عندما قررت ألمانيا اختيار مقرها البافاري في كأس أوروبا لكرة القدم التي تستضيفها حتى 14 يوليو، كان الهدف أكثر من مجرد مكان يجتمع فيه المنتخب ويتمرن على ملاعبه، بل أرادت «إيقاظ روح» مونديال 2014 حين توج على الأراضي البرازيلية بلقبه الرابع والأخير.

اتخذت ألمانيا من كامبو باهيا، المنتجع المنعزل الواقع في جزيرة لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق العبارة، مقر معسكرها في مونديال البرازيل 2014 الذي تم تصميمه خصوصاً لاستضافة منتخب توج في النهاية باللقب العالمي على حساب ليونيل ميسي ورفاقه في الأرجنتين 1-0 بعد التمديد.

Ad

وتعتقد ألمانيا أن هذا المنتجع المعزول لعب دوراً رئيساً في بناء علاقة وطيدة بين اللاعبين شكَّلت الأسس التي أدت إلى التتويج العالمي في بطولة حققت خلالها ضربة تاريخية، بعدما اكتسحت البلد المضيف 7-1 في نصف النهائي.

الآن على أرض الوطن، ومع استحالة الوصول إلى العزلة التي تؤمنها الأدغال البرازيلية، اختار الاتحاد الألماني لكرة القدم بلدة هيرتسوغيناوراخ المرتبطة بعمق تاريخي مع الرياضة وكرة القدم في ألمانيا.

ولعب أوليفر بيرهوف، مدير المنتخب السابق الفائز كلاعب بكأس أوروبا 1996 والذي استقال بعد الخروج المبكر لألمانيا من الدور الأول لمونديال قطر 2022، دوراً رئيساً في تطوير مقر معسكر الـ «دي مانشافت»، الذي يقع في نفس مقر شركة المستلزمات الرياضية الألمانية العملاقة أديداس.

وقال بيرهوف إن المقر مصمم «لإيقاظ الروح، والتصميم، وإرادة الفوز»، تماماً كما فعل كامبو باهيا قبل عقد من الزمن.

عزلة تامة

وتحت حراسة مشددة وسط الأشجار العالية لحجب الرؤية عن عدسات الكاميرات والطائرات المسيرة، يعيش اللاعبون في أكواخ مكونة من ثلاث أو أربع غرف نوم تحيط بحوض سباحة.

وكشف مدافع بايرن ميونيخ يوزوا كيميش عن أن مقر الإقامة مقسَّم «وفق المراكز»، مضيفاً: «أنا في الوحدة مع الأظهرة الآخرين».

حقق الفريق أقصى استفادة من وقته في المعسكر، وفق مقاطع الفيديو التي تظهر اللاعبين وهم يستمتعون بألعاب الفيديو، ويشاهدون مباريات المنتخبات الأخرى، ويجيبون عن أسئلة حول زملائهم في الفريق.

وقال الحارس المخضرم مانويل نوير، الوحيد الباقي من المنتخب الفائز بمونديال 2014 بجانب توني كروس وتوماس مولر، إن الفريق «سعيد بالعودة إلى أديداس مرة أخرى (في إشارة إلى المقر)»، متابعاً: «اللاعبون الذين مكثوا هنا لفترة أطول يعرفون المكان جيداً، ويشعرون إلى حد كبير كأنهم في بيتهم».