عُقبى نساءِ نبيِّنا المَيمونهْ

بَصَماتُها بِسِماتِها مَقرونهْ

كانَ الزمانُ زمانَ هجرةِ مؤمنٍ
Ad


تركَ المتاعَ بِدارهِ المحزونهْ

باتَ المُهاجرُ صابرًا متأمِّلًا

برجوعهِ في عودةٍ مأمونهْ

مضتِ السنونَ وهمْ بغيرِ ديارِهم

في شَوقهم، وقلوبُهم مشجونهْ

حتى استدارَ العامُ بعدَ وثيقةٍ

وطلائعُ البيتِ العتيقِ مُبينهْ

دخلوا معادًا آمنينَ وقد جلتْ

عنها رؤوسُ الكُفرِ وهي مَهينهْ

لبُّوا نداءَ الحقِّ في تكبيرهم

حمدًا لربِّ القدرةِ المكنونهْ

فهفا فؤادٌ عاشقٌ لنبيِّهِ

هي تلكَ بنتُ الحارثِ الممنونهْ

ذاتُ القرابةِ منذُ عهدٍ سابقٍ

سبقتْ إلى الإسلامِ فهيَ مكينهْ

وهبتْ لخيرِ الخَلْقِ عَرضَ زواجِها

وتزوَّجا في عودةٍ لمدينهْ

عاشتْ مع الزوجاتِ حتى موتهِ

في صُحبةٍ نبويَّةٍ ميمونهْ

في موضعِ اللقيا الذي فرحتْ بهِ

إذَّاكَ أوصتْ أن تكونَ دفينهْ

روتِ الحديثَ وقيل عنها إنها

كانت مثالَ الزهدِ، جِدَّ مصونهْ

هنَّ النساءُ الفاضلاتُ شهادةً

لِخصالهنَّ كرامةٌ موضونهْ

بل أمهاتُ المؤمنينَ مدارسٌ

فيهنَّ كلُّ صدوقةٍ وأمينهْ

كان النبيُّ مُلاطفًا زوجاتِهِ

بالعدلِ جمَّلَ والمحبةِ دينَهْ

فسحائبُ الرضوانِ تغشى بيتَهُ

بيتٌ به الإحسانُ أجملُ زينهْ

صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

خيرِ الأنامِ، لهم يمدُّ يمينَهْ

ذي العُروةِ الوثقى ومِنهاجِ الهدى

خُلُقٌ أضاء جمالَهُ ويقينَهْ

والآلِ والصحبِ الكرامِ جميعِهم

أهلِ المحبةِ والحِجا الموزونهْ