معروف أن الحرائق تزداد صيفاً، وخسائرها في الأنفس فضلا عن الماديات تعتصر لها القلوب حزنا وألماً، وذلك لصعوبة الحدث وفداحة الخسارة، وللأسف أن كم الحرائق يكشف حجم الممارسات المغلوطة والمخالفات والإهمال، وغالبا ما يكون غير متوقع أن يكون بهذه الصورة.
الامتثال للقانون والالتزام بالمخططات الهندسية وقوانين البلدية هي طوق النجاة، ولكن للأسف بعض أصحاب العقارات أو المستأجرين لا يعلمون ذلك، فالهدف الحقيقي من القوانين هو حماية الأرواح، وتناسب الخدمات مع أعداد كل منطقة، حتى لا تضعف البنية التحتية في استيعاب القوة البشرية الموجودة من صرف ومولدات كهرباء وخدمات أخرى.
أثار إعجابي حوار وزير الداخلية مع أحد الأشخاص المسؤولين عن البناية المحترقة في المنقف، بسؤاله كم شخصا يسكن العمارة؟ وكم عدد الغرف؟ وهي أسئلة فنية تلخص المشهد والقضية، بوضع اليد بشكل عملي على أسباب المشكلة، وبعدها أمر بمتابعة التحقيق للتثبت.
ومن الضروري التوعية بعدم وضع شواحن الهواتف أثناء النوم بالكهرباء، وعدم استعمال مشتركات تجارية وتوصيل أكثر من جهاز، فهذه الأسباب أساسية في الحرائق وتكون فيها نسب الوفيات مرتفعة، كما أن غياب ثقافة التعامل مع الحرائق يزيد سلبياتها كضرورة ترك منفذ لخروج الدخان في حالة الحريق، ووجوب خروج الإنسان من مكان الحريق حتى إن لم تمسه النار، لأن الرئة تمتلئ بالدخان، ويفقد الإنسان وعيه، ثم يتوفى بشكل فوري دون مقدمات.
في نهاية مقالتي أتوجه بخالص العزاء لأسر الضحايا ولدولة الكويت، ورحم الله الضحايا وشافى المرضى وأسكن آلامهم وداوى جراحهم.