينة الرئيسية في الوحدة هي فرقاطة تحمل على متنها أسلحة حديثة، كما تضم ​​غواصة نووية.

وأعلنت وزارة الخارجية الكوبية أن الفرقاطة «أدميرال غورشكوف» والغواصة النووية «قازان»، إلى جانب سفينتي دعم، ستصلان إلى ميناء هافانا يومي 12 و17 يونيو.

وفي حين أن أياً من السفن المشاركة لا تحمل أسلحة نووية، فإن أسلحة الأدميرال جورشكوف وكازان تشمل صواريخ «زيركون» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ كروز كاليبر على التوالي، وكلاهما قادران على حمل رؤوس نووية.

وبالتزامن استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، نظيره الكوبي برونو رودريغيز باريلا، مؤكدا أنه ناقش معه سبل تحسين التعاون الثنائي.

وقال لافروف، الذي شكر نظيره الكوبي على المشاركة في الفعاليات المتعلقة باجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة «بريكس» وشركائها، «واجبنا اليوم هو النظر في كيفية تحسين وتحديد الأنشطة في جميع مجالات تعاوننا»، مضيفاً: «نرى فوائد كبيرة لمثل هذه الفعاليات بمشاركة بلدان الأغلبية العالمية من إفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا».

وفي واشنطن، أثار وصول القوة البحرية الروسية صغيرة إلى كوبا إشارات متضاربة. وغرد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو قائلا إن إدارة الرئيس جو بايدن «يجب أن تفرض عواقب حقيقية» على كوبا إذا قررت الأخيرة السماح لـ «غواصة روسية تحمل صواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية» بالوصول إلى موانئها.

في الوقت نفسه، انتقد ممثل مجلس النواب كارلوس جيمينيز إدارة بايدن بسبب «مكافأة» سلوك كوبا، من خلال «تخفيف العقوبات»، بينما ترحب هافانا بالسفن البحرية الروسية.

في المقابل، عرض المسؤولون الحكوميون والعسكريون الأميركيون موقفا أكثر هدوءا بشأن هذا الموضوع، وإضافة إلى تصريحات كيربي التي استبعدت تشكيل السفن الروسية أي تهديد، قال المتحدث باسم البنتاغون، تشارلي ديتز، لشبكة CNN، إن وصول السفن الروسية «جزء من العمليات البحرية الروتينية الروسية، ولا يشكل أي تهديد مباشر للولايات المتحدة».

في شأن آخر، قالت روسيا أمس إن جنودا وبحارة من منطقة لينينغراد العسكرية الشمالية الغربية المتاخمة للنرويج وفنلندا وبولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، شاركوا في تدريبات على نشر أسلحة نووية تكتيكية.

ويبدو من هذه الخطوة أن روسيا توسع المساحة الجغرافية المعلنة للتدريبات النووية لتشمل جنودا من مناطق عسكرية تغطي تقريبا كل حدود روسيا مع الدول الأوروبية، والتي تمتد من المحيط المتجمد الشمالي إلى البحر الأسود.

وأمر الرئيس فلاديمير بوتين بإجراء التدريبات، وأُعلن الشهر الماضي عن إجرائها في المنطقة العسكرية الجنوبية المتاخمة لأوكرانيا، بعدما قالت موسكو إنها إشارات من مسؤولين غربيين بأنهم سيسمحون لأوكرانيا بضرب عمق البلاد بأسلحة غربية.

وقالت روسيا، أمس الأول، إنها بدأت مرحلة ثانية من التدريبات على نشر أسلحة نووية تكتيكية مع قوات من بيلاروس.

الى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أمس رزمة من العقوبات تهدف إلى إعاقة المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا عبر زيادة الضغوط على البنوك الأجنبية التي تتعامل مع روسيا، قبل محادثات زعماء مجموعة السبع هذا الأسبوع، فيما توعّدت موسكو الرد.

وتستهدف العقوبات التي فرضتها وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتان أكثر من 300 جهة بما فيها كيانات في روسيا وفي دول مثل الصين وتركيا والإمارات.