اليحيا في «يوم اللاجئ»: التزامنا الإنساني منهج لن يتزعزع
وزير الخارجية: متفائل بـ «بداية النهاية»... والأيام المقبلة ستكون سعيدة على الشعب الفلسطيني
أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا أن «الصراعات والحروب تفاقمت في منطقتنا العربية على وجه الخصوص، مما أدى إلى كوارث إنسانية واجتماعية هائلة ونكوص التنمية بشكل كبير، ونزوح الملايين من البشر داخلياً وخارجياً، ومن أبرزها ما يحدث في السودان وسورية واليمن، وفي فلسطين المحتلة، حيث تستمر مأساة الشعب الفلسطيني الأعزل منذ أكثر من 76 عاماً».
وأضاف في كلمته خلال الاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لعام 2024 بمقر الصندوق الكويتي للتنمية، صباح أمس، بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي إن «آخر بيانات منظمة الأونروا تشير إلى أن نحو 6 ملايين فلسطيني مسجلون كلاجئين، وسيسجل التاريخ أن أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني في غزة يتعرضون في هذه اللحظة منذ أكثر من 250 يوماً، للتنكيل والتجويع والإبادة الجماعية أمام أنظار العالم، ويعد ذلك علامة فارقة في تاريخ اللجوء، تحتاج إلى تضامن البشرية كلها لرفع الظلم عنهم».
وتابع أن «الكويت ممثلة بالصندوق الكويتي، وبالعديد من الجهات الرسمية والأهلية الفاعلة، تنشط في تقديم الدعم الإنساني المباشر لملايين المتضررين من الصراعات والكوارث الطبيعية حول العالم، وبشكل خاص عبر العمل الإغاثي في الحالات الطارئة، وتنفيذ المشروعات التي تخدم اللاجئين، سعياً وراء تحسين معيشتهم وتوفير سبل العيش الكريم».
ربيعان: هنيئاً للكويت وشعبها بكونهم مثالاً للإنسانية... فدعمها وصل إلى ملايين النازحين حول العالم
وتابع: «قدمت الكويت ممثلة بالصندوق الكويتي وجهات أخرى لأزمة لاجئي سورية خلال الفترة السابقة دعماً إنسانياً بلغ نحو مليار و900 مليون دولار، تم تنفيذها من خلال الشراكات والتنسيق والتعاون مع الشركاء في مجال العمل الإنساني، وقد استفاد من ذلك الدعم ملايين الأفراد حول العالم».
وقال اليحيا:» تجتهد بلادي في مد يد العون للفئة الأكثر ضعفاً بين من يحتاجون للرعاية والدعم، وهم النازحون من ديارهم نتيجة للصراعات والحروب والكوارث، ونحن في دولة الكويت نفخر بشكل خاص بشراكتنا القوية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد مكنتنا هذه الشراكة المميزة من تقديم التمويل اللازم لبناء المساكن وتوفير الاحتياجات والخدمات الأساسية للاجئين والنازحين داخلياً والمجتمعات المستضيفة لهم في مختلف بؤر الصراع حول العالم، بما يسهم في إيجاد الفرص الحياة كريمة للملايين».
وأكد وزير الخارجية أن «الصندوق الكويتي والمفوضية، تمكّنا من خلال شراكتهم من تحسين الظروف المعيشية وتغطية الاحتياجات الأساسية لأكثر من 200 ألف لاجئ في شمال العراق، ومن تطوير الخدمات الصحية لأكثر من 100 ألف لاجئ في الأردن، ومن دعم النازحين داخلياً في اليمن».
كما أكد أن «التزام الكويت بمد يد العون للأفراد الأكثر ضعفاً حول العالم هو منهج لن يتزعزع، ولن تقتصر جهودنا على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة فحسب، وإنما تمتد لأبعد من ذلك لتشمل إنسانيتنا المشتركة والقيم التي تربطنا، وسنواصل الوقوف إلى جانب أولئك المنكوبين بسبب ويلات الصراع والكوارث الطبيعية أينما كانوا، معتمدين في ذلك على الشراكات المتينة التي بيننا، لنصل بمشيئة الله تعالى إلى عالم لا يُترك فيه إنسان بلا مأوى».
وعن القضية الفلسطينية وآخر المستجدات، قال: «انا أتصور اننا في بداية النهاية، وإن شاء الله الأيام المقبلة ستكون سعيدة على الشعب الفلسطيني، والمسودة الأخيرة بالاتفاق بين كل الأطراف وصلت الى نهايتها، ومبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وحركتهما السريعة في منطقة الخليج، لعل وعسى تكون الحلول في خلال أيام».
ربيعان
من ناحيتها، قالت ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت نسرين ربيعان: «نجتمع اليوم بضيافة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذراع السيادية التنموية الأعرق في العالم، الصندوق الذي نعتز بشراكتنا معه، والذي امتد أثره ليشمل حياة مئات الآلاف من اللاجئين والمهجّرين قسرا في العالم، برعاية كريمة وحضور كريم من وزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، عبداالله اليحيا، لنحيي يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف الـ 20 من يونيو كل عام، وهو يوم عالمي خصصته الأمم المتحدة لتسليط الضوء على التحديات التي يمر بها اللاجئون وصمودهم في التصدي لها».
وأضافت: «اتخذنا هذا العام شعارا يليق بمركز العمل الإنساني العالمي: «كويت التنمية والإنسانية»، لما لها من دور بارز في المجالين. وأوضحت أن «التضامن مع الأشخاص المجبرين على الفرار يعني أيضاً إيجاد الحلول لمحنتهم، حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بأمان، وضمان حصولهم على الفرص للازدهار من خلال دعم المجتمعات التي رحبت بهم، وهذا هو أساس تعاوننا مع شريكنا الاستراتيجي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ توقيعنا مذكرة التفاهم في 2016».
وتابعت: «لقد أثمرت شراكتنا مع الصندوق الكويتي للتنمية بمساعدة أكثر من 700 الف لاجئ ونازح في شمال العراق واليمن والأردن، بمشاريع إنسانية متنوعة وريادية في مجال البنية التحتية، مشاريع مستدامة بمجالات المأوى ورصف الطرق والإضاءة على الطاقة الشمسية والمياه والصرف الصحي والصحة، وهي شراكة تعكس شعارنا العالمي لهذا العام: «من أجل عالم مُرحّب باللاجئين»، لافتة إلى «وجود خطر من أن شعور اللامبالاة يترسخ، وأن النزوح واللجوء يتم نسيانه، فعاما بعد عام نصل الى أرقام تاريخية جديدة في النزوح القسري بلغت اليوم 120 مليون شخص».
وختمت: «اليوم، وبعد مرور أكثر من 30 عاما على تأسيس مكتبنا، أكرر وأقول هنيئا للكويت وشعبها بكونهم مثالا للإنسانية، فعلى مدى السنين الماضية، وصل أثر دعم الكويت الى الملايين من اللاجئين والنازحين من حول العالم».