تألقت عازفة البيانو الكويتية الشابة روان بهبهاني، في حفل كونسرت أقيم على مسرح فيكتوريا هول الشهير في جنيف، بعزف السمفونية الثانية للموسيقار العالمي بيتهوفن، بحضور جمع غفير من عشاق الموسيقى الكلاسيكية، إلى جانب إدارة «كونسرفاتوار جنيف» للموسيقى.
وتعد إطلالة روان لأول مرة على مسرح فيكتوريا هول العريق، الذي استضاف عمالقة الفن العالمي، إنجازا كبيرا، وخطوة عملاقة تخدم مسيرة حياتها الموسيقية في سن مبكرة.
السمفونية الثانية
وقدمت بهبهاني عزفاً موسيقياً أمس الأول استمر 8 دقائق على آلة البيانو للسمفونية الثانية للمؤلف الموسيقار الألماني العبقري، وهي سمفونية من 4 حركات. وتتسم السمفونية الثانية لبيتهوفن في علم الموسيقى بأنها بطيئة نسبياً (لارجيتو)، وهي في سلم «ري الكبير»، وتصنف ضمن مجموعة سمفونيات بيتهوفن (36 أو بي).
ونشأ هذا النوع من التأليف الموسيقي في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر الميلادي، ثم تطور على أيدي بعض أعلام الموسيقى الكلاسيكية، مثل هايدن وموزارت، وبعدهما بيتهوفن في القرن الثامن عشر، ثم واصل هذا النوع من الموسيقى السمفونية تطوره في القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين.
سعادة غامرة
وعقب مشاركتها في الحفل الموسيقي السنوي أعربت العازفة روان عن سعادتها الغامرة بالإشادة التي حظيت بها، مشيرة إلى أن معهد جنيف للموسيقى، وهو الكونسرفاتوار الأقدم من نوعه في سويسرا، وأحد أقدم المعاهد الموسيقية في أوروبا الذي درس فيه الموسيقار العبقري فرانز ليست، اختارها مع طالبين من معهد جنيف للموسيقى لتمثيل المعهد في هذا «الكونسرتو» الذي يعد أحد أشهر المهرجانات الموسيقية على مستوى العالم.
وقالت إنها عزفت الحركة الثانية من سمفونية بيتهوفن مع فرقة الأوركسترا، بينما عزف الآخران الحركتين الأولى والثالثة، موضحة أنه غالبا ما تحتوي السمفونية على 3 أو 4 حركات، تبدأ بحركة سريعة على نمط «سوناتا - الليغرو»، تليها حركة ثانية بطيئة «لارجيتو» والثالثة «شيرزو»، تجمع بين الإيقاعين.
طاقات إبداعية كويتية
وأعربت روان عن سعادتها بالنجاح الكبير الذي حققته، مؤكدة أنها تتطلع إلى المشاركة في مهرجانات دولية أخرى، لإبراز موهبتها الفنية والتعريف بما تزخر به الكويت من طاقات إبداعية.
وتقدمت بالشكر إلى قائد الأوركسترا السمفونية أستاذها الموسيقار الروسي العالمي سرجاي ميلشتاين على كل ما قدمه لها من دعم خلال دراستها في معهد جنيف للموسيقى الكلاسيكية.
الفن الكلاسيكي
وأشارت بهبهاني إلى مشاركاتها الموسيقية خلال النصف الأول من العام الحالي، ومنها المشاركة في حفل مدينة انسي الفرنسية ومهرجان دو كو الموسيقي، وكذلك في الذكرى المئوية لتأسيس جمعية الكرومونتر السويسرية.
وعن الأعمال الموسيقية التي تأثرت بها قالت: «لقد تأثرت كثيرا بالأعمال الخالدة لكل من موزارت وبيتهوفن وهايدن، وغيرهم من عمالقة الفن الكلاسيكي، فهي تبقى دائما المرجع الأساسي لكل من يحب الموسيقى الكلاسيكية».
أوبرا فيينا
وأضافت بهبهاني أنها زارت أخيرا مدينة سالزبورغ النمساوية، مسقط رأس موزارت، وبيته الذي ترعرع فيه، وتحول إلى متحف، كما حضرت حفلا موسيقيا هناك، معربة عن أملها أن تسنح لها فرصة المشاركة في «أوبرا فيينا» أو «أوبرا سالزبورغ».
وعلى الرغم من صغر سن بهبهاني، المولودة عام 2009، فإن شغفها بالموسيقى الكلاسيكية بدأ في سن مبكرة، حيث لم يكن عمرها يتجاوز السادسة عندما بدأت بوادر شغفها بعالم الموسيقى الكلاسيكية، وخاصة العزف على آلة البيانو.
وأدركت عائلتها موهبتها الموسيقية، وحرصت على صقلها بالذهاب إلى سويسرا، وتسجيلها في معهد جنيف للموسيقى، أحد أعرق المعاهد الموسيقية في العالم، ودرس فيه الموسيقار العالمي فرانس لست.
مهرجانات دولية
وحصلت بهبهاني، خلال مسيرتها الموسيقية القصيرة (2017 - 2023)، على 13 جائزة عالمية من فرنسا وسويسرا وإيطاليا ودبي، إلى جانب مدن اوروبية ومهرجانات دولية.
وعزفت 4 مرات وهي في سن العاشرة مع أوركسترا براغ الفلهيرمونيا في دار الأوبرا بالكويت عام 2019، كما عزفت في عمر 12 سنة مع أوركسترا الكنسرفاتوار في جنيف، وكذلك مع دار الأوبرا السلطانية في 17 أكتوبر 2022، بمناسبة يوم المرأة العمانية.