أعرب المؤلف عثمان الشطي عن سعادته بنجاح عروض مسرحيته الجديدة (المنخفض ياي)، التي انطلقت أول أيام عيد الأضحى، واستمرت 3 أيام مكتملة العدد بإقبال جماهيري كبير، وتفاعل مبهر، ونجاح فاق التوقعات، بمركز الفجيرة الإبداعي بدولة الإمارات.

وأوضح الشطي، الذي عاد إلى الكويت أمس، أن المسرحية إخراج الإماراتي مبارك ماشي، والذي كان بمنزلة الأب الحاضن لها، حيث أبدع في تقديم النص برؤية إخراجية مميزة ساهمت في خروج المسرحية بأفضل مستوى، فضلاً عن اختيار طاقم فنانين أصحاب خبرة طويلة في العمل المسرحي، ما أثرى العرض وتجسيد شخوصه، منهم: سحر حسين، وهند البلوشي، وموسى البقيشي، وعادل سبيت، وعذاري السويدي، ومحمود القطان، وعهود النويس، وعادل الدرمكي، وبشرى، وسمسوم، وعبيدان، وسعيد، وكرومبو، وسارة، ومجموعة من الشباب الإماراتيين والأطفال، والإشراف العام علي الحفيتي، وإنتاج أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة.

Ad

وأشار إلى أن العمل حقق صيتاً كبيراً، نتيجة تناوله قضية محلية شغلت جميع أبناء الإمارات، وهو المنخفض الجوي الذي تعرضت له الدولة قبل فترة، وتمكنت في غضون ساعات من التعامل معه والسيطرة على تبعاته وأضراره، بشكل يعكس حجم التقدم والنظام والتعاون بين الشعب والحكومة.

وأضاف أن النظام المتبع في أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة هو عرض العمل مدة 3 أيام فقط مهما حقق من نجاح، لذلك كان هناك تكدُّس كبير على العروض وحضور الجمهور من جميع مناطق الإمارات قبل العرض بساعات، للحصول على تذاكر، رغم أنها كانت جميعاً sold out، لكن هذا الشعور بالحرص الشديد على المسرح وعروض المسرحية يعكس حُباً وتقديراً من الشعب الإماراتي للفنون والمسرح والعمل الجيد الذي يلامس المجتمع، ويقدم صورة إبداعية متكاملة العناصر الفنية، بدعم فني من إحدى أهم المؤسسات الفنية الكبرى بالإمارات.

وقال الشطي إن الجمهور أحب الرسائل الوطنية التي بعثها العمل، من خلال الحوار وكلمات الأغاني، متابعاً: «رغم أنني كاتب كويتي، فإنني أحد أبناء الخليج الذين يتمتعون بوحدة الروح والهوية الخليجية، لذلك فإن همومنا واحدة، وأثرها يبقى في نفوسنا جميعاً، نتيجة الروابط الوثيقة التي تجمع كل أبناء منطقة الخليج العربي، لذا أفتخر بكوني كاتباً كويتياً لدي اهتمام وحس وطني خليجي بكل إخواني من أبناء دول الخليج».

ولفت إلى أن العمل تمتع أيضاً بحس كوميدي، كأحد العناصر المؤثرة والفعالة، والتي تم توظيفها بما يخدم رسالة العمل وهدفه، لذلك تفاعل الجمهور مع هذه الرسائل، ولم يتوقف عن التصفيق، خصوصاً مع استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل، والخيال، والفانتازيا، والسفر عبر الزمن في حقب متنوعة، لإرسال رسالة مفادها أن الأزمات هي نفسها عبر العصور المختلفة، تختلف في أشكالها، لكنها بالنهاية تحمل نفس الهدف، وهو الوعي الإنساني بأهمية الحفاظ على الوطن ونشر الحُب والسلام في العالم.

وتوجَّه الشطي بالشكر لكل مَنْ ساهم في خروج هذا العمل بهذا المستوى الفني الراقي وتوصيل رسالته للجمهور من كل الفئات، خصوصاً الأطفال والشباب رعاة مستقبل هذا الوطن، من خلال تعزيز القيم الوطنية في نفوسهم، وحُب الغير، والتعاون والدعم، مؤكداً أن هذا العمل نتيجة دعم كبير من أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة ومديرها علي الحفيتي.

وأكد أن الفجيرة عادت بقوة للمسرح من خلال هذا العمل، لذلك «أتوجه بشكر خاص لولي عهد إمارة الفجيرة الشيخ محمد الشرقي، وهو رئيس مجلس أمناء الأكاديمية، الحاضن للثقافة والفن في منطقة الفجيرة على تقديره الفني، وللفنانتين المشاركتين سحر حسين وهند البلوشي في أول تعاون يجمعني بهما».

وتابع: «حللنا لمدة أسبوعين على الإمارات تمتعنا خلالهما بالتعاون الفني مع فريق فني إماراتي متميز، بقيادة المخرج مبارك ماشي، وهو ثاني عمل يجمعنا ويحقق نجاحاً كبيراً، وكان العمل السابق بعنوان (المبدعون)، وحصد جائزة العرض المتكامل في مسرح الطفل، وهو فأل خير وبركة، وينبئ بمزيد من التعاون في أعمال مقبلة».