هدنة غزة تبتعد مع تعمق خلاف نتنياهو وبايدن

الجيش الإسرائيلي يستبعد تدميراً كاملاً لـ «حماس»... وهنية يبحث في الدوحة التطورات مع باقري كني

نشر في 21-06-2024
آخر تحديث 20-06-2024 | 18:43
فلسطينيون وسط الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في خان يونس أمس (أ ف ب)
فلسطينيون وسط الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في خان يونس أمس (أ ف ب)
سربت واشنطن تقديرات متشائمة بشأن وجود أفق لوقف حرب غزة المتواصلة منذ 258 يوماً، في ظل تعمق الخلافات بين الرئيس الديموقراطي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حين استبعد الجيش الإسرائيلي التدمير الكامل لـ «حماس»، ليزيد الضغوط على المستوى السياسي من أجل «إيجاد بديل» مستقبلي للحركة لحكم القطاع.

في ظل تعمق الأزمة بين إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي ورئيس الائتلاف اليميني المتشدد الحاكم في إسرائيل بنيامين نتنياهو وإصرار حركة حماس على شروطها، المرفوضة بشكل مطلق من الدولة العبرية، للمضي بخطة الهدنة وتبادل المحتجزين التي طرحها الأول، شككت واشنطن في قرب التوصل إلى مسار لإنهاء حرب غزة المتواصلة منذ 258 يوما، والتي حصدت أرواح 37431 فلسطينياً، فضلاً عن تسببها في تدمير القطاع الساحلي المحاصر بشكل شبه كامل.

ونقلت مجلة بوليتيكو عن 4 مسؤولين أميركيين مطلعين على المفاوضات بشأن خطة بايدن التي طرحها أواخر مايو الماضي، أن تقديرات إدارته تشير بشكل متزايد إلى ضعف إمكانية التوصل إلى تفاهم بين إسرائيل والحركة لإبرام اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في ظل الإطار الحالي.

وقال أحد المسؤولَين إن المرحلة الثانية من الخطة التي تضمن 3 مراحل هي «النقطة الشائكة»، مضيفاً: «إذا كان من الممكن القيام بالمرحلة الأولى بشكل منفصل، فسنكون قد فعلنا هذا الآن».

أعضاء ديموقراطيون بالكونغرس ينوون مقاطعة خطاب نتنياهو

ووافقت إسرائيل و«حماس» بشكل عام على الشروط المنصوص عليها في المرحلة الأولى، لكنهما على خلاف بشأن كيفية إنهاء الحرب رسمياً. ورغم التفاؤل الأولي بشأن الاتفاق، يعتقد المسؤولون الأميركيون أن هذه الخلافات يمكن أن تقلب الاتفاق كله، وفق اثنين من المسؤولين الذين تحدّثوا إلى «بوليتيكو».

وفي حين يشكل التسريب الأميركي أبرز إشارة من واشنطن باحتمال فشل «أفضل خطة لإنهاء الحرب» التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي، أوضحت مصادر في إسرائيل والولايات المتحدة أن الخلافات بين بايدن ونتنياهو تتجه لمزيد من التصعيد بعد أن عمقتها اتهامات رئيس الوزراء للبيت الأبيض بحجب أسلحة وذخيرة ضرورية خلال الحرب.

وترددت تقديرات تفيد بأنه قد يتم إلغاء خطاب نتنياهو المرتقب في «الكونغرس» الأميركي، خلال يوليو المقبل، أو أن يقاطع المشرعون الديموقراطيون الخطاب.

خلافات وانتقادات

كما عمقت اتهامات نتنياهو الخلافات الداخلية، إذ وصف دبلوماسي إسرائيلي، شغل منصب القنصل الإسرائيلي في لوس أنجلس سابقا، مقطع الفيديو الذي نشره نتنياهو أخيراً لمهاجمة تأخير بايدن إرسال الأسلحة بأنه «فتح جبهة علنية لا ضرورة لها» وسلط الضوء على انعدام الثقة المطلق بين الإدارة الأميركية وحكومة إسرائيل.

وأوضح أن الإدارة الديموقراطية تعتقد أن نتنياهو يفضل أن يفوز المنافس المحتمل بالانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب على حساب بايدن. واعتبر أن إلغاء البيت الأبيض لقاء لجنة العمل الاستراتيجي المشترك الذي كان مقررا أمس مشكلة كبيرة.

كما عقّب وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، على احتمال إضرار الخطوة بالعلاقات مع الإدارة الديموقراطية بالقول إن «إسرائيل لا يمكنها السماح لنفسها بصدام كهذا مع الولايات المتحدة، الذي سيستفيد منه قائد حماس بغزة يحيى السنوار وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله، وسيكون هذا بمنزلة عبثٍ بالأمن القومي».

لابيد يصف اتهام نتنياهو لواشنطن بعرقلة التسليح بـ «الجنون»

وتزامن ذلك مع تصريح نادر للناطق باسم الجيش، دانييل هغاري، انتقد فيها فكرة «تحقيق الهدف الأبرز للحرب، والتي كررها القادة السياسيون في إسرائيل مراراً».

وقال هغاري في التصريحات إن «حماس فكرة ولا يمكن القضاء على فكرة»، قبل أن يرد عليه نتنياهو بتأكيد تصميم الجيش على القضاء على قدرات الحركة.

ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد انتقاد نتنياهو لبايدن «الذي يساعد إسرائيل على نحو غير مسبوق» بأنه «جنون سياسي لإرضاء اليمين المتشدد»، معربا عن اعتقاده بأن انتخابات مبكرة ستجري خلال العام الحالي 2024، وتوقع رحيل حكومة نتنياهو.

تنسيق وعقوبات

على الجهة المقابلة، التقى رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» بالدوحة، إسماعيل هنية، وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي باقري كني، لمناقشة آخر الجهود التي تبذلها طهران لدعم الفصائل الفلسطينية ووقف العدوان على غزة. وأتى اللقاء الذي تناول موقف «حماس» من مبادرة بايدن بشأن غزة بالتزامن مع تقارير عبرية عن إبلاغ مسؤولين أميركيين لإسرائيل أن قطر تقترب من فرض عقوبات على قادة الحركة الموجودة على أراضيها «من أجل دفعهم لاستئناف المفاوضات المتعثرة» وغير المباشرة مع إسرائيل وتقديم تنازلات.

في السياق، أفادت أوساط مطلعة على المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بأن عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في غزة أقل من الأرقام الرسمية، وربما يصل إلى 50 فقط، في حين أغلقت عائلات المختطفين مفرقا رئيسيا في القدس واتهمت نتنياهو بأنه «فضّل البقاء السياسي على الشعب».

ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي حملة القصف والتوغل في عموم مناطق القطاع الفلسطيني، ومن بينها مدينة رفح الحدودية مع مصر، موقعاً 35 قتيلا و130 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأعلنت سلطات الاحتلال اغتيال قيادي بارز في «حماس» يدعى أحمد حسن السواركة بغارة شنتها طائرة مسيّرة بدون طيار. وقال الجيش الإسرائيلي إن السواركة كان يقود «وحدة القنص» بقوات النخبة التي شاركت في هجوم السابع من أكتوبر.

على الصعيد الإنساني، استأنف الرصيف العائم الأميركي استقبال المساعدات الإنسانية الماسة للفلسطينيين في غزة، أمس، بعد أن تم فصله مؤقتا الجمعة الماضي بسبب سوء الأحوال في البحر.

back to top