بالعربي المشرمح: «السيارة بدها دفشة!!»

نشر في 21-06-2024
آخر تحديث 20-06-2024 | 18:36
 محمد الرويحل

اتصل بي أحد الأصدقاء يسألني عن سبب عدم كتابتي، خصوصاً حول الأحداث الأخيرة ورأيي حولها، لذلك أبلغته أنه سيقرأها في هذا المقال.

سبق أن كتبت مقالًا قبل عدة سنوات بعنوان «السيارة مش عم تمشي» وطالبت رئيس الحكومة وقتها أن يدفشها لتتحرك عجلتها وتوصلنا الى مبتغانا كمواطنين، فمفتاح السيارة كما يعلم الجميع بيد الحكومة، وهي الوحيدة التي تستطيع تشغيلها والمضي قدمًا على طريق التنمية والرفاهية والازدهار، لذلك وبعد الأمر السامي لسمو الأمير بحل مجلس الأمة وتعليق بعض مواد الدستور، أصبح مفتاح السيارة بيد الحكومة منفردة لا ينازعها أحد على تحريكها والسير بها إلى الهدف الذي يتطلع إليه المواطنون والوطن، والدفشة الحقيقية ستكون لها وليس لغيرها من السلطات الدستورية، فلا عوائق أمامها ولا مطبات، وكل ما هو أمام عربة الحكومة طريق مبلط وسلس عليها أن تتقن القيادة وتسير نحو التنمية والازدهار والرفاهية لتحقق آمال المواطنين وتطلعاتهم التي تعثرت عقوداً بسبب الصراع السياسي العبثي الذي امتد سنوات عديدة جعل المواطن يشعر بالإحباط والتشاؤم، وأصبحت الكويت في آخر دول المنطقة، رغم كل ما تملكه من إمكانات بشرية ومالية تجعلها على الأقل محافظة على مرتبتها الأولى في جميع المجالات.

اليوم وفي ظل غياب مجلس الأمة لا عذر للحكومة بعرض برنامجها التنموي والمستقبلي لتنهض بالوطن وتعيده كما كان وأفضل، فهي المهيمنة على مصالح البلاد والعباد، وهي من ترسم السياسة العامة للدولة، فتقع عليها المسؤولية، وواجبها بات واضحاً وجلياً للشعب الذي ينتظر قيامها بإزالة كل تلك الآثار التي خلفتها حقبة سياسية كانت السبب في تدهور الحال نتيجة صراع عبثي استخدم خلاله أبشع أنواع الأسلحة الفاسدة والمتخلفة التي ساهمت في تدهور البلاد وتخلفها، وهزت ثقة المواطنين بمؤسساتهم الدستورية.

أصبحت الكرة في ملعب الحكومة وحدها، ولا فريق أمامها ليصد تسديداتها على الهدف، وهو أمر يجعل مسؤوليتها أكبر وأضخم، خصوصا أن أمامها تراكمات من المشاكل العالقة منذ سنوات عديدة أهمل حلها نتيجة صراعات عبثية تعقدت معها الأمور، حتى أثر ذلك على تقدم الوطن وازدهاره، لذلك نترقب من حكومتنا أن تعلن برنامج عملها وتبدأ بدفش السيارة وتحريك ماكينتها نحو طريق الاستقرار والتنمية ورفاهية المواطنين.

يعني بالعربي المشرمح:

حكومتنا العزيزة لا مجال لأي عذر، فاليوم أصبحت المشاكل وحلولها بيدك، ولا أحد يعرقلها أو يوقف عجلتها، لذلك عربة التنمية والتقدم والرفاهية أصبحت بحاجة لدفشة بسيطة ومفتاحها بيدك منفردة، ولا يقبل المواطنون أي مبرر لحل مشاكلهم، فالكويت اليوم وشعبها أصبحا أمانةً في عنق الحكومة دون غيرها، فهل سنرى في العاجل القريب أي تقدم نحو التنمية والازدهار والرفاهية وإنهاء العالق من المشاكل المتراكمة؟

هذا ما ننتظره خلال هذه الفترة.

back to top