يعد يوم التاسع عشر من يونيو عام 1961 يوماً مشهوداً في تاريخ الكويت عبر توقيع وثيقة استقلال البلاد وإلغاء اتفاقية الحماية مع الحكومة البريطانية لتنطلق مسيرة الدولة الحديثة وتحتل مكانتها المرموقة بين الأمم.
وإيذاناً ببناء دولة كاملة السيادة مستقلة القرار على مقدراتها ومواردها، أعلن أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم في هذا اليوم انتهاء معاهدة الحماية البريطانية بتوقيع وثيقة استقلال البلاد مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي السير جورج ميدلتن نيابة عن الحكومة البريطانية.
ومنذ ذلك التاريخ الذي طوى صفحة حافلة بكفاح الأجداد وكتب أول صفحات عهد الاستقلال انطلق دور الكويت المحوري في المنطقة، وحققت نجاحات كبيرة على مختلف الصعد محليا وإقليميا وعالميا، وتركت بصماتها الواضحة في أصقاع العالم بدورها في صنع السلام ورعاية الإنسانية.
وتواصل الكويت منذ ذلك الوقت مسيرتها المضيئة بخطى ثابتة في كل المحافل، وتستمر تحت ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد في مسيرة التنمية والبناء داخليا، وفي مسار الدبلوماسية الوقائية إقليمياً ودولياً.
وبلغت الكويت لحظة الاستقلال المفصلية بخطوات مدروسة من الشيخ عبدالله السالم منذ توليه مقاليد الحكم عام 1950 حيث عمل على تحقيق الاستقلال وإعلان الدستور بعد أن أصبحت البلاد حاضنة لكل أسباب التطور في مختلف المجالات.
العيد الوطني
وفي 18 مايو عام 1964 صدر مرسوم بدمج العيد الوطني بعيد الجلوس وهو ذكرى تسلم الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم في البلاد الذي يصادف 25 فبراير من كل عام.
وشهد عام الاستقلال صدور مرسوم أميري بشأن العلم الكويتي، وهو أول علم يرفع بعد الاستقلال، وتم تحديد شكله ثم جاءت الخطوة التالية عقب الاستقلال بتقديم الكويت طلبا لجامعة الدول العربية حيث تم قبول عضويتها في 16 يوليو 1961.
وفي 26 أغسطس عام 1961 صدر مرسوم أميري بإجراء انتخابات المجلس التأسيسي تحقيقا لرغبة الشيخ عبدالله السالم بإقامة نظام حكم قائم على أسس واضحة ومتينة وإصدار دستور يستند إلى المبادئ الديموقراطية.
مشروع الدستور
وأنجز المجلس المنتخب مشروع الدستور الذي تضمن 183 مادة خلال تسعة أشهر، واتسم دستور الكويت بروح التطور التي تقدم الحلول الديموقراطية وتحمل متطلبات الانطلاق في درب النهضة والتقدم الأمر الذي مكن البلاد من انتهاج حياة ديموقراطية مشهودة مستمدة من نصوصه.
وامتد عهد الشيخ عبدالله السالم 15 عاما، وكانت من السنوات البارزة في تاريخ الكويت، وأطلق عليه لقب «أبوالاستقلال» و»أبوالدستور»، نظرا لإنجازاته الكبيرة وجهوده المضنية وحكمته السديدة لنيل الاستقلال.
وبدأت الكويت في تلك الحقبة وضع القوانين والأنظمة التي خطت بها نحو الاستقلال الكامل فأنجزت 43 قانونا وتشريعا مدنيا وجنائيا.
وفي 30 نوفمبر عام 1961 بدأ مجلس الأمن الدولي النظر في طلب الكويت الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة، وفي 14 مايو عام 1963 تمت الموافقة على انضمام الكويت إلى المنظمة لتصبح العضو الـ111.