آمال ماهر... حالة فريدة من الأصالة بـ «ليلة الطرب والإحساس»
قدمت باقة متنوعة من أعمالها وأغنيات الزمن الجميل على مسرح جابر الأحمد
كان جمهور مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على موعد أمس الأول لقضاء 3 ساعات من الغناء الأصيل في حفل بعنوان «ليلة الطرب والإحساس»، بقيادة المايسترو تامر فيظي، وتنظيم شركة سين، حيث أبدعت وتألقت المطربة آمال ماهر في تقديم باقة متنوعة من الأغنيات التي تجولت خلالها بين أعمالها وأعمال كبار المطربين الحاليين والراحلين.
آمال ماهر: «على كثر العيون» إهداء مني للفنان عبدالله الرويشد الذي أتمنى له الشفاء العاجل
في التاسعة مساء أمس الأول الأربعاء، أغلقت أبواب المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، لتفتح للجمهور بابا آخر من السحر الموسيقي والصوت المرهف والمتمكن لمطربة استطاعت أن تبهر الجمهور بأدائها لأعمال عمالقة الطرب الأصيل، حيث تغنت آمال ماهر بأعمال كوكب الشرق أم كلثوم، لتقدم عددا من أهم وأقوى أعمالها بأداء ولا أروع، ما أبهر الجمهور ودفعهم إلى التصفيق الحاد والمطالبة بإعادة الأغنيات التي أبهرهم فيها أداء ماهر.
حب وتقدير
وبدأ الحفل بغناء أحد أهم أغنيات ماهر، وهي «ايه بينك وبينها»، لتروي بها ظمأ جمهورها بالكويت، والذي لم يلتقها منذ آخر قدوم لها إلى البلاد عام 2015، في الحفل الذي جمعها بالفنان القدير محمد عبده، والذي حرصت على غناء جزء من أعماله، من خلال تقديم أغنية «شفت خلي بعد غيبة»، معربة عن تقديرها وحبها لهذه الأغنية.
كما وجهت ماهر كلمة دعم إلى المطرب عبدالله الرويشد في أزمته الصحية الأخيرة، حيث تغنت بإحدى أغنياته كنوع من المساندة، عقب الوعكة الصحية التي ألمّت به، قائلة: «هذه الأغنية إهداء مني للفنان الكبير عبدالله الرويشد، الذي أتمنى له الشفاء العاجل والعودة من رحلته العلاجية بسلامة إلى أرض الوطن»، لتبدع في تقديم أغنيته «على كثر العيون» بأداء مفعم بالإحساس والشجن.
مقامات صعبة
وبصحبة فرقة موسيقية تضم 50 عازفا، بقيادة المايسترو تامر فيظي، نجحت ماهر في أداء أغنيات صعبة باقتدار كبير وإحساس بالغ، ومنها «الحب كده»، «ألف ليلة وليلة»، «انت عمري»، كما قدمت من أعمال المطربة وردة الجزائرية رائعة «أكذب عليك»، ما أكد أنها كانت ولا تزال واحدة من أهم مطربات جيلها، ومن الأصوات التي لا تتكرر، إذ تتمتع بمساحة عريضة من الطبقات الصوتية التي تجعلها تتنقل بين المقامات الصعبة بانسيابية ونعومة شديدة، ما دفع الجمهور إلى قضاء ليلة موسيقية وطربية على مستوى عال من الرقي والأداء المخضرم.
كما قدمت مجموعة كبيرة من أهم أعمالها التي قدمتها، وعرفت بها منذ انطلاقتها بمشروع الغناء، ومنها «اتقي ربنا فيا»، و«من السنة للسنة»، «أنا الحب»، «لو كان بخاطري أنا»، «قالو بالكتير»، «فيك حتة غرور»، «سكة السلامة»، «أنا بداية بدايتك»، «ياما عز عليا»، وغيرها من الأغنيات.
جمهور الحفل
وبعد رحلة امتدت 3 ساعات تخللتها استراحة قصيرة، وصلت الرحلة إلى نهايتها في الـ12 من صباح اليوم التالي، ووصل معها الجمهور إلى آمالهم في حفل ماهر وناجح بكل المقاييس تنظيميا وفنيا وموسيقيا وطربيا، لتحقق ماهر بهذه العودة إلى جمهورها الكويتي نجاحا جديدا يضاف إلى رصيدها الفني الذي توقف لسنوات، ولكنه عاد من جديد بحفلها الأخير في مدينة جدة بالسعودية في 3 مايو الماضي، والذي تكلل أيضا بالنجاح والحضور الكبير، ليؤكد لها جمهورها ومحبوها على مستوى الوطن العربي أن الصوت الحقيقي والإحساس الصادق والموهبة المستحقة لا يمكن أن يغيبها البعد أو تمحوها سنوات الغيبة، بل عادت إلى جمهورها بنفس شغفهم القديم، وكأن ما مر لمحة من الزمان لا تطفئ ولا تمحو ما قدمته للساحة الفنية من أعمال راقية وأداء صادق.