أنا ما أواطن النائب أو رئيس مجلس الأمة السابق، كما يفضل أن يُشار إليه، أنا ما أواطن محمد المطير ولا أمثاله بعيشة الله.

فباعتقادي أنه ومَن سار مع نهجه أو أيّده قد حولوا مجلس الأمة إلى مؤسسة خاوية وفاضية وعبء على البلد، وهناك الأكثر، ولكن لسنا هنا بصدد تقييم السيد المطير أو مَن لف لفه.

Ad

لكننا بصدد استنكار حملة نراها متواصلة وربما مستمرة، وسوف تستمر ضد السيد النائب محمد المطير، وهي حملة، في اعتقادي، طفولية ولكنها ظالمة وخارج أطر ونطاق التنافس السياسي السليم، يعني باختصار هي نفس وذات الأسلوب الهابط الذي أصبح ممللاً الذي استخدمه النائب المطير ومن معه ضد بعض الشخصيات الذين اختلفوا معهم في السابق، لا شيء مختلف... كله عجز وتعبير عن غياب رؤى سليمة وطروحات ناضجة تعري الخصم وتكشف زيفه.

الحملة الحالية على السيد المطير تستند إلى مواقفه السابقة ضد رئيس مجلس الوزراء الأسبق الشيخ صباح الخالد، الذي هو حالياً سمو ولي عهد أمير البلاد الحالي، وتعتمد على سجالات عنيفة ومعارضة حادة كان يتشبث بها السيد المطير ضد جميع رؤساء حكومات الشيخ صباح ــ الله يرحمه. ويقصد المذكرون أو لنسمِّهم «العازفون» على تسجيلات النقاشات الحادة للنائب البراك يقصدون بها التذكير بأن النائب البراك أهان سمو ولي العهد.

أعتقد أن هذا غلو في الخصام وتسطيح للعمل السياسي، وقبل كل هذا هو نهج دكتاتوري يصادر حقوق الآخرين في حرية التعبير وحرية الفكر وحرية اختيار المواقف السياسية بشكل عام، فمن حق النائب المطير مثلما هو حق لغيره أن ينتقد وزيراً أو رئيس وزراء... وهذه في الواقع مهمة النائب ومسؤوليته، ولن يكون النائب المطير مذنباً بعد أن أصبح هذا الوزير أو رئيس الوزراء ولياً للعهد أو حتى رئيساً للدولة.

حسب ما أتذكر... أنا شخصياً انتقدت بقسوة وشدة الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، عندما كان رئيساً للحكومة، وعندما أصبح أميراً للبلاد التزمت مثل غيري بعدم التعرض لذاته المصونة بحكم الدستور. والشيخ صباح، الله يرحمه، عندها لم يحمل لي ضغينة أو يذكرني بـ «مهاجمتي» له عندما كان وزيراً أو رئيساً للحكومة.

أنا أعتقد أن محمد المطير استخدم حقه الدستوري في مناقشة ومعارضة رئيس الحكومة... أما الذين استخدموا التسجيلات السابقة لمهاجمته بغرض اتهامه بالإساءة لسمو ولي العهد الحالي الشيخ صباح الخالد فإنهم في الواقع هم من أساء ويسيء لسمو ولي العهد باستذكار المساجلات والردود السياسية التي اضطر لاستخدامها سموه في الرد على النائب المطير.