«هو كَبارِحِ الأَرْوَى، قليلاً ما يُرى»... مثل عربي يُضرب للرجل الذي يُسمع عنه ولكن لا يَكاد يُرى، أو لا يكون منه الشيء إلا في الزمان مرةً.
والأَرْوَى هنا هي أنثى الوعل، أو ما يُطلق عليها عنز الجبال، وهي لا ترى إلا نادراً، لأنها تسكن الجبال الوعرة، فلا يكاد الناس يرونها، لا سانحة ولا بارحة إلا في الدهر مرة، وقد يُضرب هذا المثل أيضاً لمن لا يُرى منه الإحسان إلا نادراً، فهو كناية عما يُبذل ويُعطى لندرته.
والعرب قديماً تتفاءل بالسانح، وهو الآتي من اليمين، فمنه تسنح الفرص الطيبة، وتتشاءم بالبارح القادم من الشمال، فالمثل «هو كَبارِحِ الأَرْوَى، قليلاً ما يُرى»، ليس من ورائه منفعة ولا مضرة، ولا يرى منه الناس سانحة ولا بارحة.
وهناك مثل شعبي يقاربه في المعنى، فيقال لمن لا يُرى ولا يُسمع عنه إلا ما ندر: «ما نشوفه إلا في السِّنة حِسنة»، وأيضاً شبيه بالمثل الكويتي: «مثل بيض الصعو، ينطرى ولا ينشاف»، أو «مثل بيض الصعو، نسمع فيه وما نشوفه»، والصعو هنا هو جمع الصَّعوة، وهي نوع من الطيور الصغيرة يُضرَب ببيضها المثل لأنه نادراً ما يُرى.
ولا شك في أن مَن يُطلق عليه المثل «هو كَبارِحِ الأَرْوَى، قليلاً ما يُرى»، أهون من القول: «فراقه عيد»، فلم يفرح الناس لغيابه إلا لأنه ليس من ورائه إلا الضرر والأذية، كفانا الله شره.