وبدأ تساقط المصلحين بنيران صديقة

نشر في 16-06-2024
آخر تحديث 15-06-2024 | 18:32
إن انكفاء بعض الصالحين والمصلحين المستقلين والشرفاء وانطواءهم عن الساحة السياسية ظاهرة تستحق البحث والدراسة وأمر خطير أن يصل المواطن الحر المستقل لهذا الوضع في دولة كفل دستورها حرية الرأي وحرية التعبير!
 د. محمد الدويهيس

خلال السنوات القليلة الماضية برزت ظاهرة خطيرة في المجتمع الكويتي، وهي زيادة انسحاب المصلحين والشرفاء والمستقلين من الساحة السياسية، ليس لضعف حجتهم أو فشلهم في كشف بؤر الفساد والمفسدين والمتنفذين ومن يدور حولهم، ولكن بسبب شراسة وسطوة وحدة المواجهة بينهم وبين أذرع الفاسدين والمتنفذين وآلياتهم المالية والإعلامية ووسائلهم الحقيرة، وأتباعهم الذين لا يتوقفون عن استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة للتشهير بالشرفاء من المستقلين الوطنيين الأحرار الذين هدفهم الأول والأخير خدمة الوطن وكشف الفاسدين والمتنفذين وأتباعهم وأبواقهم الذين تزداد أعدادهم يوما بعد يوم في ظل ظروف اجتماعية وسياسية متغيرة، وضعف هيبة الدولة، وغياب رؤية حكومية واضحة وتردد في اتخاذ القرار!

ومن الوسائل الجديدة التي انتهجها الفاسدون والمتنفذون في تصفية الشرفاء والمستقلين والتقليل من تأثيرهم ومكانتهم الاجتماعية اللعب على الحلقة الأضعف لديهم من خلال استغلال علاقاتهم الأسرية والاجتماعية، فتجد الفاسدين تارة يتواصلون مع آباء هؤلاء المصلحين الشرفاء وأمهاتهم من خلال طرف ثالث، ويطلبون منه ثني هؤلاء المصلحين المستقلين عن الظهور في المنتديات وفي وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تحت حجج وأسباب واهية، منها سمعة العائلة أو القبيلة أو الوضع الاجتماعي والسياسي للمصلح المستقل.

فمثلاً يتواصلون مع والدة الناشط والمصلح المستقل الوحيد لأمه، ويطلبون منها أن تطلب منه التوقف عن القيام بأنشطته، وعن نشر آرائه وأفكاره في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كافة، كما أنهم يستغلون آباء المصلحين وأعمامهم وإخوانهم وأخواتهم وأبناءهم وزملاءهم وأصدقاءهم للتأثير عليهم بشكل مباشر أو من خلال التصريح أو التلميح!

ومن الأساليب الدنيئة والحقيرة التي يستخدمها بعض الفاسدين والمتنفذين في محاولة إفشال وتهميش دور المصلحين الشرفاء إقحام المرجعيات الدينية والطائفية والقبلية والاجتماعية في الأمر!!

فلا يجد بعض المصلحين الشرفاء من المستقلين الوطنيين الأحرار تحت هذا الضغط والهجوم الشرس إلا الخضوع والتوقف ولو مؤقتاً في ظل إلحاح وسيل الطلبات المتكررة من أقرب الناس وأعزهم عليهم بالتوقف، نتيجة للهجمة الشرسة والخبيثة من المتنفذين والفاسدين وأتباعهم الذين استغلوا كل الوسائل، وبعض الفاسدين في الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

إن انكفاء بعض الصالحين والمصلحين المستقلين والشرفاء وانطواءهم عن الساحة السياسية ظاهرة تستحق البحث والدراسة وأمر خطير أن يصل المواطن الحر المستقل لهذا الوضع في دولة كفل دستورها حرية الرأي وحرية التعبير!

ودمتم سالمين.

back to top