ضاعفت روسيا من اتهاماتها للولايات المتحدة بالمسؤولية عن ضربة صاروخية شنتها القوات الأوكرانية على مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو من جانب واحد، باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص.

واستدعت الخارجية الروسية، اليوم، سفيرة الولايات المتحدة في موسكو لين ترايسي، وأبلغتها بأن واشنطن «تتحمل القدر نفسه من المسؤولية مثل نظام كييف عن الجريمة الدموية في سيفاستوبول وقتل العديد من الضحايا، بينهم أطفال»، مؤكدة أن هذه الضربة والفظاعة المرتكبة بحق المدنيين «لن تمر من دون عقاب». وفي بيان شديد اللهجة، أكدت الخارجية الروسية أن «الصواريخ المستخدمة في الهجوم على مدينة سيفاستوبول مبرمجة وموجهة من واشنطن، وأن طائرة استطلاع أميركية كانت بالمجال الجوي خلال الهجوم على القرم».

Ad

وأضافت الوزارة، في بيان، أنها أبلغت تريسي أيضاً بأن واشنطن أصبحت بالفعل طرفاً في الصراع، من خلال تزويدها أوكرانيا بأحدث الأسلحة، وتوفير متخصصين عسكريين لتنفيذ هذه المهمات. ووصف الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الضربة على سيفاستوبول بأنها «همجية» واتّهم واشنطن بـ«بقتل أطفال روس»، علماً أن اثنين من الضحايا كانا قاصرين.

وأشار بيسكوف إلى تصريحات للرئيس فلاديمير بوتين صدرت في وقت سابق هذا الشهر بشأن نية روسيا تسليح بلدان معادية للغرب لشن ضربات على أهداف غربية.

وأضاف بيسكوف أن «ضلوع الولايات المتحدة في القتال ومشاركتها المباشرة تسببا في قتل مواطنين روس، ويجب أن تكون لهما عواقب الوقت سيكشف طبيعتها».

وبعد ثلاثة أشهر من الهجوم على قاعة «كروكوس سيتي هول» في ضواحي موسكو الذي تبنّاه تنظيم «داعش» وأدى لمقتل أكثر من 140 شخصاً، شهدت جمهورية داغستان الروسية ذات الأغلبية المسلمة، أمس ، سلسلة هجمات مسلحة ومنسقة على دور عبادة مسيحية ويهودية انتهت صباح اليوم، بمقتل 15 شرطياً وأربعة مدنيين بينهم كاهن أرثوذكسي. وأعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية اليوم، أنّ الهجمات استهدفت «كنيستين أرثوذكسيتين وكنيساً يهودياً ونقطة تفتيش للشرطة» في محج قلعة عاصمة داغستان وفي مدينة ديربنت الساحلية، مؤكدة انتهاء قواتها من عملية «مكافحة الإرهاب» وتصفية خمسة من المهاجمين واحتجاز اثنين منهم هما من أبناء رئيس منطقة سرجوكالا وسط داغستان. وربط رئيس جمهورية داغستان سيرغي ميليكوف، خلال زيارته لكنيس ديربنت، بين الهجمات وحرب أوكرانيا، مشيراً إلى أن قوات أجنبية شاركت في التخطيط لها.

وقال ميليكوف: «هذا هو يوم مأساة لداغستان والبلاد بأكملها، نعرف مَن وراء هذه الهجمات الإرهابية والهدف الذي يسعون إليه، هو تفكيك وحدتنا»، مضيفاً: «الحرب تدخل منازلنا أيضاً. نشعر بذلك، ولكن اليوم نواجهها».

وقال النائب بمجلس الدوما عن إقليم داغستان الروسي، دميتري غادزييف، إنه يعتقد أن «عناصر الخدمة الخاصة لأوكرانيا ودول حلف الناتو» قد تكون وراء الهجمات «لأن نجاحنا يتطور في العملية العسكرية الخاصة»، في إشارة إلى الهجوم الروسي على أوكرانيا.

في المقابل، توجه عضو مجلس الشيوخ الروسي، دميتري روغوزين إلى منصة «تيليغرام» للرد على هذا الادعاء، قائلاً، إن إحالة كل هجوم إرهابي باعتباره «مكائد من أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي» من شأنه أن يؤدي إلى «مشاكل كبيرة» لروسيا. وكتب روغوزين: «دعونا ننظف شرفاتنا قبل أن نقلق بشأن الآخرين».