أوقفت السلطات البوليفية قائد القوات البرية في الجيش الجنرال خوان خوسيه زونيغا وقائد القوات البحرية الجنرال خوان أرنيز سلفادور بعد محاولة انقلاب فاشلة حاول خلالها زونيغا اقتحام القصر الرئاسي من أجل «إعادة هيكلة الديموقراطية» في البلاد.
وتقدّم الجنرال زونيغا ورجاله أمس الأربعاء عبر شوارع لاباز وصولاً إلى القصر الرئاسي، وتمركزت أمامه ثماني عربات مدرّعة وأطلقت الغاز المسيل للدموع على كلّ شخص حاول الاقتراب.
وبعد ساعات من احتلال المكان ومحاولة الدخول إلى المبنى الذي كان يتواجد فيه الرئيس اليساري لويس آرسي، انسحب الجنرال الذي يشغل منصبه منذ نوفمبر 2022، مع قواته إلى ثكنة في العاصمة حيث اعتُقل.
بعد ذلك، أعلن الوزير إدواردو ديل كاستيو في مؤتمر صحافي، توقيف سلفادور، مشيراً إلى انهما «عسكريَان انقلابيَان أرادا تدمير الديموقراطية». ويُحاكم الضابطان بتهمة «الانتفاضة المسلّحة والإرهاب».
وقبل توقيفه، قال الجنرال زونيغا لصحافيين، إنّه تصرّف بناء على أوامر رئيس الدولة الذي طلب منه الأحد «التحضير لشيء ما» لزيادة شعبيته، كما قال إنّ «القوات المسلّحة تحاول إعادة هيكلة الديموقراطية، لجعلها ديموقراطية حقيقية. ليس ديموقراطية بعض الأسياد الذين يديرون البلاد منذ 30 أو 40 عاماً».
من جهته، ندّد آرسي (60 عاماً) «بالتحركات غير النظامية» وشدد في خطاب متلفز على أنه «ينبغي احترام الديموقراطية».
وسرعان ما أقال آرسي قائد الجيش، وعيّن قيادة عسكرية جديدة أدّت اليمين أمامه حيث أكد «أننا نواجه محاولة انقلابية من قبل جنود قاموا بتلطيخ زيهم العسكري». وانسحب المتمردون من أمام القصر الرئاسي في وقت مبكر من المساء. وما إن حصل ذلك، حتى خرج الرئيس إلى شرفة القصر لتحية أنصاره الذين تجمّعوا بالمئات.
من جهته، قال الرئيس السابق إيفو موراليس (2006-2019) على منصة إكس، إنّه «يتمّ الإعداد لانقلاب» متهماً الجنرال زونيغا بأنّه «على رأس» هذه الحركة.
ومنذ الثلاثاء، انتشرت شائعات مفادها أنّ زونيغا، قد تتمّ إقالته بسبب تجاوزه لصلاحياته. وبحسب هذه الشائعات فإنّ سبب ذلك هو إطلاقه تصريحات معادية لموراليس الذي كان في السابق حليفاً وثيقاً لآرسي وبات اليوم أكبر خصم سياسي له في إطار حملة الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. وقال زونيغا إنّه لن يتوانى عن اعتقال موراليس إذا ما أصرّ على الترشح للرئاسة، مشدداً على أن الجيش «هو الذراع المسلحة للبلاد وسندافع عن الدستور مهما كان الثمن».
وتولّى موراليس رئاسة بوليفيا من 2006 إلى 2019، بعد أن أعيد انتخابه في عام 2009 ومرة أخرى في عام 2014. وفي 2019، استقال من الرئاسة وسط اضطرابات اجتماعية واتهامات بتزوير الانتخابات وتجاوز الدستور.ويشهد حزب «الحركة نحو الاشتراكية» الحاكم في بوليفيا، انقساماً بين آرسي وموراليس اللذين كانا حليفين في السابق.
ويسعى موراليس أول رئيس من السكان الاصليين والذي ينحدر من مزارعي نبتة الكوكا إلى الترشّح نيابة عن الحركة نحو الاشتراكية، ويتّهم آرسي الذي لم يترشّح رسمياً بعد، بالفساد والتسامح مع تهريب المخدّرات.
وفي هذه الأثناء، لاقى تحرك الجنرال زونيغا إدانة دولية جامعة وسط تحذيرات من «أيّ انتهاك للنظام الدستوري» في بوليفيا.
وكتب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المعروف بـ «لولا» والذي يعد عراب اليسار في اميركا اللاتينية «أنا محبّ للديموقراطية، وآمل أن تسود في جميع أنحاء أميركا اللاتينية».
وفي فنزويلا المجاورة، دان الرئيس الاشتراكي المتشدد نيكولاس مادورو محاولة «الانقلاب في بوليفيا» التي دبرها «اليمين المتطرف مع خائن عسكري».