الداخلون الجدد إلى سوق العمل
تساءلنا مراراً وتكراراً عن أسباب عزوف الكفاءات وأصحاب المواهب والقدرات عن الوظائف بالقطاع العام، بل في الخاص أحياناً، وذكرنا عبر مقالات سابقة مؤشرات جديدة أظهرت تراجع المؤسسات في جاذبيتها للكفاءات، واليوم يمر سوق العمل بظاهرة أخرى ألا وهي ولوج ذلك العدد الكبير من الخريجين إلى البوابة الوظيفية بحثاً عن العمل.
أقول ذلك بعد متابعتي للجهود المبذولة من الجهات المعنية في استيعاب ذلك العدد الضخم من الخريجين، فجاءت التصريحات مستهدفة التخصصات الأدبية، كالتاريخ واللغة الإنكليزية واللغة العربية وغيرها من التخصصات المتهمة بتعزيز طريق البطالة، فاستجابت الجامعات الخاصة منها والعامة، واستثمرت في التخصصات العلمية كالهندسة والعلوم والتكنولوجيا، واليوم تراجعت التصريحات وارتأت أن تتكئ على وسادة التسكين واستحداث مسميات وظيفية لاستيعاب الخريجين، وفتح البوابة الوظيفية لهم على مصراعيها أيضاً، ولكن بأسلوب استحداث مسمى لكل موظف بغض النظر عن الحاجة أو الإنتاجية.
وفي ظل غيات التخطيط التربوي وتخطيط الموارد البشرية ليس أمامنا إلا حماية البيئة الوظيفية فوراً من تفاقم البطالة المقنعة وسط الداخلين الجدد إلى سوق العمل.
وللحديث بقية.