أوربان: القطار الأوروبي يتجه نحو الحرب
ميلوني تشتكي من استبعادها عن مفاوضات اختيار قيادة أوروبية جديدة
قبل أيام من تولي المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وصف رئيس الوزراء المجري القومي المحافظ فيكتور أوربان القيادة الجديدة للاتحاد، والتي ستفرزها انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، في ظل فترة ولاية ثانية محتملة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين، بأنها ستكون «ائتلافاً من أجل الحرب والهجرة»، محذراً من أن «قطار الاتحاد الأوروبي يتجه نحو حرب» مع روسيا.
وخلال زيارته لألمانيا، حيث التقى المستشار الألماني أولاف شولتس، أشار أوربان اليمني المتشدد، في مقابلة إذاعية أمس، إلى أن الأغلبية في البرلمان الأوروبي بين المحافظين الوسطيين والديموقراطيين الاشتراكيين والليبراليين اتفقت على تشكيل «ائتلاف يساري على نحو متزايد»، مضيفاً أن «تحالفاً مثيراً للحرب ومناهضاً للأعمال التجارية وموالياً للهجرة، نشأ في الاتحاد الأوروبي».
وحذر أوربان من أن «القطار الأوروبي يتجه نحو الحرب»، واتهم حلف شمال الأطلسي «الناتو» بأنه «يجهز لتنفيذ مهمة عسكرية في أوكرانيا».
وبعد لقائه شولتس، أثار أوربان انتقادات باستحضاره الشعار الشهير لصديقه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً»، واختياره شعاراً لحملة المجر لرئاسة الاتحاد الأوروبي.
وكتب أوربان، على موقع إكس، «تفصلنا عشرة أيام فقط عن رئاسة المجر للاتحاد الأوروبي. عقدت اجتماعاً تحضيرياً مهماً اليوم مع المستشار شولتس. نريد أن نجعل أوروبا أقوى وأكثر قدرة على المنافسة ومكاناً أكثر أماناً لمواطنينا. وبعبارة أخرى، نريد أن نجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى!»، مضيفاً وسم MAGA الذي يستخدمه خصوصا الديموقراطيون للإشارة لأنصار ترامب.
وتأتي تصريحات أوربان في حين لم تنته عملية المفاوضات رسميا داخل الاتحاد حول المناصب التي يجب أن تعكس توازن القوى داخل البرلمان، ويتجه تكتل رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني نحو تخطي تكتل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البرلمان الأوروبي، فيما تعتزم الزعيمة اليمينية المتطرفة التأثير على عملية توزيع المناصب الأساسية في الاتحاد.
وتعلن كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، التي ينتمي إليها «فراتيلي ديتاليا»، اليوم، أنها القوة الثالثة في البرلمان الأوروبي، حيث تشغل 83 مقعداً، مقابل 81 لـ«رينيو»، مع ترقب تدني هذا العدد إلى 74 بدون النواب الأوروبيين التشيكيين السبعة الذين لم ينسحبوا بصورة رسمية بعد.
وتعتبر ميلوني أن هذا الفارق في عدد المقاعد يغير الوضع تماماً، إذ تُوزَّع المناصب الأساسية في الاتحاد الأوروبي تقليدياً على أساس نتائج الانتخابات الأوروبية.
إلا أن القوى السياسية، التي حلت في الطليعة في 9 يونيو، وأولها حزب الشعب الأوروبي (مسيحي ديموقراطي)، يليه التحالف التقدمي للاشتراكيين والديموقراطيين (اجتماعي ديموقراطي)، عازمة على إعادة تشكيل الغالبية التي كانت تحظى بها مع وسطيي «رينيو» في البرلمان السابق. وتملك هذه المجموعات السياسية الثلاث معاً غالبية مريحة تبلغ 400 مقعد من أصل 720 نائباً أوروبياً بالإجمال.
وفي ضوء هذه الأرقام، باشر قادة المجموعات الثلاث مباحثات الاثنين خلال قمة لدول الاتحاد الـ27، لمناقشة توزيع «المناصب العليا» في الاتحاد.
وأثار ذلك استياء ميلوني، التي اعتبرت من «السريالي» عدم دعوتها إلى طاولة المفاوضات، وأوضحت في مقابلة صحافية أن «الانتخابات نقلت بوضوح نقطة الارتكاز في أوروبا إلى اليمين» بدون أن يؤدي ذلك إلى أي تغيير على طاولة الدول الـ27. وتعتزم تدارك الأمر خلال جولة المفاوضات المقبلة الخميس والجمعة في بروكسل لمناسبة انعقاد قمة أوروبية جديدة.