بوتين يسابق واشنطن وبكين بشراكة مع فيتنام
غضب في طوكيو وسيول من اتفاق الدفاع الكوري - الروسي
غداة توقيعه اتفاقية دفاعية مع كوريا الشمالية أقلقت سيول وطوكيو وواشنطن وحلفاءها الغربيين، استهل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم ، زيارته الخامسة لفيتنام، التي يزودها بأسلحة منذ عقود، بشكر نظامها الشيوعي على نهجه «المتوازن» بشأن حرب أوكرانيا، ودعوته لشراكة استراتيجية شاملة تنافس ما لديه فعلياً مع الولايات المتحدة والصين.
وبعد لقائه نظيره الفيتنامي تو لام في القصر الرئاسي، خلال مراسم تخللتها طلقات مدفعية وثلة مع الحرس الجمهوري، قال بوتين إن تعزيز العلاقات الاستراتيجية «إحدى أولوياته»، مشيراً إلى أن موسكو وهانوي تريدان بناء ما وصفه بأنه بنية أمنية يمكن الاعتماد عليها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وأضاف بوتين، الذي شهد مع لام توقيع 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت مجالات النفط والغاز والعلوم النووية والتعليم، أنه حريص على توسيع نطاق الاستثمار في مجال الطاقة بفيتنام، وأكد أنه يولي أهمية كبيرة لتطوير الحوار مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تعد فيتنام أحد أعضائها الرئيسيين.
وعلى الرغم من أن ما تحدّث عنه بوتين من «شراكة استراتيجية شاملة» هو ذات ما لدى فيتنام مع الولايات المتحدة والصين، فإن زيارته أثارت انتقادات من حلفاء غربيين لهانوي احتجوا بأن فيتنام يجب ألا تعطيه مجالا للدفاع عن حربه على أوكرانيا.
وقدّم رئيس فيتنام التهنئة لبوتين على إعادة انتخابه، وأشاد بإنجازات روسيا بما في ذلك «الاستقرار السياسي الداخلي»، وذلك لدى لقاء الرئيسين في هانوي.
وأشار بوتين إلى أن العلاقات التجارية والاقتصادية مع فيتنام تتطور بشكل تدريجي، قائلا: «في العام الماضي، ارتفع حجم التجارة بنسبة 8 بالمئة، وتعمل اللجنة الحكومية الدولية من كلا الجانبين بشكل وثيق على هذا الأمر، ويتم تسهيل نمو حجم التجارة بالطبع من خلال تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة لعام 2015 بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وفيتنام».
كما أعلن خلال لقائه رئيس وزراء فيتنام، فام مينه تشين، أن روسيا مستعدة لتوفير إمدادات مباشرة وطويلة الأمد من الهيدروكربونات، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، إلى فيتنام.
وبينما يسعى الرئيس الروسي إلى حشد الدعم من جانب حلفاء روسيا المتبقين، أعربت اليابان، اليوم ، عن «قلقها البالغ» من اتفاق الدفاع المشترك المبرم أمس بين كوريا الشمالية وروسيا، وينصّ على «مساعدة متبادلة في حال العدوان» على أحد البلدين.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي: «نشعر بقلق بالغ، لأنّ الرئيس بوتين لم يستبعد التعاون العسكري الفنّي مع كوريا الشمالية، وهذا قد يشكّل انتهاكاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، من حيث تأثيره على البيئة الأمنية لبلادنا والمنطقة».
وأضاف هاياشي: «خلافا لإرادة المجتمع الدولي، حصلت روسيا على أسلحة وذخائر من كوريا الشمالية، بما في ذلك صواريخ بالستية، واستخدمتها في أوكرانيا، في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».
إلى ذلك، دانت كوريا الجنوبية اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقّعها زعيما كوريا الشمالية وروسيا، وأعلنت أنها ستعيد النظر في إمكانية إمداد أوكرانيا بالأسلحة.
وقال المكتب الرئاسي، في بيان: «نؤكد بوضوح أن أي تعاون يساعد كوريا الشمالية بشكل مباشر أو غير مباشر على زيادة قوتها العسكرية يعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن، ويخضع للمراقبة والعقوبات من قبل المجتمع الدولي»، مضيفا أن مثل هذا الانتهاك من شأنه أن يؤدي إلى تدهور علاقات سول مع موسكو.
من جهة ثانية، وافقت دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة الرابعة عشرة من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، بما يشمل حظر إعادة تصدير الغاز الطبيعي المسال الروسي في المياه الإقليمية لدول الاتحاد الأوروبي.