شككت إسرائيل، على لسان عضو بارز في فريقها المفاوض، في التزام «حماس» المستقبلي بشروط الصفقة التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أخيراً لتبادل الأسرى وإقرار هدنة تمهد لوقف حرب غزة المتواصلة منذ 257 يوما، مشدداً على ضرورة وجود «أدوات ضغط لتنفيذ الاتفاق ويقين واضح» بأن الحركة الفلسطينية «لن تغير شروط الاتفاق المحتمل بسرعة».

وفي الوقت نفسه، قال المسؤول الإسرائيلي في تصريحات أمس: «إذا اعتقدت حماس أن القتال سينتهي بنهاية العملية في رفح، فسوف تشعر بخيبة أمل». وأضاف أن «إسرائيل ستواصل إجراء عملية قوية وفعالة والجيش يستعد لمواصلة العمليات حتى بعد انتهاء القتال في رفح، وستبقى إسرائيل في غزة».

Ad

وبحسب المسؤول الكبير، فإن «وقف إطلاق النار مقدما يعني تحديد مصير الأسرى، أي الرجال والجثث العائدة، وبالتالي فإن الوقف الكامل للحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي إلى خارج القطاع غير ممكن إلا في إطار المفاوضات»، وبعد إنشاء الآليات التي ستمكن من ضمان التنفيذ الكامل للاتفاقية.

وفي حين تمثل تصريحات المسؤول الإسرائيلي حلحلة بموقف حكومة نتنياهو التي عارضت خطة بايدن بشكل علني دون أن تصل إلى حد رفض الخطة التي يراهن البيت الأبيض عليها لاحتواء الحرب، التي تسببت بمقتل 37372 فلسطينيا حتى الآن، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن عضوين ديموقراطيين بارزين في «الكونغرس» اتفقا على توقيع صفقة تمنح إسرائيل 50 طائرة من طراز «إف-15» بقيمة تزيد على 18 مليار دولار، بعد فترة طويلة من الرفض.

واتخذ العضوان بمجلسي النواب والشيوخ الأميركيين هذا القرار بعد ضغوط كبيرة من الرئيس الديموقراطي بايدن وجماعات الضغط المؤيدة للدولة اليهودية التي تخوض مواجهات على عدة جبهات.

كما جاءت مطالبة المسؤول بالحصول على ضمانات لتنفيذ صفقة بايدن، التي أيدها مجلس الأمن الدولي، في وقت تصاعدات الضغوط الداخلية ضد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة.

وتظاهر الآلاف ليل الاثنين ـ الثلاثاء قرب مقر رئيس الوزراء، في القدس المحتلة، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة وآخذين على نتنياهو إدارته للحرب في غزة وفشله في إعادة عشرات الرهائن من القطاع الذي شهد هدوءا نسبياً بالعمليات العسكرية بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك، إذ سجل مقتل 33 فلسطينياً أمس فقط.

في غضون ذلك، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس، من أن الوضع في الضفة «يتدهور بشكل كبير» مع مقتل 528 فلسطينياً، بينهم 133 طفلا، على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية أو المستوطنين منذ أكتوبر.

إلى ذلك، كشف التقرير السنوي لـ «معهد استوكهولم الدولي» أن ترسانة الدولة العبرية تضم 90 رأساً نووياً، وتعمل على تطوير البلوتونيوم بمفاعل ديمونة في صحراء النقب، مما يضعها في المرتبة الثامنة بمصاف الدول الذرية متقدمة على كوريا الشمالية.