إن القلوب النقية، في هذه الأيام المباركة مع أداء الحجاج فريضة الحج، تتجه إلى البيت الحرام بإخلاص، فتراجع الحسابات في عرفات لتطهير النفوس من الخطايا والذنوب، وهي فرصة أيضاً لغير الحجاج لإعادة ضبط النفس وتطهيرها والارتقاء بها للامتناع عن ارتكاب المعاصي والخضوع لوسوسة الشيطان، وفي هذه الأيام المباركة نحن أحوج إلى وحدة الصف ونصرة المستضعفين والمحتاجين ودعم الفقراء وتفويت الفرصة على كل من يسعى الى تشتيت صفوف المسلمين، وغض النظر عن الخلافات والصراعات التي تسهم في زرع الحقد وبث الفتن.

والجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين في خدمة الحجاج وتوفير كل سبل الراحة لهم وتذليل كل الصعاب أمامهم أمر وجب الشكر والثناء والتقدير، خصوصاً مع مساعي الطواقم العاملة في خدمة الحجاج من تسهيل وصولهم إلى المشاعر بسهولة وبدون أي مشاكل، فما إن تنتقل من موقع إلى آخر حتى تجد الجميع يبادرون في تقديم المساعدات مع ترديد كلمات الترحيب بدءا من مطار جدة وصولاً إلى مكة.

Ad

وفي كل عام تسعى السلطات السعودية من خلال عمليات التوسعة للحد من أي عوائق تواجه الحجاج، بل تسهم في استقبال أكبر عدد من مختلف أنحاء العالم، مع تقديم خدمات أفضل في مختلف المشاعر، سواء في الحرم أو منى وعرفات ومزدلفة، مع بذل الجهود المتواصلة للقضاء على أي ازدحامات، فضلا عن الدور الذي تؤديه بعثة الحج الكويتية التي تسهم أيضا في جانب حيوي وهام من خلال متابعة الحملات والاطلاع على الخدمات المقدمة للحجاج والاستماع لهم واستقبال الشكاوى أو المقترحات وغيرها فضلا عن متابعة أوضاع المرضى، وتقديم الخدمات الصحية لهم، وهو ما يساعد كل حملة في تقديم خدماتها وفقا لما هو مقرر لها دون أي عوائق أو مشاكل.

نتمنى في هذه الأيام المباركة أن يعالج بعض الناس الاختلالات التي يعانونها لأسباب مختلفة بالقضاء على الخلافات والالتزام بالمبادئ الدينية السامية، حتى لا يقعوا في المحظور، حينها لن ينفعهم مال أو بنون، وهي فرصة أيضا لمن يكابرون ويجاهرون في معاصيهم ليتوبوا، فباب التوبة مفتوح قبل أن تسقط ورقتهم ويجدوا أنفسهم تحت التراب.

آخر السطر:

كل الشكر لحكومة خادم الحرمين على الجهود السامية من الجميع لخدمة الحجاج لإنجاح حج هذا العام بسهولة ويسر.