القوى الوطنية... وينهم؟
ما الذي تستطيع أن تفعله حكومة الشيخ أحمد العبدالله لمعالجة التردي الذي وصل إليه البلد؟ أعتقد أنها تستطيع أن تفعل كل شيء. فكما ذكرنا سابقاً نحن نمتلك كل الوسائل وكل ما هو لازم وضروري لانتشالنا من الأوضاع المؤسفة التي انحدرنا إليها في السنوات السابقة، ولكن بالطبع تبقى الإرادة والنية أولاً وحسن الإدارة والعمل بعد ذلك.
الترقيع لن يجدي، والعمل بانفراد أو بالتجزئة لن يؤدي إلى أي نتيجة. المطلوب «نفضة» عامة، شاملة وكاملة، تهز البنى والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية، وتمحو كل آثار العبث والتسيب والهدر الذي تسيد فيما مر من سنوات.
وهذه الخطوات العظمى يجب ألا تكون مسؤولية الحكومة وحدها، ويجب ألا نقع نحن في مصيدة الاقتصاد الريعي فنحتل الأرصفة أو مقاعد الاحتياط، ونتوقع من الحكومة أن تنجز ما هو ضروري وما نطمح إليه وحيدة، بلا عون منا أو إرشاد.
القوى الوطنية... هذا إن بقي منها أحد، مطالبة بأن تبذل جهدها، وأن تكون حاضرة، بل ورائدة في رسم خرائط الطرق ووسائل العمل، وابتكار أو عرض برامج وخطط التطوير والارتقاء.
نعلم أن هناك تحفظات عن الأوضاع الحالية لدى البعض، لكن هذه التحفظات يجب ألا تعمم على كل شيء أو على كل الكويت بالتحديد. إذا كانت لديك مشكلة مع مؤسسة أو خطة أو نهج معين فإن هذا يجب ألا يكون حصناً منيعاً أمام المشاركة العامة وإبداء الرأي ولو من موقف المتفرج.
لقد عشنا سنوات، وخوفي أننا سنعيش مثلها، ونحن نعترض وننتقد وفي الغالب «نتحلطم». لكننا مع هذا الجهد السلبي الكبير فإن شيئاً إيجابياً لم يُطرح، ومعالجة واقعية لمشاكلنا وأزماتنا لم تتلمس الواقع. بل أستطيع أن أقول دون خوف من الخطأ أننا استمرأنا المخالفة واستسغنا معارضة الحكومة بل وحتى محاربة أي خطوة إيجابية أو نية للإصلاح والعمل.
أعتقد اليوم أنه لا عذر لأحد، فمد يد العون للحكومة مطلوب، والمساهمة في تحمل المسؤولية ضرورة. وإذا كان هناك رفض أو إنكار لما هو ضروري وفي خدمة التنمية والتطور... فليكن من الحكومة وبشكل واضح وصريح.