قصة صعود سهم «إنفيديا»... والعودة من 3 انهيارات

ألعاب الكمبيوتر ومراكز البيانات مهّدت الطريق لنجاح الذكاء الاصطناعي

نشر في 20-06-2024
آخر تحديث 20-06-2024 | 17:46
شركة إنفيديا
شركة إنفيديا
بين أول ظهور لها، والوقت الذي دخلت فيه مؤشر S&P 500، ارتفع السهم بأكثر من 1600%، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ حوالي 8 مليارات دولار - بين عامي 1999 و2002، وجاء هذا الارتفاع في وقت انهارت فيه العديد من أسهم التكنولوجيا الأخرى في أعقاب فقاعة الدوت كوم، التي بلغت ذروتها في مارس 2000.

ظهرت شركة إنفيديا عام 1999 لأول مرة ببورصة ناسداك، وهو نفس العام الذي عاد فيه ستيف جوبز إلى قيادة شركة أبل بعد سنوات من عزله. بينما كانت شركة إنتل هي القوة المهيمنة في مجال أشباه الموصلات.

واستغرقت شركة إنفيديا أقل من 3 سنوات حتى تتمكن من الصعود إلى مؤشر S&P 500، لتحل محل تكتل تجارة النفط المنهار «إنرون»، صاحبة واحدة من أشهر الفضائح المحاسبية في تاريخ وول ستريت.

ولكن حتى ذلك الحين، كان عدد قليل من الناس يراهنون على أن الشركة ستستمر لتصبح أفضل الأسهم أداء خلال ربع القرن الماضي، حيث سجلت عائداً إجمالياً قدره 591.078% منذ طرحها العام الأولي، بما في ذلك الأرباح المعاد استثمارها. إنه رقم يصعب فهمه، وهو شهادة، جزئياً، على الهوس المالي الذي يحيط بالذكاء الاصطناعي، وكيف أصبح المستثمرون ينظرون إلى شركة إنفيديا - التي تصنع الرقائق المتطورة التي تعمل على تشغيل التكنولوجيا - باعتبارها الرابح الأكبر في الطفرة.

وفي يوم الثلاثاء، بلغت هذه المسيرة ذروتها عندما أطاحت شركة إنفيديا بشركة مايكروسوفت، باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم، بقيمة سوقية تبلغ 3.34 تريليونات دولار، وتمت إضافة أكثر من 2 تريليون دولار من هذه القيمة هذا العام.

لم يكن صعود الشركة مضموناً بأي حال من الأحوال - كما لم تكن قدرتها على البقاء على قمة مؤشر S&P 500، واضطر المستثمرون القدامى في «إنفيديا» إلى تحمل 3 انهيارات سنوية بنسبة 50% أو أكثر في السهم. سيتطلب الحفاظ على الارتفاع الحالي من العملاء الاستمرار في إنفاق مليارات الدولارات فصلياً على معدات الذكاء الاصطناعي، التي تعتبر عوائدها على الاستثمار صغيرة نسبياً حتى الآن.

لكن ما مهد الطريق في نهاية المطاف أمام «إنفيديا» للصعود إلى القمة، كان رهان الشركة الكبير على رقائق الرسومات ورؤية المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي جنسن هوانغ بأن الصناعة ستتحول إلى ما يسميه «الحوسبة المتسارعة». شيء تكون رقائقه أفضل بطبيعته من المنافسة.

وقال بريان مولبيري، مدير محفظة العملاء في شركة Zacks Investment Management: «عليك أن تمنح فريق الإدارة قدراً هائلاً من الثقة. لقد تمكنوا من استيعاب كل موجة من الابتكارات في مجال الأجهزة بشكل جيد جدا».

بداية ساخنة

بين أول ظهور لها والوقت الذي دخلت فيه مؤشر S&P 500، ارتفع السهم بأكثر من 1600%، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ حوالي 8 مليارات دولار – بين عامي 1999 و2002، وجاء هذا الارتفاع في الوقت الذي كانت فيه العديد من أسهم التكنولوجيا الأخرى تنهار في أعقاب فقاعة الدوت كوم، التي بلغت ذروتها في مارس 2000.

ويعتبر مفتاح نجاح الشركة المبكر هو إدخال التكنولوجيا الخاصة بها في وحدات تحكم ألعاب الفيديو، مثل Xbox من «مايكروسوفت»، وبلاي ستيشن من «سوني». أصبحت وحدات معالجة الرسومات «GeForce» من «إنفيديا»، أو وحدات معالجة الرسوميات، أشياء مرغوبة بين اللاعبين لأنها قدمت باستمرار التجربة الأكثر واقعية.

وقال كبير الاستراتيجيين في «Wayve Capital Management»، ريس ويليامز، الذي كان مشترياً في الاكتتاب العام: «كان جنسن دائماً متواصلاً رائعاً، وروى قصة جيدة، ومن الواضح أن وحدات معالجة الرسوميات أصبحت أكثر أهمية. لقد قدم كل جيل متتال من الأجهزة أداء أفضل بكثير، وصوراً أكثر واقعية، ومن ثم ظهرت ألعاب الكمبيوتر الشخصي إلى حيز الوجود».

السنوات الست التالية لم تكن لطيفة مع «إنفيديا»، انخفض السهم في عام 2008، حيث أدت الأزمة المالية إلى إضعاف الطلب وبدأت شركة AMD، التي تناضل منذ فترة طويلة، في تغيير الأمور.

اتفاقية «إنفيديا» و«إنتل»

وفي الوقت نفسه، باءت الاتفاقية المبرمة بين «إنفيديا» و«إنتل»، والتي سمحت للشركات باستخدام قدرات بعضها البعض، بالفشل، مما أجبر «إنفيديا» على الخروج من أحد أكبر أسواقها، واستقر الاثنان في عام 2011، حيث وافقت «إنتل» على دفع 1.5 مليار دولار لشركة إنفيديا.

وفي العام التالي، كشفت «إنفيديا» عن شرائح رسومية للخوادم داخل مراكز البيانات، ويمكن أن تساعد في أعمال الحوسبة المتطورة، مثل التنقيب عن النفط والغاز والتنبؤ بالطقس، مما يمنح «إنفيديا» موطئ قدم فيما سيصبح سوقاً مربحاً، ومع ذلك فإن تلك الرقائق لم تطر على الفور من على الرف، واستغرق الأمر ما يقرب من 9 سنوات حتى تتجاوز أسهم إنفيديا أعلى مستوى لها في عام 2007.

وانطلقت أسهم «إنفيديا» مرة أخرى عام 2015، وخلال تلك الفترة أصبحت رقائق الشركة أساس التقنيات الناشئة، من واجهات الرسوميات المتقدمة إلى المركبات ذاتية القيادة إلى موجة جديدة من منتجات الذكاء الاصطناعي.

وحتى بعد جفاف الطلب من القائمين بتعدين العملات المشفرة، استمرت مبيعات مراكز البيانات في النمو، وقد عززت جائحة كوفيد 19 هذه الأعمال، حيث احتاجت الشركات إلى شراء قوة حاسوبية إضافية لدعم العمل عن بعد، وارتفعت إيرادات مركز بيانات إنفيديا بمضاعفات 8 من السنة المالية 2017 إلى السنة المالية 2021.

انفجار مبيعات الذكاء الاصطناعي

وانخفضت أسهم «إنفيديا» عام 2022 مع بقية قطاع التكنولوجيا، الذي كان يعاني من ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض الطلب بعد طفرة عصر كوفيد.

ولكن أحدث إصدار OpenAI لـChatGPT في أواخر عام 2022 ضجة فورية، واستغرق الأمر وقتا حتى يدرك المستثمرون كيف يمكن أن تستفيد «إنفيديا». في نهاية المطاف، زاد الاهتمام بـChatGPT وغيره من منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدية، مما أدى إلى زيادة محمومة في طلبات شراء رقائق «إنفيديا».

وعندما أعلنت الشركة عن أرباح الربع الأول من عام 2023، صدم حجم القفزة في أعمالها الجميع تقريباً في وول ستريت. أعطت «إنفيديا» توقعات للمبيعات الفصلية التي كانت أعلى من متوسط التوقعات بأكثر من 50%.

تجاوزت مبيعات مركز بيانات «إنفيديا» إيرادات الألعاب لأول مرة في السنة المالية 2023، وفي السنة المالية الحالية لـ «إنفيديا»، يتوقع المحللون أن تتجاوز هذه المبيعات 100 مليار دولار.

وقال ويليامز، الخبير الاستراتيجي في شركة Wayve Capital Management: «إنهم يتمتعون بمكانة قوية في الصناعة. من الواضح أنهم لن يحتفظوا بنسبة 95% من حصة السوق إلى الأبد، ولكن سيكون من المستحيل تقريباً على أي شركة أن تحل محلهم».

back to top