دعا المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، المرشحين للرئاسة في الانتخابات المبكرة التي تجرى بعد غدٍ لاختيار بديل للرئيس إبراهيم رئيسي الذي قضى بتحطم مروحيته الشهر الماضي، إلى عدم تعيين مسؤولين «محبين لأميركا أو يعتقدون أنه لا يمكن اتخاذ خطوة بدون فضل الولايات المتحدة»، أو التحالف مع أي شخص ينحرف ولو قليلاً عن «مبادئ الثورة»، في تصريحات اعتبرت استهدافاً للمرشح الإصلاحي الوحيد مسعود بزشكيان الذي يعتقد أنه في حال فوزه سيعين بعض الشخصيات الوسطية، وفي مقدمتها وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف.
وإذ شدد على أهمية المشاركة الكبيرة في الاقتراع، بعث خامنئي برسالة أخرى أشاد فيها بحكومة الأصولي رئيسي، معقباً بأنه «لو كانت هذه الحكومة استمرت، لحلت مشاكل عديدة في البلاد، بما في ذلك المشاكل الاقتصادية».
في المقابل، دعا قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده، إلى انتخاب مرشح لديه سجل «تنفيذي قوي»، معتبراً أن رئاسة الجمهورية «ليست مجالاً للاختبار والخطأ».
وبزشكيان هو نائب سابق وسجله التنفيذي ضعيف أمام المرشحين الأصوليين الخمسة وأبرزهم محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، والمتشدد سعيد جليلي، ممثل المرشد في مجلس الأمن القومي وكبير المفاوضين النوويين السابق.
وفيما بدا أن المرشد و»الحرس» يفضلان تجنب سيناريو تعايش رئيس وحكومة إصلاحية مع برلمان أصولي أفرزته الانتخابات الأخيرة، كشفت مصادر لـ «الجريدة» أن الأصوليين فشلوا أمس مجدداً في إقناع قاليباف وجليلي بانسحاب أحدهما لمصلحة الآخر ليتوحد خلفه الأصوليون الذين سيكون بإمكانهم الفوز من الجولة الأولى في حال صدقت التوقعات بمشاركة أقل من 50 في المئة من الناخبين في الاقتراع.
في المقابل، تقول المصادر إن بزشكيان وبسبب أدائه الضعيف فشل في إقناع المترددين بالمشاركة في التصويت، كما فشل في استقطاب شرائح من الإصلاحيين خصوصاً الشباب، ما يعني استحالة أن يحظى بـ «50 زائد واحد» من الأصوات للفوز من الجولة الأولى رغم أن الاستطلاعات الحالية تظهر تقدمه أمام منافسيه الأصوليين.