تعرض نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح البريطاني المناهض للهجرة، لانتقادات شديدة أمس، بعدما قال إن الغرب دفع بروسيا إلى غزو أوكرانيا. وفي مقابلة مع «بي بي سي»، أمس الأول الجمعة، قال فاراج: «لقد تسببنا في هذه الحرب»، مضيفاً أنه «بالطبع خطأ» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك للصحافيين، إن تصريحات فاراج «خاطئة تماماً ولا تصب إلا في مصلحة بوتين».

Ad

من ناحيته، ذكر زعيم حزب العمال كير ستارمر، الذي يبدو أنه سينتزع منصب سوناك في انتخابات الشهر المقبل، أن تصريحات فاراج «مشينة»، مضيفاً: «يتعين على أي مرشح للبرلمان أن يكون موقفه واضحاً أن روسيا هي المعتدي».

ويسعى فاراج، وهو نائب سابق في البرلمان الأوروبي، حاول الترشح لمجلس العموم 7 مرات وفشل، إلى الحصول على مقعد عن كلاكتون في شرق إنكلترا بالانتخابات العامة الشهر المقبل.

ويحتل حزبه حالياً المركز الثالث في استطلاعات الرأي خلف الحزبين الرئيسيين، ولكن من المتوقع أن يحصل على عدد قليل من المقاعد. ومع ذلك فإن ارتفاع شعبية حزب الإصلاح في المملكة المتحدة منذ أن تولى فاراج رئاسته في وقت سابق هذا الشهر يهدد بانتقال الأصوات التي يحتاج لها حزب المحافظين بشدة للفوز بولاية خامسة.

وانتقد وزير الداخلية جيمس كليفرلي فاراج لأنه «كرر تبرير بوتين الدنيء للغزو الوحشي». ووصف وزير الدفاع المحافظ السابق توبياس إلوود التصريحات في صحيفة ديلي تلغراف بأنها «صادمة»، مضيفاً أن «تشرشل سيكون غاضباً جداً في قبره».

من ناحيته، اعتبر وزير الدفاع في حكومة الظل العمالية جون هيلي أن موقف فاراج يجعله «غير مؤهل لأي منصب سياسي في بلادنا».

ولدى طرح مزيد من الأسئلة في المقابلة عن آرائه بشأن بوتين قال فاراج إنه «غير معجب به كشخص»، لكنه «معجب به كلاعب سياسي، لأنه تمكن من السيطرة على شؤون روسيا».

وفاراج الشخصية البارزة السابقة في عملية بريكست، مقرب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي سبق أن صرح بأنه على علاقة «رائعة» مع بوتين، وتحدث فاراج أيضاً عن نيته الترشح لرئاسة الوزراء في 2029.

جاء ذلك فيما تعهد بوتين، خلال مراسم تخريج دفعات من أكاديميات الجيش والشرطة والمخابرات، أمس الأول، بـ «مواصلة تطوير الثالوث النووي لضمان الردع الاستراتيجي والحفاظ على توازن القوى في العالم»، غداة تحذيره من أنه على استعداد لتسليح كوريا الشمالية إذا استمر الغرب في إمداد كييف بالأسلحة المتطورة التي استخدمتها بالفعل في ضرب الأراضي الروسية.

وفيما شنت روسيا ليل الجمعة - السبت هجوماً «ثامناً» على بنى تحتية للطاقة في غرب أوكرانيا وجنوبها، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن نصف قدرات الطاقة الأوكرانية دمرت، ودعا إلى تركيب ألواح شمسية ووحدات لتخزين الطاقة «في كل مدرسة وكل مستشفى، في أقرب وقت ممكن».

إلى ذلك، فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عقوبات على 12 شخصاً في أدوار قيادية عليا في شركة كاسبرسكي لاب، أمس الأول، مشيرة إلى مخاطر متعلقة بأمن الإنترنت، بعد يوم من إعلانها عن خطط لمنع بيع برنامج مكافحة الفيروسات الخاص بالشركة الروسية، وتعهدت موسكو بالرد بشكل مناسب على الخطوة الأميركية.