حديث إسرائيلي عن استعداد مصري ـ إماراتي مشروط للمشاركة في قوة غزة
تراشق بين مستشار عباس ومشعل بعد دعوة الأخير لتجاوز «أوسلو»
• تل أبيب تشن عملية مباغتة بالشجاعية وتخسر قائد فرقة بكمين مركب في جنين
رغم وصف عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر «الكابينت» آفي ديختر عضو هدف تدمير القدرات السلطوية لـ«حماس» في غزة بأنه «لايزال هدفاً بعيد المنال»، تحدث تقرير عبري نشر أمس، عن إبلاغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظراءه خلال زيارته الأخيرة للمنطقة أن مصر والإمارات مستعدتان للمشاركة في قوة أمنية في القطاع بعد الحرب.
ونقلت «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤول عربي ومسؤول أميركي ومصدر ثالث مطلع على الجهود التي تبذلها واشنطن من أجل وضع خطة لإدارة وتنظيم القطاع الفلسطيني بعد الحرب بمشاركة إقليمية ودولية أن بلينكن كشف عن قبول القاهرة وأبوظبي المشروط للانخراط في المبادرة التي تسعى بلده لطرحها قريباً بشأن غزة رغم أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» لايزال بعيد المنال.
وأثناء زيارات إلى قطر ومصر وإسرائيل والأردن قبل أسبوعين، أبلغ بلينكن المحاورين أن الولايات المتحدة أحرزت تقدماً حيث تلقت الدعم من القاهرة وأبو ظبي لإنشاء قوة تعمل جنباً إلى جنب مع ضباط فلسطينيين محليين.
لكن المسؤولين قالوا إن مصر والإمارات العربية المتحدة وضعتا شروطاً لمشاركتهما، بما في ذلك المطالبة بربط المبادرة بإنشاء مسار إلى دولة فلسطينية مستقبلية، وهي النتيجة التي تعهد رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو بمنعها.
وأوضح المصدر المطلع، أن القاهرة تطالب بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وهو الشرط الذي من المرجح أن يتعارض مع تعهد نتنياهو بالحفاظ على السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع بعد الحرب، مع القدرة على الدخول مجدداً عند الضرورة لمنع عودة «حماس». كما طالبت الإمارات بمشاركة أميركية في قوة الأمن وهو ما لم يلق قبولاً في واشنطن التي تتمسك برفض نشر قوات على أرض القطاع.
وبين المصدر الثالث أن بلينكن أوضح لنظرائه أن الولايات المتحدة ستساعد في إنشاء وتدريب قوة الأمن وضمان حصولها على تفويض مؤقت، بحيث يمكن استبدالها في النهاية بهيئة فلسطينية كاملة، مضيفاً أن الهدف هو أن تسيطر السلطة الفلسطينية في النهاية على غزة. ويُنظر إلى إعادة توحيد القطاع والضفة الغربية تحت كيان حاكم واحد على أنه خطوة أساسية نحو حل الدولتين في نهاية المطاف.
وجاء الكشف عن تلك المعلومات بعد يوم من تجديد الأردن رفضه العلني لإرسال قوات إلى القطاع وبعد نفي «البنتاغون» نيته نشر أي قوة خاصة بغزة.
وبالتزامن مع ذلك، وقع تراشق بين محمود الهباش مستشار رئيس السلطة الفلسطينية زعيم حركة «فتح» محمود عباس ورئيس حركة «حماس» بالخارج خالد مشعل، بعد أن اعتبر الأخير أن «اتفاقية أوسلو للسلام مرحلة وانتهت ولا نتمسك بها».
وأقر المسؤول بالحركة الإسلامية بتدمير القطاع، خلال كلمة ليل الأربعاء ـ الخميس، لكنه أكد ذلك «انعطافة تاريخية باتجاه التحرير عبر المعركة الحالية التي يجب على الجميع أن ينخرط بها وليس غزة فقط».
ووصف «استحقاق المصالحة الفلسطينية، بعد انتكاسة مسار بكين، بأنه «حتمي ولا يستطيع أحد الهروب منه».
وقال مشعل، إن «القضية الفلسطينية كانت في حالة من السبات قبل هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر وبعده أصبحت غزة مركز الحدث العالمي».
ورأى أن إيران برزت إقليمياً من خلال لعبها دوراً توسع سياسياً وعسكرياً في التعامل مع الحرب.
ورد الهباش على مشعل باتهام «حماس» بالسعي إلى «تكريس الانقسام الفلسطيني وجعله أمراً طبيعياً».
ميدانياً، اطلق الجيش الإسرائيلي عملية برية مباغتة تعد الثالثة منذ بدء الحرب في حي الشجاعية «بعد ورود معلومات استخباراتية»، داعيا السكان في أحياء الجديدة والتركمان والتفاج لإخلاء مساكنهم.
وبينما تواصلت المعارك العنيفة برفح، أوضحت السلطات الصحية أن القصف الإسرائيلي الجوي والبري تسبب بمقتل 47 وإصابة 52 خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد فرقة قنص في لواء كفير وإصابة 16 جنديا بينهم جندي بجروح خطيرة و3 بجروح متوسطة، بعد تعرضهم لكمين مركب في مخيم جنين.