بعد انقضاء موسم كرة اليد المحلي تحتاج الاندية الى وقفة لإحداث تغييرات جذرية، لاسيما بعدما نجح الفريق الأول لكرة اليد بنادي الكويت في تحقيق المعادلة الصعبة، وحافظ على القمة ولقب الدوري الممتاز للموسم الثاني عشر على التوالي، متحدياً الجميع عن جدارة واستحقاق، وكالعادة انحصرت التطلعات على المراكز الشرفية حتى انتزع كاظمة وصافة الدوري، واكتفى القادسية بالمركز الثالث في سيناريو مكرر لنتائج البطولة في المواسم الأخيرة.
لذلك لا بد من حصر أبرز الإيجابيات والسلبيات خلال الموسم المنقضي، والاعتراف بأن نظام بطولة «دوري الدمج» بمشاركة 14 ناديا غير مفيد ولم يحقق هدفه، وهو رفع مستوى البطولة وخلق أجواء تنافسية، بل جاءت النتائج سلبية على الجميع، نظراً للفارق الفني الكبير بين فرق المقدمة وبقية فرق الدوري، وبشكل واضح للعيان، مما يتنافى مع نظرية الاستفادة الفنية، لذلك على الاتحاد إعادة النظر في نظام الدوري بالموسم الجديد، بما يخدم اللعبة ويرفع مستواها.
فريق متكامل
قدم فريق الكويت أداء ثابتا وحافظ على هوية البطل وفرضها من البداية رغم تعثّره مرتين، الأولى أمام القادسية في دوري الدمج، وذلك نتيجة لحالة التشبع التي وصل اليها اللاعبون من كثرة المشاركات الخارجية والداخلية، مما أصابهم بالملل، لكن رب ضارة نافعة، إذ استيقظ على أثرها الأبيض وضرب بقوة حتى نجح في حسم لقب الدوري قبل 3 جولات، وجاءت الخسارة الثانية على يد كاظمة الوصيف، وكانت لظروف خاصة بعدما فضّل الجهاز الفني للأبيض بقيادة هيثم الرشيدي إراحة اللاعبين الاساسيين والمحترفين والدفع بلاعبي الصف الثاني والشباب الصاعدين.
ويحسب للكويت وجود مجموعة من افضل اللاعبين، سواء من المحترفين الأجانب أو المحليين، إضافة إلى الموجودين على مقاعد البدلاء، مما منح الفريق اللعب بأريحية طول الموسم.
مستويات قوية
استحق فريق كاظمة وصافة الدوري بعدما قدّم مستويات قوية طوال الموسم، وذلك بسبب وجود فريق متكامل بداية من حراسة المرمى بقيادة عبدالعزيز الظفيري، ومجموعة اللاعبين المحليين والمحترفين، التونسيين أنور بن عبدالله ومحمد فراد، لكن نقطة ضعف الفريق هي تواضع مستوى الموجودين على مقاعد البدلاء بالنسبة للاعبين الأساسيين وتأخر الفريق في حسم أغلب المباريات للشوط الثاني.
الاستقرار الفني
أما فريق القادسية، فافتقد للاستقرار الفني، رغم تقديمه مستويات جيدة في اغلب الفترات، حيث قاد الأصفر في بداية الدوري المدرب الصربي زوران وشهدت فترته بعض المشاكل ليتم استبداله في منتصف الموسم بالمدرب الكرواتي سلافكو كلوزه، الذي حاول إعادة الاتزان للفريق بفكر وطريقة لعب حديثة، لكن اللاعبين لم يتمكنوا من استيعاب الفكرة بالشكل الكامل، نظرا لقصر مدة الانتظام مع بعضهما، مما أثر على مخرجات الأصفر في نهاية المشوار.
البدلاء والمحترفون
عانى فريق السالمية عدم وجود البدلاء المميزين ذوي الخبرة، فكان اعتماد مدربه التونسي المنجي البناني على مجموعة اللاعبين الأساسيين بدون بديل قادر على سد النقص في حالة الإصابة أو الايقاف، إضافة إلى غياب الدعم اللازم من المحترفين، فكان أحدهما جيدا، وهو التونسي محمد السوسي، والثاني الصربي لازار متواضع المستوى، مما أجبر الجهاز الفني على الاعتماد على اللاعبين المحليين في كثير من الأحيان، وهو ما أدى إلى ضياع الكثير من النقاط، فتراجع الفريق إلى المركز الرابع في الترتيب العام للدوري.
أزمات متكررة
أما فريق النادي العربي فكانت بدايته جيدة وظهر بمستوى مميز، نظرا لوجود مجموعة من اللاعبين المحليين ذوي الخبرة، إضافة إلى المحترفين، لكن الأزمات المتكررة التي تعرض لها الفريق بسبب تأخر صرف المستحقات المالية للمدرب واللاعبين المحليين والمحترفين، فضلا عن الغيابات المؤثرة، خصوصا غياب المحترف التونسي أسامة حسني بسبب الإصابة، أثرت على تركيز ومعنويات اللاعبين، وبالتالي تراجع الأخضر إلى المركز الخامس.
الحصان الأسود
استحق فريق برقان لقب «الحصان الأسود» هذا الموسم بعد المستوى المميز الذي قدّمه رغم قلة خبرة لاعبيه وعدم وجود البديل الجيد، فضلا عن عدم ظهور محترفه البرتغالي سميدو بالمستوى المنتظر في أغلب المباريات، لكن خبرة مدربه الجزائري سعيد حجازي ونجاحه في استغلال إمكانات لاعبيه بدرجة عالية مكناه من إحراج أغلب فرق الدوري الممتاز، ورغم ذلك لم يتمكن برقان من الهروب من المركز الأخير في الدوري، لكنه ترك بصمة، وأصبح له هوية.