أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك لمقام سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، وإلى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الصباح، حفظه الله ورعاه، وإلى الشعب الكويتي العظيم، ودامت أفراحك يا وطن.
ثم أما بعد:
من القضايا المجتمعية التي تبعث في النفس الألم والحزن قضية الطلاق بين حديثي الزواج من الشباب، ولو كان أبغض الحلال إلا أن أسبابه في الغالب تافهة وسخيفة، ولا أريد أن أتوسع بالشرح لأني محكوم من رقابة «الجريدة» بعدد سطور المقال، فمثلا شاب تزوج بشابة وكلاهما لا يعرف الحقوق الزوجية للآخر، وحدث بينهما صدام فانفجار، ثم جاءت أسرتاهما وتدخلتا لحل المشكلة، ولسوء التقديرات زادت النار اشتعالاً فوصلت القضية الى المحاكم، وأخذت تدور بين أروقتها.
قد «ينط» أحد ما على الموضوع، ويقول إن المشكلة في الزوج، ويقول آخر الزوجة النسرة هي رأس الأفعى، وفي رأيي المتواضع أن القصة تبدأ من الأهل، هل هم على قناعة أن ابنهم الكتكوت الذي أراد الزواج يعتمد عليه في تحمل المسؤولية؟ وهل أبواه أو المقربون منه نصحوه أن الزواج مسؤولية شرعية واجتماعية وأخلاقية، واتقاء الله في الحقوق الزوجية؟ وأن الزوجة خرجت من ذمة ذويها إلى ذمته، وعليه أن يتحمل الأمانة ويحافظ عليها؟
فمقولة «زوجوا ابنكم علشان يعقل»، كانت أيام المدينة الترفيهية وحديقة الصباحية، أيام البساطة والأمور سهود ومهود، أما الآن فقد اختلف نمط الحياة بشكل كبير، وزادت المصاريف والالتزامات وارتفاع التكاليف المعيشية، ومن جانب آخر يجب على ذوي الفتاة قبل دخول ابنتهم عش الزوجية أن يعلموها ويدرسوها أن طاعة الزوج من طاعة الله، ما لم تكن فيها معصية، وأن مملكة الزوج وراحته عندما يدخل البيت فيجد البرنسيسة كاشخة والبيت مرتب، وأن عليها أن تعين زوجها على مصاعب الحياة وكل الأمور التي تسعد الزوج، لا أن تضع راسها براسه، وكأنها في حلبة مصارعة، فهذه التعليمات البسيطة وغير المعقدة يوضحها ذوو المقبلين على الزواج لأبنائهم، أما غير ذلك فالأسرة في خطر.