عشية انتهاء الحملة الانتخابية القصيرة للانتخابات الرئاسية المبكرة في إيران لاختيار بديل للرئيس إبراهيم رئيسي، الذي قضى بتحطم مروحيته على الحدود مع أذربيجان الشهر الماضي، وضع معتدلو إيران بكل أطيافهم ثقلهم خلف المرشح المحسوب على التيار الإصلاحي مسعود بزشكيان، في وقت فشلت، حتى الآن، محاولات إقناع أقوى مرشحَين للتيار الأصولي، رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي، بانسحاب أحدهما لمصلحة الآخر، لتوحيد الأصوليين خلف مرشح واحد.

وبعد ساعات من إعلان الرئيس السابق محمد خاتمي، الذي يُعد الأب الروحي للإصلاحيين دعمه لبزشكيان بعد أن قاطع الانتخابات النيابية الأخيرة، التي جرت في مارس بسبب إقصاء الإصلاحيين والوسطيين من المشهد السياسي، دعا الرئيس الإيراني الأسبق الوسطي حسن روحاني إلى التصويت لبزشكيان في الانتخابات المقررة الجمعة، معرباً عن أمله أن يتمكن من تحسين العلاقات مع الدول الغربية.

Ad

وجاء ذلك غداة تحذير المرشد الأعلى علي خامنئي للمرشحين من تعيين أي «محب لأميركا أو الذي يعتقد أنه لا شيء يمر دون موافقة أميركا»، في رسالة اعتبرها موجهة ضد وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي يلعب دوراً رئيسياً في حملة بزشكيان.

وفي مناشدة للناخبين المترددين، الذين يُعتقَد أنهم يشكلون نسبة 40 في المئة من الناخبين، قال ظريف أمس في شريط مصور: «أحترم قرار أولئك الذين قرروا عدم التصويت، وأنا أتفهم تماماً إحباطهم، لكن في رأيي أن هذا الإجراء سيؤدي إلى نجاح الأقلية لا إلى تحقيق مُثُل الأغلبية. لا تسلبوا من أنفسكم حق التأثير. إيران تنتظركم يوم الجمعة».

وترددت أنباء عن احتمال أن يعيّن بزشكيان ظريف نائباً لرئيس الجمهورية، وأن يتولى عملياً قيادة الحكومة.

في المقابل، تواصلت الحرب النفسية في صفوف التيار الأصولي، إذ روّجت صفحات أصولية أن المرشح سعيد جليلي سيعلن اليوم من مدينة مشهد انسحابه لمصلحة قاليباف الذي أظهر قوته في انتخابات رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الأخيرة بعد الانتخابات. لكن مصادر إيرانية أبلغت «الجريدة» أنه لا قرار نهائياً بعدُ.