حققت النمسا مفاجأةً مدوية بتصدّرها المجموعة الرابعة بعد تغلّبها على هولندا 3-2 في برلين، وتقدمت على فرنسا الثانية التي سقطت في فخ التعادل مع بولندا 1-1 في دورتموند، الثلاثاء بالمرحلة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات في كأس أوروبا 2024 لكرة القدم المقامة في ألمانيا.
وكانت هولندا الثالثة برصيد 4 نقاط ضمنت تأهلها لثمن النهائي مع فرنسا «5 نقاط» بعد فوز إسبانيا على ألبانيا 1-0 في المجموعة الثانية الاثنين، في حين خطفت النمسا الصدارة بـ6 نقاط.
في المباراة الأولى على الملعب الأولمبي في برلين، لم يكد الحكم يطلق صافرة بداية الشوط الأول، حتى افتتحت النمسا التسجيل بالنيران الصديقة بعد تمريرة من ماركو أرناوتوفيتش داخل المنطقة، ارتمى لها مالن وحوّلها عن طريق الخطأ في مرمى فريقه (6).
وفي سيناريو مشابه للشوط الأول، أدركت هولندا التعادل بعد دقيقتين من الصافرة بعد مجهود من سيمونز الذي اخترق الدفاع النمسوي ومرر إلى خاكبو على يسار المنطقة ليسدد في الزاوية المعاكسة، في ثاني أهدافه في البطولة.
وحصلت النمسا على الأفضلية مجدداً بعد تمريرة خلفية من فلوريان غريليتش داخل المنطقة ارتمى لها شميد وتابعها رأسية قوية فشل المدافع ستيفان دي فري من منعها من هز شباكه بعدما اصطدمت بقدمه (59).
وأجرى المدربان عدة تغييرات في محاولة لخلط الأوراق أبرزها دخول المهاجم الهولندي فاوت فيخهورست الذي سرعان ما تدخل ليحوّل برأسه كرة داخل المنطقة، روضها ديباي بصدره قبل أن يسدد بقدمه اليمنى خادعاً الحارس باتريك بينتس، ليؤكده الحكم الهدف بواسطة الفيديو المساعد «في أيه آر» بعد شكوك بلمسة يد على مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني (75).
واستعاد المنتخب النمساوي زمام المبادرة بهدف ثالث بعد تمريرة ساحرة من البديل باومغارتنر وضعت سابيتسر على الجهة اليسرى من دون مراقبة داخل المنطقة وجهاً لوجه مع الحارس، ليسدد كرة صاروخية بقدمه اليسرى في الزاوية المعاكسة (80).
سكوروبسكي يتألّق
وفي المباراة الثانية، افتتح كيليان مبابي رصيده التهديفي في كأس أوروبا بهدفٍ من ركلة جزاء (56)، فيما عادل روبرت ليفاندوفسكي بالطريقة عينها (79).
حاول كاتسبر أوربانسكي افتتاح التسجيل بتسديدة على الطاير ارتدت من الأرض إلى الحارس مايك مينيان الذي لم يجد صعوبة في التقاطها (13).
وتمكّن سكوروبسكي من التصدّي لفرصةٍ خطيرة من عثمان ديمبيليه الذي وصلته كرة من نغولو كانتي بعد هجمة مرتدة لكن الحارس خرج له وتصدّى لتصويبته (19).
وحاول مبابي أن يخطف التقدّم قبل نهاية الشوط الأوّل بتسديدة قريبة من الجانب الأيمن لكن الحارس سكوروبسكي أبعد كرته (41)، ثم حاول مجدداً بالطريقة عينها ومن الزاوية نفسها، فوجد سكوروبسكي مرة جديدة مُبعداً تسديدته إلى ركنية (45).
في الشوط الثاني، واصل سكوروبسكي تألّقه وأمام مبابي مرة ثالثة حين تصدّى لتصويبته الخطيرة على حافة المنطقة، قبل أن يحاول القائد الفرنسي من المكان عينه تقريباً لكن هذه المرة إلى جانب القائم الأيسر (48 و49).
وتمكّن مبابي من فكّ شيفرة الحارس أخيراً لكن من ركلة جزاء تحصّل عليها ديمبيليه، فوضعها على يسار المرمى (56).
وبهدفه الأوّل في كأس أوروبا في مباراته السادسة، رفع مبابي عدد أهدافه في البطولات الدولية الكبرى (كأس العالم وكأس أوروبا) إلى 13 هدفاً، بفارق هدفٍ عن الهدّاف التاريخي لـ»الديوك» في البطولتين ميشال بلاتيني (14).
وعادل ليفاندوفسكي من ركلة جزاء حين سدّد في المرة الأولى وتصدى لركلته مينيان، لكن الحكم أعادها بسبب خروج الحارس من مرماه، فصوّب نحو الزاوية اليمنى عينها مُدركاً التعادل (79).
كومان: كنا نركض دون أن نفكر
انتقد رونالد كومان، المدير الفني لمنتخب هولندا، أداء فريقه خلال الهزيمة المفاجئة 2-3 مساء أمس الثلاثاء على يد النمسا، في ختام دور المجموعات لكأس أمم أوروبا (يورو 2024) بألمانيا.
وتصدر منتخب النمسا ترتيب المجموعة الرابعة بست نقاط، ليتأهل لدور الـ16 رفقة فرنسا، صاحبة المركز الثاني بخمس نقاط، وهولندا التي حلت ثالثة بأربع نقاط.
وقال كومان، في مؤتمر صحافي لدى سؤاله عن أخطاء فريقه، «يمكنني أن أعدد الأخطاء»، مضيفاً: «بدأنا بشكل سيئ جداً، لم نهاجم، كنا غاية في السوء، كنا نركض دون أن نفكر».
وتابع: «لم نتحكم في المباراة، لاحقاً تحسن مستوانا بعض الشيء، لاحت لنا بعض الفرص، لكنهم عاقبونا»، مؤكداً أنه «مسؤول عن هذا الأداء، مازالت لدينا فرصة أخرى، لكن ينبغي أن نلعب بشكل أفضل بكثير، هذا الأمر ممكن مع هذا الفريق».
رانجنيك: ما فعلناه أمر مذهل
بينما ركض لاعبو المنتخب النمساوي لكرة القدم للاحتفال مع الجماهير عقب الفوز على منتخب هولندا 3- 2 ببطولة أمم أوروبا «يورو 2024»، ظل رالف رانجنيك، المدير الفني، على مقاعد البدلاء.
وقال المدير الفني، في مؤتمر صحافي عقب المباراة: «أردت أن أستريح قليلاً، ما فعلناه أمر مذهل».
وقال رانجنيك: «قبلها، كنا نفكر في طريقة الدخول للمباراة، لو لم يسجل المنتخب الإيطالي هدفه لكانت حسابات تأهل أفضل ثالث ستختلف، كنا سندخل بتشكيل مغاير، لأننا وقتها لن نكون قد ضمنا التأهل (لدور الـ16)، ولكن بعدها تأهلنا بنسبة 99 في المئة».
وأضاف: «بدأنا البطولة بخسارة، بهدف عكسي، وإذا كنت تعلم كم الضغوط التي واجهناها أمام بولندا، فستعرف أن إنهاء المجموعة في القمة أمر مذهل».
وأوضح أن «احتمالية تصدرنا للمجموعة وعدم تصدر المنتخب الفرنسي كانت شبه مستحيلة. ولكن هذا هو الشيء الرائع في كرة القدم، تحصل على مكافأتك من خلال هذا الأداء الشجاع».