استراتيجية محافظي إيران لـ «الرئاسية»: إبعاد الناخبين عن الصناديق
خامنئي حذّر قادة التيار الأصولي من أن فشلهم في التوحد يعني فوز الإصلاحيين
كشف أحد قادة التيار الأصولي في إيران لـ «الجريدة»، أن محاولات لتوحيد صفوف التيار المحافظ الذي يتمثل في الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 28 الجاري بخمسة مرشحين عن مختلف الأجنحة مقابل مرشح إصلاحي واحد، فشلت في إقناع سعيد جليلي المحسوب على الجناح المتشدد ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) محمد باقر قاليباف الذي يحظى بدعم عدد كبير من النواب الأصوليين في البرلمان الحالي، بانسحاب أحدهما، حيث اصر الرجلان على خوض السباق حتى النهاية، في حين أبدى المرشحون الثلاثة الآخرون استعداداً للتفاوض.
وقال المصدر لـ «الجريدة»، إنه حسب احصاءات قامت بها مؤسسات ومعاهد موالية للمحافظين، فإن الانقسام الموجود بينهم حالياً مقابل توحد الاصلاحيين خلف المرشح مسعود بزشكيان يمكن ان يؤدي الى خسارة التيار الاصولي للانتخابات من الدورة الاولى، في حين يعتبر جليلي وقاليباف ان توحد الأصوليين يجب ان يتم بالدورة الثانية بعد أن يثبت أي مرشح هو الاقوى.
وحسب المصدر، فإن قاليباف مطمئن من انه يستطيع اكتساح مرشح الاصلاحيين في الدورة الاولى في حال انسحاب جميع المرشحين الاصوليين من السباق.
وأضاف أن اكثرية أعضاء الحكومة الحاليين المحسوبين على تيار الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي يدعمون احتفاظ قاليباف بكرسي رئاسة البرلمان، وأن يعطي كرسي رئاسة الجمهورية لجليلي، ويقف الاصوليون جميعا خلف جليلي في الانتخابات.
وبين أن جميع الإحصاءات التي أجرتها وسائل الاعلام والدراسات الموالية للاصوليين تكشف انه اذا كانت نسبة التصويت ما دون الـ 40 في المئة ففرصة المرشح المحافظ ستكون اكبر، لكن كل ما زادت على هذه النسبة فإن الفرص ستصب لمصلحة المرشح الاصلاحي، ولهذا فان جميع وسائل الاعلام التابعة للاصوليين يجب ان تعمل على ابعاد الناس عن صناديق الاقتراع واقناعهم بأن المشاركة في الانتخابات لن تفيدهم كي لا ترتفع نسبة التصويت، هذا على الرغم من اصرار المرشد الاعلى علي خامنئي على ضرورة زيادة نسبة التصويت في الانتخابات، وتشجيع الناس على المشاركة على اساس ان كل المرشحين هم ضمن النظام وهو مطمئن لهم.
وقال المصدر إنه لأول مرة فإن استراتيجية الاصوليين تتوافق مع استراتيجية المعارضة التي تشجع الناس أيضا على مقاطعة الانتخابات.
وذكر أن بعض قادة التيار الاصولي التقوا خامنئي مساء الثلاثاء الماضي وعرضوا عليه خطابات لبزشكيان يعتبرونها معارضة للنظام، خصوصا تصريحاته خلال احتجاجات مهسا اميني التي وصفت بأنها اوسع احتجاجات منذ الثورة. ورد المرشد أنه يعرف كل ذلك، وأن إصراره على مشاركة بزشكيان هو لأن هذه الانتخابات ستصبح نوعا من الاستفتاء على حجم قدرة المعارضين في البلاد، خصوصا الذين نزلوا الى الشوارع في الاحتجاجات الاخيرة، وحتى لو نجحوا بايصال بزشكيان للسلطة فإنه مطمئن ان بزشكيان هو ابن النظام ولن يعمل ضد النظام.
وأشار إلى أن المشاركين في الاجتماع فوجئوا من موقف المرشد هذا، خصوصا انه أكد لهم انه غير راض عن انقسام الاصوليين وما قاموا به من تنكيل ببعضهم البعض في الانتخابات البرلمانية للوصول الى البرلمان، ولهذا أراد ان يعطيهم إنذارا بأنه لن يسمح باستمرار الوضع على هذا المنوال، وان يقوم الاصوليون بمحاربة بعضهم لأجل المناصب، وعليهم ان ينتبهوا ان هذه المناصب يمكن ان يخسروها في ليلة وضحاها.
وبين أنه حسب علمه فإن الشخص الخامس الذي كان مجلس صيانة الدستور قد قام بتأييده كان وزير الارشاد محمد مهدي اسماعيلي الذي كان 25 شخصاً من أعضاء الحكومة قد وقعوا على استمارة طلبوا فيها من «صيانة الدستور» قبول ترشحه.
وأكد المصدر أن الحاضرين بحثوا هذا الموضوع مع المرشد وسبب قيامه بحذف اسم وزير الارشاد من هذه اللائحة، حيث اكد أن وجود اسماعيلي كان سيؤدي الى انشقاق اكبر بين الاصوليين، اذ إن تيار رئيسي كان سيقف خلف اسماعيلي، وبالتالي يكون هناك ثلاثة أشخاص يتنافسون على قيادة الاصوليين، لافتا الى أن خامنئي أكد ضرورة العمل على توحيد صفوفهم أو خسارة الانتخابات لمصلحة المرشح الإصلاحي.