أول العمود:
بحسب تأكيد مديرة محطة أم الهيمان لإنتاج المياه المعالجة، فإن الكميات المُنتَجة مهولة، وتكفي للسقي الزراعي، إلا أن هيئة الزراعة والثروة السمكية ليس عندها مشاريع تخضير!!!
***
ما القدرات والمعلومات التي تملكها أي أسرة في الكويت للعناية بأحد أفراد الأسرة المصابين بأمراض ذات طبيعة خاصة، كالتصلب العصبي المنتشر في الكويت بأرقام قياسية، واضطراب الهوية الجنسية، واضطراب ثنائي القطب الخطير، والاكتئاب المزمن، وفصام الشخصية، والإعاقات الذهنية والجسدية الشديدة، وغيرها ممن يتلقاها مركز الكويت للصحة النفسية بالآلاف سنوياً والعيادات التابعة له. (6 آلاف مراجع شهرياً حسب وزارة الصحة 2023).
مشكلة التعامل مع هذه الحالات يُعد بحد ذاته موضوعاً شائكاً، فكثير من (الأصحاء) لا يملكون الثقافة والصبر وحب الاطلاع حول تلك الأمراض التي تتطلب روية وتفرغاً أحياناً للمحافظة على حياة شبه مستقرة لهذه الحالات.
هناك معلومات ومقالات منشورة تنذر بانتشار تلك الأمراض الخلقية والوراثية في بلد صغير كالكويت، ويظهر ذلك في إحصاءات مختلفة كالجرائم التي يرتكبها جانحون من الأحداث (5812 جريمة أحداث 2022، النيابة العامة)، إضافة إلى تزايد المتعاطين من الشباب الصغار من الجنسين... قد يكون من بينهم حاملون لتلك الأمراض التي تعجز كثير من الأسر عن رعايتهم للأسباب التي ذكرناها! فما الحل هنا؟
الكويت من بين الدول التي تصرف المال الكثير على القطاع الصحي (3 مليارات د.ك، 2023-2024)، لكن المسألة لا تتعلق بالمال وحده على أهميته، فهناك الدراسات والمتابعات العلمية والطبية واستقصاءات الرأي المتوالية، والتعاون الوثيق مع جهات الرعاية الاجتماعية والنفسية التي يتطلب الأمر منها بحث أسباب انتشار تلك الأمراض من زاوية اجتماعية وسلوكية ذات صلة بالتغييرات التي طرأت على المجتمع في العقود الثلاثة الأخيرة.
المعالجات الصحية لسكان الكويت في مثل هذه الأمراض التي تفوق قدرات تحمل الأُسر ذاتها في كثير من الأحيان تتطلب بناء قاعدة معلومات حيوية ومتشابكة مع الأجهزة الصحية والنفسية والاجتماعية في الدولة، وتعزيز كفاءة أصحاب تلك الأمراض وأسرهم في التعامل مع حالاتهم المرضية والنفسية، والتوعية المدرسية بطبيعة تلك الأمراض، ودعم مراكز التأهيل الصحي والنفسي بما يعيد التوازن للحالات المتزايدة بقدر الإمكان.
هذا الملف ليس مسؤولية صحية فقط، بل اجتماعية جامعة.