يا حكومة... ورونا المرايل
لا شك في أن عمر الحكومة قصير، ولا شك أيضاً في أنه سيكون من غير الإنصاف الحكم عليها أو مطالبتها بالإنجاز في هذه المدة الوجيزة.
لكن نحن معذورون... فبعد سنوات، بل عقود من الجمود، والانحدار المتواصل بكل المجالات إلى الحضيض. بعد كل هذا فإننا نتطلع إلى انطلاقات سريعة وخطوات آنية وحتى سحرية «لتغيير الوضع وانتشال البلد من الركود والجمود الذي خيم عليه منذ سنوات».
نحن معذورون... فالكويت لم يتجمد أو يتوقف نهوضها فحسب، بل ومع الأسف فقد تم بعناد جرّها إلى الخلف سنوات. وحرص البعض على «ترجيعها» اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً عقوداً وحتى قروناً إلى الوراء.
نحن معذورون... فقد توالت علينا الطامات والنكبات سنوات... منذ الحل الأول لمجلس الأمة وتحالف السلطة مع المجاميع القبلية والدينية ضد التمدن والتطور الذي كان ديدن الكويت والكويتيين. منذ ذلك الوقت وحتى قبل أسابيع كانت الكويت رهينة التخلف والتخبط. وحبيسة لدى المجاميع المتخلفة التي كان كل همها اقتسام «الكيكة».
كان هناك انفراج في عهد الشيخ صباح - يرحمه الله - لكنه كان انفراجاً نسبياً ولم يكتمل. فالشيخ صباح مع الأسف لم يستكمل شروط وعوامل الانطلاقة عبر حل مجلس الأمة، المعوق الأساسي لكل تغيير وتطوير في البلد، بل آثر لسبب ما أن يتريث في التعامل مع الأوضاع في ذلك الوقت.
هذا الاستكمال تولى تحقيقه صاحب السمو الشيخ مشعل الذي حرر - مشكوراً - الحكومة من أغلال وقيود نواب العرقلة والإحباط، والرقباء غير الأمناء على أداء السلطة التنفيذية.
الآن وبعد أن «تحررت» الحكومة، فإنه لا عذر لرئيسها الشيخ أحمد العبدالله وبقية أعضاء حكومته، فالطريق سالك والمعوقات أزيلت، بل حتى إرشادات وخرائط المسير متوفرة. والكويت تملك الخبرات ولدينا الكفاءات، وفوق كل هذا نملك الفائض، بل الفوائض من المال الذي هو إن استخدم بشكل سليم كفيل بتعويضنا عن سنوات وعقود التخلف والجمود الذي تم وضعنا فيه.
فيا شيخ أحمد... لديك كل شيء والطريق، كما قلنا، سالك وعلى قولة المصريين «الشماعة» التي كانت الحكومات السابقة تعلّق عليها أخطاءها قد ولّت... واليوم ليس غيرك أنت في الواجهة... فورّنا اليوم قبل باكر ما عندك.