يتواجه الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشح الجمهوري دونالد ترامب الخميس المقبل في مناظرة «حاسمة» في السباق نحو البيت الأبيض، هي الأولى بين مناظرتين مقررتين هذا العام، وأول لقاء وجهاً لوجه بين بايدن وترامب منذ مناظرتهما الثانية في أكتوبر 2020، وفق ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، متسائلة إذا كانت المناظرة الأولى ستكون قادرة على هز السباق الانتخابي.

وبينما يصور بايدن نفسه كزعيم ثابت، واصفاً ترامب بـ«رجل الفوضى» الذي يسعى للانتقام من منافسيه، يسعى المرشح الجمهوري لاستغلال المناظرة المنتظرة على شاشة «سي إن إن» وتحويلها لاستفتاء على طريقة تعامل بايدن مع الاقتصاد وانعدام كفاءته وفشله، الذي لا يؤهله لولاية ثانية.

Ad

لحظة قوية

في هذا الصدد، اعتبر كيفين مادن، مستشار الحملات الرئاسية للسيناتور ميت رومني، أن المناظرة التي ستجرى في أتلانتا «لحظة قوية يتوقف خلالها العالم السياسي ويجلس ساكناً ويركز اهتمامه على هذه المناظرة»، التي تمنح كلا المرشحين فرصة لطمأنة الجمهور الذي شكك في عمريهما، ومدى لياقتهما لولاية ثانية، فيما اجتذبت المناظرة الأولى بن ترامب وبايدن 73 مليون مشاهد في أكتوبر 2020.

ويأمل فريق بايدن أن يتمكن الرئيس من تذكير المشاهدين باللحظات الفوضوية التي شهدتها ولاية ترامب الأولى. وقال مساعدون إنه من المتوقع أن يوضح بايدن أن الرئيس السابق سيسعى إلى مساعدة الشركات والأميركيين الأكثر ثراءً من خلال خفض الضرائب على الشركات وخفض مزايا الرعاية الصحية.

وستتركز مهمة بايدن أيضاً على التصدي لما تعتبره حملته تصريحات مضللة وكاذبة من ترامب، بينما يستمر في توجيه رسالة إيجابية حول ما قد تنطوي عليه ولاية بايدن الثانية.

وأوضح بيل روسو، وهو مساعد سابق في حملة بايدن أن «التحدي الكبير هنا هو كيف يمكنك كشف الأكاذيب التي تتوقع أن يقوم ترامب بنشرها ولكن دون الانجرار إلى مجرد اللعب على أرضه»، فيما ذكر فايز شاكر، الذي شغل منصب مدير حملة السيناتور بيرني ساندرز لعام 2020، أن بايدن سيحاول على الأرجح الضغط على ترامب بطرق من شأنها أن تقوده إلى «إهانة وإزعاج أغلبية الأميركيين الذين سبق لهم أن صوتوا ضده».

ضعيف وغير كفؤ

في المقابل، يسعى ترامب إلى إثارة غضب بايدن بهجمات على عمره وكفاءته على أمل أن يظهره ضعيفاً، حيث ركز الجمهوريون في الأسابيع الأخيرة على مقاطع فيديو لبايدن وهو يتعثر ويبدو أنه تائه، وهي مقاطع وصفها الديموقراطيون بأنها «مزيفة»، وتم تشكيلها لتصوير بايدن في مظهر سلبي.

وحاول ترامب منذ فترة طويلة تصوير بايدن على أنه ضعيف وغير كفء، لكنه عمل مع اقتراب المناظرة على رفع التوقعات، حيث قال في مقابلة الخميس الماضي «لا أريد أن أقلل من شأنه، أفترض أنه سيكون شخصاً يستحق المناظرة».

ويعتقد ترامب أن القضايا الأكثر أهمية بالنسبة للناخبين هي في صفه، وعلى رأسها الاقتصاد، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن بايدن نجح في تحقيق نمو قوي في الوظائف بعد الوباء، لكن ارتفاع معدلات التضخم أدى إلى تقويض آراء الناخبين بشأن الاقتصاد. ويتطلع ترامب إلى مهاجمة بايدن حول ارتفاع جرائم العنف، والتي ربطها الرئيس السابق بالمهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية.

مناظرات بيضاء

وكشفت مصادر أن بايدن سيجري مناظرات «بيضاء»، وسيدرس الأسئلة والإجابات المحتملة مع أعضاء فريقه، في حين أكدت حملة ترامب أنه لن يجري مثل هذه الاستعدادات. وقال كبير مستشاريه، جيسون ميلر إن «ترامب يجري أسبوعياً العديد من المقابلات الصعبة ويلقي خطابات حاشدة مطولة، مما يدل على قدرته على التحمل».

ومع ذلك، أجرى ترامب خلف الكواليس جلسات سياسية مع مساعديه وحلفائه، التقى الأسبوع الماضي، أعضاء مجلس الشيوخ بما في ذلك ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا) لمناقشة مجموعة من المواضيع التي يمكن أن تطرح أثناء المناظرة.

كما عقد ترامب جلسات مع السيناتور الجمهوري جيه دي فانس، أحد المرشحين ليكون نائباً له، ومع المستشارة كيليان كونواي، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات. كما شارك ستيفن ميلر، الذي ساعد ترامب في صياغة سياساته المتشددة المتعلقة بالهجرة، في الإحاطات الإعلامية، كما فعل ريتشارد جرينيل، القائم بأعمال رئيس المخابرات الوطنية السابق في إدارة ترامب.

وتستضيف شبكة «سي إن إن» المناظرة المرتقبة، التي تستمر 90 دقيقة، وتقام من دون جمهور، وتتخللها فترتان إعلانيتان، قد لا يتفاعل خلالها موظفو الحملتين مع مرشحهم. وسيتم كتم صوت الميكروفونات طوال فترة المناظرة باستثناء المرشح الذي سيحين دوره في التحدث، فيما لن يُسمح بأي دعائم أو ملاحظات مكتوبة مسبقاً على المسرح.

وقالت «سي إن إن» يوم الخميس إن بايدن فاز بقلب العملة، مما سمح له باختيار الجانب الذي سيكون عليه من المسرح، أي الجانب الأيمن من شاشات المشاهدين، ما يعني أن ترامب سيحصل على الكلمة الأخيرة في المرافعات الختامية.