صداقات القراءة

نشر في 28-06-2024
آخر تحديث 27-06-2024 | 18:58
 يوسف أحمد الحسن

كما أن هناك صداقات خاصة بأنشطة حياتية مختلفة، كالصداقات التي تقوم على نشاط الرياضة مثلًا، حيث هناك أصدقاء أو زملاء في النوادي الرياضية والملاعب الرياضية، يمكن أن يكون لدينا صداقات قائمة على حب القراءة.

ويمكن أن تكون هذه الصداقات بأشكال متعددة، حقيقيةٍ أو افتراضية، فيمكن تكوين صداقات قائمة على حب حقل من حقول المعرفة مثلًا، كالفكر أو الفلسفة أو الروايات، ويستطيع المرء أن يعقد هذه الصداقات إما بشكل فردي مباشر وجهًا لوجه عبر الالتقاء بهم في المكتبات العامة أو مكتبات بيع الكتب، أو في المناسبات الثقافية التي تعقد بين حين وآخر، كالندوات وحفلات توقيع الكتب ومعارض الكتاب، أو أن يعقدها بالسبل الافتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المناسبة منها، ومن أفضل هذه الوسائل موقع (Goodreads.com) الذي يشبه موقع «فيسبوك» لكنه مخصص لمحبي الكتب، وفي هذا الموقع يمكن عقد صداقات لا حدود لها من مختلف الجوانب، جغرافيًّا أو معرفيًّا أو غير ذلك، في أي من حقول المعرفة ومحبة الكتب والقراءة، ويفيد هذا الموقع في التعرف على ما يمكن أن يقرأه من كتب، اعتمادًا على تجارب من سبقه من القراء، بعيدًا عن أي تحيز.

ومن إيجابيات صداقات القراءة أنها تعمق حب القراءة والكتب لدى القارئ، وتسهم في استدامة العلاقة بعالم الكتب بعيدًا عن العلاقات القائمة على أمور تافهة أو محدودة الفائدة، كما أن صداقات القراءة تساعد في حسن اختيار الكتب، وربما في تخفيض كلفة القراءة، من خلال تبادل الكتب مع آخرين ربما لم يعودوا بحاجة إليها، كما يساهم هذا النوع من الصداقات في تحسين ذوق القارئ ومستويات حكمه على الكُتب والكتّاب باستفادته من آراء الآخرين.

وفي أي مرة تقرأ كتابًا اعلم أن هناك من يقرأ الكتاب نفسه وربما الصفحة ذاتها في الوقت نفسه، لكن انفعالات كل شخص تجاه كتاب ما تختلف بالضرورة عنها لدى أي شخص آخر، بسبب عوامل متعددة ليس أقلها خلفية القارئ والتجارب التي مر بها.

*** الكتاب هو المكان الوحيد في العالم الذي يمكن أن يلتقي فيه غريبان بحميمية كاملة. (مي زيادة)

back to top