بايدن يتجه للسماح للمتعاقدين العسكريين بالعمل في أوكرانيا

روسيا لا ترى تغييراً بتولي «رابع هولندي» قيادة «ناتو»
• مُتشدِّدة ضد موسكو تستبدل بوريل

نشر في 26-06-2024 | 12:29
آخر تحديث 26-06-2024 | 19:19
في مرحلة بالغة الحساسية من الحرب مع روسيا، تتجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لرفع الحظر على انتشار المتعاقدين العسكريين بأوكرانيا لمساعدتها في صيانة وإصلاح الأسلحة المقدمة منها، في وقت حسم الأوروبيون ملف تعيين قياداتهم السياسية والأمنية.

في تحول مهم آخر في سياسة واشنطن لإعطاء كييف اليد العليا في حربها مع موسكو، كشف مسؤولون أميركيون عن توجه إدارة الرئيس جو بايدن نحو رفع الحظر على انتشار المتعاقدين العسكريين الأميركيين في أوكرانيا لمساعدة جيشها في صيانة وإصلاح أنظمة الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة.

وقال المسؤولون بالإدارة الأميركية، لشبكة «سي إن إن» أمس، إن «هذه الخطوة لم تحصل على موافقة بايدن النهائية، وأوامره حازمة تماماً بشأن عدم إرسال قوات إلى أوكرانيا، ولم نتخذ أي قرارات وأي مناقشة لهذا الأمر سابقة لأوانها».

ووفق المسؤولين، فإنه بمجرد الموافقة على تغيير السياسة الحالية، من المرجح أن يتم تفعيل القرار هذا العام، وسيسمح لوزارة الدفاع «البنتاغون» بتقديم عقود للشركات الأميركية للعمل داخل أوكرانيا لأول مرة منذ الغزو الروسي في 2022.

وأضاف المسؤولون أنهم يأملون تسريع عملية الصيانة وإصلاح أنظمة الأسلحة، التي يستخدمها الجيش الأوكراني.

وذكر مسؤولون أن السماح للمتعاقدين الأميركيين ذوي الخبرة والممولين من الحكومة بالحفاظ على وجودهم في أوكرانيا يعني أنهم سيكونون قادرين على المساعدة في إصلاح المعدات التالفة ذات القيمة العالية بشكل أسرع بكثير.

وتعد أحد الأنظمة المتقدمة التي يقول المسؤولون الأميركيون إنها من المرجح أن تتطلب صيانة دورية هي الطائرة المقاتلة من طراز F-16، والتي من المقرر أن تتسلمها أوكرانيا في وقت لاحق من هذا العام.

وقال أحد المسؤولين، إن الشركات التي تتقدم بعروض للحصول على العقود سيُطلب منها تطوير خطط قوية لتخفيف التهديدات التي يتعرض لها موظفوها.

زيلينسكي يزور دونيتسك وموسكو لا تستبعد الرد على هجوم القرم

وتأتي المناقشات في أعقاب سلسلة قرارات اتخذتها بايدن لمساعدة أوكرانيا على التغلب على الروس، أبرزها الإذن في أواخر مايو الماضي بضرب أهداف داخل روسيا بأسلحة أميركية وهو طلب رفضه مراراً وتكراراً في الماضي.

والأسبوع الماضي، بدا أن هذه السياسة تتوسع مرة أخرى، عندما قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن أوكرانيا يمكنها شن ضربات في أي مكان على طول الحدود الروسية باستخدام الأسلحة الأميركية.

أول اتصال

وفي تطور مواز، تحدث وزيرا الدفاع الأميركي لويد أوستن والروسي أندريه بيلوسوف هاتفياً، أمس، للمرة الأولى منذ أكثر من عام وقدم الجانبان روايات متباينة كثيراً عن المحادثة.

وأوضح المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر أن أوستن بدأ المحادثة الأولى من نوعها مع بيلوسوف وناقشا أهمية خطوط الاتصال المفتوحة.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن بيلوسوف حذر أوستن من مخاطر زيادة التصعيد في الوضع من خلال استمرار إمدادات الأسلحة الأميركية إلى القوات الأوكرانية.

تعيينات أوروبية

في غضون ذلك، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على إعادة تعيين الرئيسة الحالية للمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في منصبها لولاية ثانية. كما اتفقوا على تولي رئيسة الوزراء الإستونية الليبرالية كايا كالاس منصب مفوض السياسة الخارجية خلفاً للإسباني جوزيب بوريل، ورئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو كوستا رئيساً للمجلس الأوروبي خلفاً للبلجيكي شارل ميشي.

واتهم زعيم حزب «الوطنيون» الفرنسي فلوريان فيليبو أمس كالاس بالهوس بالحرب وكره روسيا بشكل هستيري والخضوع الأعمى لحلف «الناتو»، محذراً من أنها ستقود أوروبا إلى حرب عالمية ثالثة.

وكتب فيليبو، على منصة «إكس»، أن كالاس وهي «المفضلة» لفون دير لاين تريد أن يقوم الاتحاد الأوروبي بشراء الذخيرة بشكل جماعي لأوكرانيا وإصدار سندات لصناعة الدفاع كما تدعو لتأسيس منصب المفوض الأوروبي لشؤون الدفاع، في خطوة خطيرة نحو إنشاء جيش أوروبي».

وقال: «يهدف تعيينها إلى تصعيد حدة التوتر وجعل السلام أمراً مستحيلاً وجعل نشوب حرب عالمية ثالثة أقرب. لنخرج من الاتحاد الأوروبي من أجل السلام، دعونا نكون أحرارا».

بدورها، عيّنت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) أمس رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته (57 عاماً) أميناً عاماً جديداً، خلفاً للنروجي لينس ستولتنبرغ»، الذي يشغل المنصب منذ عشرة أعوام.

وبعد انسحاب منافسه الوحيد الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، سيتولى روته، الذي سيصبح رابع هولندي يقود حلف شمال الأطلسي منذ خروجه من الحرب العالمية الثانية، منصبه في الأول من أكتوبر.

وبُعيد الإعلان، كتب ستولتنبرغ، على إكس، «أعلم أنني سأترك الناتو في أياد أمينة»، مضيفاً: «مارك هو مناصر حقيقي للعلاقات بين دول الحلف وقائد قوي وصانع للتوافق».

وقالت فون دير لايين، «إن قيادتك وخبرتك مهمتان للحلف خلال هذه الفترة الصعبة»، معربة عن تطلّعها «للعمل معه لتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي».

وبينما رحب زيلينسكي بتعيين روته، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف «من غير المرجح أن يحدث هذا الخيار أي تغيير في نهج الناتو العام» مشدداً على أنه «في الوقت الراهن هذا الحلف مناهض لنا».

دونيتسك والقرم

وبعد أيام على تعيينه قائداً جديداً للقوات المشتركة، توجه زيلينسكي أمس إلى مدينة بوكروفسك القريبة من نقطة ساخنة في منطقة دونيتسك، وناقش الوضع العسكري والأمني مع كبار القادة العسكريين.

وقال زيلينسكي، في مقطع مصور أمام لوحة مدينة بوكروفسك، التي يهاجمها الروس منذ أسابيع، «بدأت نهاري في منطقة دونيتسك مع جنودنا ورئيس الأركان (أولكسندر) سيرسكي والقائد الجديد للقوات المشتركة الجنرال (أندري) غناتوف». وأضاف أن غناتوف «رجل في مقتبل العمر لكن معرفته بالجبهة وخبرته هي بالضبط ما نحتاج له».

وتحدث زيلينسكي أيضاً عن تقديم مساعدة للقرى المتضررة في منطقة دونيتسك التي تحملت وطأة المعارك في الأشهر القليلة الماضية.

ووجه انتقاداً قلما يحدث لمسؤولين حكوميين قائلاً إن «عليهم أن يكونوا هناك وفي أماكن أخرى قرب الجبهة، في قرى تواجه صعوبات حيث الناس بحاجة لحلول فورية».

وأضاف: «فوجئت بأن بعض المسؤولين الحكوميين المعنيين لم يأتوا إلى هنا منذ ستة أشهر أو أكثر. سأتوصل للاستنتاجات المناسبة بشأنهم».

في المقابل، شدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف على أن موسكو لا تستبعد الرد العسكري على هجوم أوكرانيا على شاطئ القرم بصواريخ أتاكمز التي قدمتها لها الولايات المتحدة.

واتهمت روسيا يوم الأحد الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الهجوم بخمسة صواريخ زودت بها أوكرانيا، وتعهد بالانتقام لمقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلان، وإصابة 151 آخرين.

back to top