• ما تعليقكم على تهديدات الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني لقبرص، التي اتهمها باستضافة مناورات مع القوات الإسرائيلية؟

- إن قبرص دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وأي تهديد ضدها يعتبر تهديداً ضد الاتحاد ككل، بموجب القانون الأوروبي الذي ينص على التضامن بين الدول الأعضاء في الاتحاد في مثل هذه الحالات، وحتى نكون واضحين فإن أي تهديد للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هو أمر غير مقبول.

Ad

• أعرب دبلوماسيون غربيون يعملون في قبرص عن خوفهم من شبح انجرار قبرص للصراع المحتدم في الشرق الأوسط، إذا اندلعت حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل... هل أنتم متخوفون من هكذا سيناريو؟

- ليس فقط نحن، فإن الجميع، بما في ذلك شركاؤنا في الخليج، قلقون بشأن هذا الاحتمال. لهذا السبب نواصل مشاركتنا مع جميع الأطراف، بالتنسيق مع أصدقائنا في المجتمع الدولي.

• هل برأيك قبرص جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة؟

- طبعا قبرص جزء من الحل، وهي من الدول الداعمة للشعب الفلسطيني، كما تدعو أنها مثل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الى وقف النار في غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وتدفق المساعدات الإنسانية الى المدنيين في كل أنحاء غزة.

وقد أطلقت قبرص مبادرة ممر بحري إنساني لإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، وشاركت فيها عدة بلدان، ومنها الإمارات وقطر. إضافة إلى ذلك وبصفتها عضواً في الاتحاد الأوروبي كانت قبرص تعمل دائماً من أجل حل الدولتين كحل وحيد ومستدام لإنهاء الصراع بين إسرائيل وفلسطين.

الحدود اللبنانية الإسرائيلية

• ما رأيكم في التصعيد على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية؟ وما خططكم لتجنيب لبنان أي حرب مستقبلية مع إسرائيل؟

- نحن نتابع عن كثب الوضع في منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل، حيث يمثل ذلك مصدر قلق مستمر، وقد عبر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن ذلك القلق في أكثر من مناسبة، وحذر من خطر المواجهة، كما أشار إلى إمكانية امتداد الحرب إلى المنطقة.

إن القتال ضد «حزب الله» في لبنان يمكن أن يُدخل المنطقة كلها في أزمة خطيرة، ويجب أن نعمل كل ما في وسعنا لتجنب هذا السيناريو. إننا ندعم جهود الوساطة النشطة من جانب الولايات المتحدة وفرنسا في هذا السياق، ويمكن طبعا للبنان أن يعتمد على دعمنا، وكذلك قبرص.

خطورة حقيقية

• من يتحمل في لبنان مسؤولية هذا التصعيد وهذا القصف والدمار الحاصل في بعض القرى الجنوبية القريبة من الحدود مع إسرائيل؟

- هنا نتحدث عن مواجهة بين طرفين. لا أعتقد أن علي أن أحدد مسؤوليات أحد، لكن منذ بداية هذه الحرب ونحن نقول إن هناك خطورة حقيقية لاندلاع صراع في المنطقة. إن الوضع في شمال إسرائيل وجنوب لبنان مثير للقلق البالغ.

ونشهد زيادة مقلقة لإطلاق النار عبر «الخط الأزرق»، وأعتقد أنه يمكن منع الحرب ويجب تجنبها، علما أنه يجب حل هذا الصراع من خلال الدبلوماسية وليس الحرب. إن المطلوب هو التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، حيث إنه الحل الوحيد والمستدام لتخفيف التوتر وتجنب تكرار الصراع.

وفي هذا الصدد يدعم الاتحاد الأوروبي بشكل قوي قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان «يونيفيل»، والتي تلعب دورا حاسما في منع وتخفيف التصعيد بلبنان والمنطقة، وسنستمر في دعمنا لهذه القوات، وفي الوقت نفسه، وكما قال الممثل الأعلى للاتحاد، فإنه من الضروري أن تكون لدى لبنان مؤسسات قوية تعمل بكفاءة في هذه الأوقات الصعبة. إن آخر ما يحتاجه لبنان هو اندلاع حرب أخرى، حيث نزح بالفعل أكثر من 90 ألف مدني في لبنان، وأكثر من 200 ألف في شمال إسرائيل.

وقف المواجهة

• هل يستطيع الاتحاد وقف أي مواجهة عسكرية محتملة بين إسرائيل و«حزب الله»؟

- إن الاتحاد الأوروبي مؤسسة دولية سياسية واقتصادية وليست عسكرية، وبالتالي ليست له أدوات لوقف الصراعات. هذه هي المسؤولية الرئيسية للمجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

• ما مدى التزام الاتحاد الأوروبي بدعم لبنان وشعبه وجيشه؟

- أعلن الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات مالية للبنان بقيمة مليار يورو للفترة الممتدة من السنة الجارية وحتى عام 2027، وسيعزز هذا الدعم المستمر من الاتحاد الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة للشعب اللبناني، كما أنه سيواكب الاصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية الملحة.

علاوة على ذلك سيجري تقديم الدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى على شكل معدات وتدريب، لإدارة الحدود ومكافحة التهريب. ومنذ عام 2011، بلغ دعم الاتحاد الأوروبي للبنان أكثر من 3 مليارات يورو. إن الاتحاد ملتزم بدعم لبنان في ضوء التحديات الكبيرة التي يواجهها.