ننتظر... أم نقول «لن يصلح العطار ما أفسده الدهر»؟
«الكويت التي تنفق نحو ملياري دينار سنوياً لشراء وقود إنتاج طاقة الكهرباء والماء - دون المصروفات الإدارية - لم تنشئ أي محطة إنتاج كهربائي جديدة منذ نحو عشرين عاماً، وألغت في عام 2020 مشروع إنشاء محطة الدبدبة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، التي كان إنتاجها سيوفر 15 بالمئة من احتياجات القطاع النفطي من الطاقة الكهربائية، فضلاً عن أن مشروع الشقايا للطاقة الشمسية لا ينتج حالياً سوى 70 ميغاوات، بواقع واحد ونصف بالمئة من المستهدف.
تأخُّر مشروعي الزور الشمالية 2 و3 لنحو ثماني سنوات بسبب البيروقراطية الحكومية وتعثّر هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ معظم مشاريعها...».
الفقرة السابقة نشرها الشاطر زميلنا محمد البغلي بـ «الجريدة» قبل شهر بالتمام والكمال، هل هناك من قرأها من أهل الحكم والسلطة؟ هل اكترث لها أحد «طال عمركم»؟
أيضاً النائب في المجلس المنحل، عبدالوهاب العيسى، تكلّم قبل سنة تقريباً عن أزمة الكهرباء، واقترح تصوراته كحلول لها، مرة ثانية: هل استمع بجدية له أي فرد من النخب السياسية الحاكمة، سواء في حكومات الله لا يغير علينا أو في مجالس تحريم الوشم وأشجار عيد الميلاد؟! والمسألة كما ترون وتستمتعون بساعات انقطاع الكهرباء، وتسالي اقتراحات السوشيال ميديا مستمرة.
دعوا الكهرباء والماء... سيأتي حل ترقيعي يسكت ثوار «طفوا نور الكهربا» للراحلة صباح، ماذا عن التعليم وألوف الخريجين القادمين لسوق العمل ولا نملك غير أسواق المولات؟! ماذا عن إدمان النفط؟! ماذا عن التركيبة السكانية غير تصورات العبقريات النازية دعاة شعار «الكويت لنا بس» مع صورهم وإعلاناتهم ومقالاتهم السقيمة في إعلام ودّع واستقبل؟! ماذا ستفعل حكومة الشيخ أحمد العبدالله غير طمأنة كوميدية لوزير الكهرباء حين ردد «ماكو إلا الخير»؟!
هل تملك هذه الحكومة منهجاً ورؤية للحاضر والمستقبل القريب ولا نقول البعيد؟ هل تختلف هذه الحكومة في تشكيلها وثقافتها وحصافتها عن الحكومات السابقة؟ بماذا تختلف؟ وبأي قدر تملك من الوعي السياسي - الاقتصادي ووضع تصورات التخطيط والعزم على التنفيذ؟! لننتظر النتائج، ولنمنح هذه الحكومة فرصة زمنية للإصلاح... أم لا داعي للانتظار في بلد «لن يصلح العطار ما أفسده الدهر...»؟!