إيران تعدّ جبهتي اليمن والعراق لإسناد «حزب الله» ضد هجوم إسرائيلي

واشنطن تسرّب معلومات عن دعمها الكامل لتل أبيب وتحذيرات غربية وأممية من «غزة ثانية»
• الحزب أنجز استعداداته العسكرية وتسلّم أسلحة إيرانية نوعية بينها غواصات ومسيّرات بحرية

نشر في 23-06-2024
آخر تحديث 22-06-2024 | 20:37
جندي تابع للاحتلال الاسرائيلي يرتدي سترة ويبدو عليها صورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
جندي تابع للاحتلال الاسرائيلي يرتدي سترة ويبدو عليها صورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

وصل مستوى خطر اندلاع حرب إسرائيلية ضد «حزب الله» في لبنان إلى الذروة، بعد أن تصاعدت التحذيرات الغربية بشكل ملحوظ وسرّبت واشنطن معلومات عن دعمها الكامل لأي عملية عسكرية تقرر تل أبيب القيام بها ضد الحزب، الذي يرفض حتى الآن تقديم أي تنازلات، في إطار مبادرة دبلوماسية متكاملة حملها إليه قبل أيام آموس هوكشتاين، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن.

وفي حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المنطقة لا يمكنها تحمل «غزة ثانية» تلوّح بها إسرائيل في جنوب لبنان، ألمحت طهران إلى أنها لن تشارك في أي حرب إلا إذا تم استهدافها مباشرة، في وقت علمت «الجريدة» أن الاستراتيجية الإيرانية للتعامل مع أي هجوم إسرائيلي على «حزب الله» تقوم، أولاً على إمداد الأخير بأسلحة نوعية لتحقيق مفاجآت ميدانية، وثانياً، تحريك كبير وواسع لجبهتي اليمن والعراق لإسناد الحزب، الذي بدأ المواجهات مع إسرائيل قبل نحو 8 أشهر تحت عنوان إسناد حركة حماس في قطاع غزة.

وفي طهران، قال قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، في تصريحات لافتة، أمس، إن إيران لا تريد الحرب ولم تطلبها، لكن إسرائيل استهدفتها مباشرة عبر ضرب السفارة الإيرانية في دمشق، وهذا ما استدعى رداً إيرانياً. وفُهم من تصريحات حاجي زاده في هذا التوقيت بالذات، أنه تكرار لموقف إيران المبدئي، من عدم الدخول في أي حرب مباشرة إلا إذا تعرضت أراضيها أو مصالحها لاعتداء مباشر.

اقرأ أيضا

في المقابل، أكد مصدر مطلع في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، أن طهران ستدعم «حزب الله» بكل ما لديها من أسلحة، وأنها زوّدته بمسيّرات بحرية وغواصات مسيّرة بعيدة المدى، تستطيع الاقتراب من السواحل الإسرائيلية وضرب أهداف، وهي مصنوعة من مواد لا تكشفها الرادارات مثل الفايبر كربون المضغوط، وهذه أحدث تكنولوجيا استطاعت إيران التوصل إليها.

كذلك سلّمت طهران للحزب الموالي لها صواريخ أرض ــ بحر، تعمل على علو منخفض، وطوربيدات لمواجهة الأهداف البحرية من غواصات وسفن حربية، وقواعد عائمة، تم تطويرها بناء على طلب الحزب، ليتمكن من استهداف المنشآت البحرية الإسرائيلية، مثل منصات الغاز وسفنه في البحر المتوسط.

وقال المصدر إن الصناعات الدفاعية الإيرانية طوّرت نوعاً حديثاً من الصواريخ بإمكانه استهداف بطاريات الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومنها القبة الحديدية، وقام الحزب بتجربتها الأسابيع الماضية بنجاح كامل.

وأوضح أن الحزب تسلّم أيضاً صواريخ أرض ــ جو محمولة على الكتف، تم تصنيعها عبر الهندسة العكسية لصواريخ ستينغر الأميركية، وطورتها إيران لاستهداف أحدث الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية، وجربها الحزب في عدة مراحل، واستطاع إسقاط مسيّرات حديثة تطير على ارتفاع أعلى من المروحيات.

وتابع أن الحزب تسلّم أيضاً رادارات خاصة تستطيع كشف تحركات أحدث المقاتلات مثل «إف 35»، وصواريخ مضادة لها، ويقوم حالياً بالتدرب على كشف تحركات هذه الطائرات بأنظمة رادارات إيرانية تم تركيبها حديثاً.

وتفادياً لمشكلة كشف إسرائيل لهذه الرادارات واستهدافها، أوضح المصدر أن إيران قامت بتطوير نوع جديد متنقل يتم تركيبه على شاحنات غير مكشوفة لنقله إلى أماكن مختلفة، وتجهيزه خلال دقيقة وتفكيكه، وإعادة نقله إلى نقطة أخرى خلال بضع دقائق.

وفي خطوة لا تقل أهمية من تزويد «حزب الله» بالأسلحة النوعية، قال المصدر نفسه لـ «الجريدة»، إن «فيلق القدس» زوّد جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن وفصائل ما يسمى «المقاومة الإسلامية في العراق» بصواريخ ومسيّرات حديثة وبعيدة المدى يمكنها جميعاً الوصول إلى إسرائيل، ووضعت هذه الأسلحة تحت إشراف ضباط من الحرس الثوري بحيث لا يُسمح باستخدامها إلا في حال تعرض «حزب الله» لهجوم شامل من تل أبيب، وهو ما سيتم بكثافة فور اندلاع الحرب.

وقالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، في تقرير لها، أن إسرائيل أبلغت واشنطن استعدادها لشن عملية جوية وتوغل بري واسع في لبنان في غضون أسابيع. وكانت «الجريدة» نقلت في عددها الصادر أمس الأول، عن مصادر دبوماسية غربية، أن تل أبيب تخطط لاحتلال أجزاء من الجنوب اللبناني، واغتيال الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله.

وكشف المصدر الإيراني أن الأميركيين أوصلوا رسالة تحذيرية إلى الحزب أن الأمور تتجه إلى حرب لا تُحمد عقباها، وكان رد الأخير أنه لا يريد الحرب لكنه جاهز لها، وأبلغ الأميركيين أنه لن يلتزم من الآن فصاعداً بأي اتفاقيات وقواعد وأسقف، وسيستهدف العسكريين مقابل العسكريين، والمدنيين مقابل المدنيين، وسيواجه كل عملية تقوم بها إسرائيل بنفس المستوى، وإذا استُهدفت بيروت أو ضواحيها فستواجَه تل أبيب وحيفا بمعادلة مشابهة.

وفي بيروت، أكدت مصادر عسكرية معنية لـ «الجريدة»، أن «حزب الله» أنجز كل الإجراءات الميدانية اللازمة للتصدي لأي عملية عسكرية إسرائيلية موسعة، ودرس جميع الخيارات والاحتمالات والسيناريوهات سواء كانت تتعلق بتوسيع النار وتكثيفها أو بمحاولات تسلل أو توغل، وتم رفع حالة التأهب والجاهزية في مختلف القطاعات العسكرية والجغرافية مع إعداد الخطط اللازمة لإحباط أي هجوم.

وبالرغم من نفي وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد مكاري مغادرة سفراء غربيين للبنان بسبب الوضع الأمني، أكدت مصادر لـ «الجريدة» أن بعض السفارات والجهات الدبلوماسية تدرس إصدار تحذيرات لمواطنيها بمغادرة لبنان وتوصيهم بعدم التوجه إليه أسوة بما قامت به الكويت، كما أن هناك جهات دبلوماسية تبحث الإجراءات التي يُفترض اتخاذها للإجلاء في حال اتسع الصراع أو اندلعت حرب واسعة.

وفي الوقت نفسه بدأت قوات اليونيفيل الدولية اتخاذ إجراءات ومسوحات ميدانية، تحسباً لأي تصعيد، وتدرس كيفية التعاطي مع الأمر وتوفير الأمن لعناصرها وللعاملين معها.

back to top