لا يزال منسوب التوتر بين إسرائيل و«حزب الله» عبر حدود لبنان الجنوبية على حاله من الارتفاع، رغم انخفاض طفيف في حدة القصف والتهديدات بعد أيام من التصعيد الشديد.

وبانتظار نتائج زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت لواشنطن، أثار تقرير لصحيفة تلغراف البريطانية مخاوف قديمة جديدة من احتمال أن تستهدف إسرائيل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بذريعة استخدام الحزب له للحصول على أسلحة إيرانية.

Ad

صورة نشرتها صفحة «إسرائيل بالعربية» لأحد مدرجات مطار بيروت مرفقة مع تقرير «تلغراف»

وقال تقرير «تلغراف»، المنشور أمس، إن الحزب يستخدم المطار منذ سنوات لنقل الأسلحة، مما قد يجعله هدفاً لإسرائيل، مضيفاً أن صناديق كبيرة غامضة تصل على متن رحلات جوية من إيران للمطار.

وزعم التقرير أن الحزب يخزن أسلحة في المطار بينها صواريخ «فاتح» و«فلق»، ناقلاً عن مصادر في الاتحاد الدولي للنقل أن الاتحاد يعلم منذ سنوات بتخزين الحزب للأسلحة، ويقترح إغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات. كما نقل التقرير عن موظفين بالمطار أن عناصر من الحزب يمنعون الموظفين المعنيين من فحص الصناديق القادمة من طهران، وأن مسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا يجري زيارة دائمة للجمارك في المطار.

ونقلت صحيفة النهار عن مصادر في الاتحاد الدولي للنقل IATA نفيها ما ورد في «التلغراف»، مؤكدة أنها لم تدلِ بأي تصريح للصحيفة.

بدوره، قال اتحاد النقل الجوي في لبنان إن «خبر وجود أسلحة في مطار بيروت مجرد أضاليل هدفها تعريض المطار والعاملين فيه للخطر». وتضاربت ردود الفعل حول تقرير الصحيفة البريطانية، فقد اعتبره بعض المراقبين رسالة جدية لا يمكن التغاضي عنها، وعلى الحزب أن يستمع إليها ويوقف تعريض البلد للخطر، عبر الموافقة على الحلول الدبلوماسية المقترحة لإنهاء المواجهات على الحدود التي بدأت بعد هجوم 7 أكتوبر الماضي، في خطوة قال الحزب إنها تهدف إلى إسناد حركة حماس في قطاع غزة.

في المقابل، أدرج بعض المراقبين التقرير في إطار التهويل الذي تمارسه إسرائيل بعد بث أخبار عن مغادرة سفراء غربيين وخطط لإجلاء عشرات الآلاف من الأجانب تبين لاحقاً أنها كاذبة.

وقال وزير النقل اللبناني في حكومة تصريف الأعمال علي حمية إنه يعد دعوى قضائية ضد «التلغراف» لتشويهها سمعة المطار، نافياً وجود أي مخازن سلاح بحرمه.

ودعا حمية السفراء وكل وسائل الإعلام لجولة ميدانية في جميع مرافق مطار رفيق الحريري اليوم. وبينما ذكر الوزير غالانت من واشنطن أن الدولة العبرية مستعدة لخوض مواجهة عسكرية في غزة ولبنان في الوقت نفسه، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين في إيران أن الآلاف من المقاتلين من الجماعات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط على استعداد للقدوم إلى لبنان للانضمام إلى «حزب الله» في حال اندلاع حرب شاملة.

وقال مسؤول في جماعة مدعومة من إيران في العراق لوكالة أسوشييتد برس في بغداد: «سنقاتل جنباً إلى جنب مع الحزب» إذا اندلعت حرب شاملة، مصراً على التحدث دون الكشف عن هويته لمناقشة الأمور العسكرية.

وذكر المسؤول، إلى جانب مسؤول آخر من العراق، أن بعض المستشارين العراقيين موجودون بالفعل في لبنان.

وقال مسؤول في جماعة لبنانية مدعومة من إيران، أصر أيضاً على عدم الكشف عن هويته، إن مقاتلين من قوات الحشد الشعبي العراقية، ولواء «فاطميون» الأفغاني، ولواء «زينبيون» الباكستاني، والحوثيين، يمكن أن يأتوا إلى لبنان للمشاركة في الحرب.

وكانت صحيفة «الأخبار» اللبنانية الموالية للحزب، نقلت عن مصادر في ائتلاف «المقاومة الإسلامية في العراق» المرتبط بإيران أن «كتائب حزب الله في العراق» و«حركة النجباء» أعلنتا استعدادهما للمشاركة إلى جانب «حزب الله»، في حال موافقته وذلك خلال اجتماع بين الفصائل العراقية ووزير الخارجية الإيراني بالإنابة، علي باقري كني، الذي زار العراق قبل عيد الأضحى. وأشارت المصادر إلى أن باقري كني تحفّظ عن مشاركة فصائل عراقية إلى جانب «حزب الله».