الحجاج يبدأون مناسكهم بقضاء يوم التروية في منى

بن سلمان يعتذر عن G7 للإشراف على الحج... والسعودية تعبئ إمكاناتها الأمنية والتكنولوجية لخدمة ضيوف البيت

نشر في 14-06-2024
آخر تحديث 13-06-2024 | 18:34
الحجاج يؤدون طواف القدوم بالبيت الحرام أمس (د ب أ)
الحجاج يؤدون طواف القدوم بالبيت الحرام أمس (د ب أ)
مع استمرار تدفق مئات الآلاف من مختلف الجنسيات والبلاد إلى الأراضي المقدسة، يبدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم أول مناسكهم بقضاء يوم التروية في صعيد منى الطاهر.

على وقع إجراءات استثنائية عبأت السعودية لها كل إمكاناتها التكنولوجية واللوجستية والأمنية والصحية، يبدأ حجاج بيت الله العتيق أول مناسك الحج بقضائهم يوم التروية في مشعر منى، تقرباً لله تعالى، متبعين ومقتدين بسنة سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ووفقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في منسك يوم التروية، سيصلي الحجيج الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً بلا جمع، قبل أن يؤدوا صلاة الفجر استعدادا للوقوف بصعيد عرفات الطاهر، رغم درجات الحرارة المرتفعة للغاية.

وللإشراف على موسم الحج القياسي من حيث أعداد الحجاج أو التجهيزات أو حجم المشروعات الخدمية في موسم الحج لعام 2024، اعتذر ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان لرئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني عن قبول دعوة للمشاركة في قمة مجموعة السبع G7 المقرر انطلاقها اليوم بجزيرة بوليا، مشيراً إلى ارتباطات تحول دون وجوده تتعلق بالإشراف على أعمال موسم الحج.

وبتوجيه من وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، تفقد رئيس هيئة الأركان الفريق الأول الركن فياض الرويلي، وحدات القوات المسلحة والقطاعات المشاركة في مهام الحج للتأكد من جاهزيتها لتنفيذ مهامها في دعم الجهات الحكومية العاملة في الحج.

ووقف وزير الحرس الوطني الأمير عبدالله بن بندر على جاهزية قواته، تماشياً مع توجيهات القيادة في حفظ واستتباب الأمن، وذلك وفق المسؤوليات المناطة بالوزارة، بالتكامل مع القطاعات الأمنية الأخرى.

وأشرف بن بندر أمس الأول على العرض العسكري «يسر وطمأنينة»، بميدان قوات الحرس الوطني المكلفة بتعزيز أمن الحجاج، كما تابع ملخصاً مرئياً لمهام القطاع الغربي.

قطار وطائرات

وفي أولى رحلاته بموسم الحج لهذا العام، انطلق قطار المشاعر المقدسة أمس لخدمة ضيوف الرحمن في تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة عبر محطاته الـ 9 المنتشرة بها، بحسب وكالة الأنباء السعودية «واس».

وكانت الخطوط الحديدية السعودية «سار» أعلنت، الاثنين الماضي، انتهاء مرحلة التشغيل التجريبي التي استمرت لمدة تجاوزت 90 يوماً، تم خلالها التأكد من جاهزية قطاراتها الـ17، مؤكدة أنها تعاقدت مع أكثر من 7500 موظف موسمي يجيدون التحدث بمختلف اللغات لخدمة ضيوف الرحمن.

وفي تطور لافت، أعلنت الخطوط الجوية السعودية اعتزامها إطلاق «التاكسي الطائر» الذي ستكون مهمته نقل الحجاج من المطارات المختلفة إلى الفنادق في مكة المكرمة عبر طائرات كهربائية.

وقال الرئيس التنفيذي إبراهيم كوشي إن الخطوط السعودية وقّعت اتفاقا مع شركة ليليوم الألمانية لشراء 100 طائرة كهربائية بغرض استخدامها في الشبكة المحلية، مؤكداً الالتزام بتجهيز البنية التحتية المطلوبة لإقلاع وهبوط الطائرات عمودياً.

وأتاحت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لخدمة ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة خدمة «النقل الترددي» على مدار الساعة لضيوف البرنامج من مقار سكنهم في مكة المكرمة إلى المسجد الحرام ذهاباً وإياباً.

خدمات غير مسبوقة

وتشير كافة الاستعدادات إلى أن المملكة تتعهد بتقديم خدمات غير مسبوقة خلال موسم الحج الحالي. إذ يعد هذا الموسم من أكثر المواسم التي شهدت تطوراً كبيراً في استخدام التكنولوجيا الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تحسين تجربة الحجاج وضمان سلامتهم وسهولة أداء المناسك.

ونجحت السعودية بالفترة الأخيرة في توظيف مجموعة كبيرة من التقنيات والبرامج المبتكرة، التي أحدثت نقلة نوعية في إدارة هذا الحدث الديني العالمي، الذي يتوافد خلاله ملايين المسلمين من كل حدب وصوب على المملكة.

ويمثل موسم الحج للعام الحالي خطوة كبيرة نحو دمج التكنولوجيا الحديثة في مناسك الحج، ما يُبرز القدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي، لتحسين تجربة الحجاج وضمان سلامتهم وراحتهم.

ويتم نشر روبوتات ذكية في الحرم والمناطق المحيطة لتوجيه الحجاج والإجابة عن استفساراتهم وتقديم الإرشادات اللازمة بلغات عدة.

ويتم تحليل بيانات الحشود عبر الذكاء الاصطناعي لتوجيه الحجاج، ومنع التكدس في نقاط معينة، الأمر الذي يسهم في تقليل المخاطر.

ويتم تركيب كاميرات ذكية تعتمد على تقنيات التعرف على الوجوه لتعزيز الأمن، ومراقبة الأماكن العامة، ومنع أي نشاطات مشبوهة.

صحة وسلامة

وتأتي صحة الحجاج في مقدمة الأولويات خلال أداء مناسك الحج خاصة أن موسم الحج يأتي في فصل الصيف مع درجات الحرارة المرتفعة، وأيضا اكتظاظ ملايين المسلمين في وقت واحد ومحدد من عيد الأضحى المبارك، مما قد ينجم عنه من التعب وانتشار الأمراض ما لم يتم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة لذلك.

وأوضحت وزارة الصحة أن عدد المتطوعين الصحيين والإسعافيين بلغ نحو 5466، منهم 3000 من مركز التطوع الصحي، و2466 من هيئة الهلال الأحمر، وذلك لتقديم الخدمات الصحية والإسعافية والتوعوية لضيوف الرحمن عبر أكثر من 150 فرصة تطوعية، وبعدد ساعات تتجاوز 72 ألف ساعة تطوعية.

وأكدت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جاهزية صحن المطاف لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، خلال حج هذا العام 1445هـ، وسط خطط تنظيمية وخدمات نوعية مقدمة لضيوف الرحمن.

وتبذل الهيئة جهودًا مستمرة مع الجهات المعنية لتسخير الإمكانات كافة، وتهيئة المداخل والممرات المؤدية إلى صحن المطاف، مع مراعاة القدرة الاستيعابية الكاملة لكي يؤدي الحجاج مناسكهم بكل يسر وسهولة.

وأوضحت الهيئة أنه تمت إتاحة كامل صحن المطاف للطائفين وتخصيص العديد من المداخل والأبواب الرئيسة والفرعية المؤدية للمطاف، وتخصيص عدد من الأبواب للخدمات والطوارئ.

وأشارت إلى أن المطاف يستوعب 108 آلاف طائف في الساعة في جميع أدواره، وهي الصحن والدور الأرضي والأول، والأول ميزانين والثاني ميزانين والثاني «السطح»، كما يستوعب المطاف 203 آلاف مصل في جميع الأدوار.

مخزون القمح

بدورها، أكدت الهيئة العامة للأمن الغذائي عن جاهزية فروع الهيئة وشركات المطاحن بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة لموسم الحج 1445هـ.

وأوضح محافظ الهيئة المهندس أحمد الفارس، أن مخزونات القمح بفروع الهيئة بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة تبلغ أكثر من 600 ألف طن، فيما تبلغ مخزونات الدقيق بفروع شركات المطاحن أكثر من 700 ألف كيس، خلاف الإنتاج اليومي لمطاحن إنتاج الدقيق بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، والذي يغطي حاجة الاستهلاك كاملة.

وأشار الفارس الى أن المخزونات الاحتياطية بفروع الهيئة وشركات المطاحن بمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة جاهزة للضخ عند الحاجة، وجميعها تعمل بكامل طاقتها لرفع مستوى الجاهزية لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكداً أهمية الدور الذي تقوم به فروع الهيئة وشركات المطاحن بالمملكة لتوفير مادة القمح والدقيق الحيوية لحجاج بيت الله الحرام.

back to top