حالة من الذعر الحقيقي في صفوف الديموقراطيين، خلّفتها المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، التي جرت فجر الجمعة، وذلك قبل 4 أشهر من الانتخابات ونحو 6 أسابيع من المؤتمر المفترض أن يُنصَّب فيه بايدن مرشحاً رسمياً للحزب الديموقراطي في مواجهة سلفه الجمهوري دونالد ترامب.

ورغم الدعوات الصريحة لوسائل الإعلام الليبرالية، التي يفترض أنها تؤيد الديموقراطيين، إلى استبدال بايدن، بسبب «فشله الذريع» خلال المناظرة التي لم تَبدُ خلالها قدراته الجسدية وربما الذهنية في أفضل حال، بسبب تقدّمه في العمر، أكد بايدن مجدداً (الجمعة) عزمه مواصلة خوض السباق الرئاسي.

Ad

وقال الرئيس الأميركي أمام تجمّع لأنصاره في ولاية كارولاينا الشمالية: «لم أعد أسير بسهولة، كما كنت أفعل سابقاً، لم أعد أتكلم بطلاقة، كما كنت أفعل سابقاً، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية تأدية هذه المهمة، أعلم كيفية إنجاز الأمور».

ورغم حديث الإعلام المقرب من الديموقراطيين عن ضرورة عدم تأخّرهم في استبدال بايدن، فإن أي شخصية وازنة في الحزب الديموقراطي لم تُعبّر حالياً عن هذا الشعور علناً حتى الآن، بينما ألمح الرئيس الديموقراطي الأسبق، باراك أوباما، إلى أنه لايزال يدعم بقاء بايدن في السباق.

وأشار محللون إلى أن اختيار الديموقراطيين بديلاً عن بايدن سينطوي على مخاطر سياسية عدة، وسيتعين على بايدن أن يقرر بنفسه الانسحاب لإفساح المجال أمام مرشح آخر قبل مؤتمر الحزب خلال أغسطس في شيكاغو.

وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968، حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل للرئيس ليندون جونسون، بعد أن سحب ترشّحه في خضم حرب فيتنام، وتم ترشيح نائب الرئيس حينئذٍ هوبرت همفري، الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.

وأوضح تقرير لـ «نيويورك تايمز»، أنه لا يمكن لبايدن إجبار المندوبين الذين منحوه أصواتهم من الولايات على دعم مرشح آخر غيره، وعليه فإنه في حال قرر الانسحاب من السباق سيكون لديهم حرية اختيار أي مرشح. كما سيكون هناك «قتال» حول المرشح البديل في ظل «الانقسامات الأيديولوجية المتفاقمة» في الحزب بالفعل، مما سيُضعف المرشح المستقبلي.

وذكر التقرير أنه إذا تم اتخاذ قرار باختيار بديل، وقاوم بايدن تلك الضغوط، فستكون هناك مساحة مناورة في القواعد الرسمية للحزب، ولن تكون الإجابة عن إمكانية اختيار بديل له هي «لا» بشكل مطلق. وقالت الزميلة في معهد بروكينغز بواشنطن، إيلين كامارك، للصحيفة، إن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها سحب الترشيح هو «أن تقرر أغلبية قوامها نحو 4 آلاف مندوب، أن بايدن ينبغي ألا يكون المرشح، وأن لديهم شخصاً أفضل».

ووضعت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية لائحة بـ 10 أسماء محتملة لاستبدال بايدن، ومنها نائبته كامالا هاريس، لكنها، بحسب الصحيفة، «لا تحظى بشعبية كبيرة»، وقد حلت حاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمر في المرتبة الثانية في هذه اللائحة التي ضمت آخرين مثل وزير النقل بيت بوتيجيج، وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم كولورادو غاريد بوليس، وحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم. وتحدثت «واشنطن بوست» عن مرشحة محتملة قد تكون السيدة الأولى السابقة ميشال أوباما.

وفي تفاصيل الخبر:

خلّفت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشح الجمهوري دونالد ترامب التي جرت، فجر أمس الأول الجمعة، حالة من الذعر الحقيقي بصفوف الديموقراطيين، قبل 4 أشهر من الانتخابات ونحو 6 أسابيع من المؤتمر المفترض أن يُنصَّب فيه الرئيس الأميركي مرشّحاً رسمياً للحزب في مواجهة سلفه الجمهوري دونالد ترامب.

ورغم الدعوات الصريحة لوسائل الإعلام الليبرالية التي يفترض أنها تؤيد الديموقراطيين إلى استبدال بايدن، بسبب «فشله الذريع» خلال المناظرة التي بدا فيها أن قدراته الجسدية وربما الذهنية ليست في أفضل حال، بسبب تقدّمه في العمر، أكد بايدن مجدداً (الجمعة) عزمه مواصلة خوض السباق الرئاسي.

وقال أمام تجمّع لأنصاره في ولاية كارولاينا الشمالية «لم أعد أسير بسهولة، كما كنت أفعل سابقا، لم أعد أتكلم بطلاقة، كما كنت أفعل سابقاً، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة».

وأضاف: «أعلم الصواب من الخطأ، أعلم كيفية تأدية هذه المهمة، أعلم كيفية إنجاز الأمور، أعلم، كما يعلم ملايين الأميركيين، أنك حين تسقط، فإنك تنهض مجدداً».

قرارات صعبة

ورغم حديث الإعلام المقرب من الديموقراطيين عن ضرورة عدم تأخّرهم في استبدال بايدن، فإن أي شخصية وازنة في الحزب الديموقراطي لم تُعبّر حالياً عن هذا الشعور علناً.

وقال مشرّعون، الجمعة، إنهم «يناقشون كيفية المُضي قدماً» وفق «وول ستريت جورنال».

النائب الديموقراطي، ستيفن لينش، قال: «أعتقد أن لدينا بعض القرارات التي يجب علينا اتخاذها كحزب، يجب أن نجري هذه المناقشة على الفور.. أنا أحبه، إنه رجل جيد ومحترم، لكن الأداء الليلة الماضية كان كارثياً ومروّعاً».

ولتبيان مدى سوء الوضع إثر المناظرة، تكفي المقالة اللاذعة لتوماس فريدمان الذي يطرح نفسه «صديقاً» للرئيس الأميركي، الصادرة الجمعة في صحيفة نيويورك تايمز.

كتب الصحافي أن بايدن «رجل طيّب، رئيس جيّد، لكنّه ليس في وضع يسمح له بالترشح لولاية ثانية»، كاشفاً أنه «بكى» لدى رؤيته الرئيس الديموقراطي (81 عاماً)، الذي بدا منهكاً في بعض الأحيان، ومتلعثماً خلال مناظرة استمرت 90 دقيقة أمام كاميرات شبكة «سي إن إن» الإخبارية.

ودعت صحيفة نيويورك تايمز إلى انسحاب بايدن من السباق، مؤكدة أن «أوضح طريق أمام الديموقراطيين لهزيمة ترامب هو التعامل بصدق مع الجمهور الأميركي، والاعتراف بأن بايدن لا يستطيع مواصلة سباقه، واختيار شخص أكثر قدرة على الوقوف في مكانه».

وفي دعم لاستمرار بايدن، كتب الرئيس الديموقراطي الأسبق، باراك أوباما، «يُمكن أن تحدث مناظرات سيّئة»، لكن الانتخابات «لا تزال خياراً بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وشخص لا يهتمّ إلا بنفسه. بين شخص يقول الحقيقة ويعرف الصواب من الخطأ... وشخص يكذب من أجل مصلحته الخاصة».

وأضاف أوباما «الليلة الماضية لم يتغيّر ذلك، لذا، فإنّ أموراً كثيرة على المحكّ في نوفمبر».

مخاطر الاستبدال

ووسط تقارير عن إحباط بعض المانحين، يرى محللون أن اختيار الديموقراطيين بديلاً من بايدن سينطوي على مخاطر سياسية عدة، وسيتعين على بايدن أن يقرر بنفسه الانسحاب لإفساح المجال أمام مرشح آخر قبل مؤتمر الحزب.

والمرشّحة الأبرز للحلول محلّه هي نائبته كامالا هاريس.

وإذا قرّر بايدن الانسحاب، فسيجتمع الديموقراطيون خلال أغسطس في شيكاغو، فيما يُعرف بالمؤتمر «المفتوح»، حيث سيعاد خلط الأوراق، ولا سيما أصوات المندوبين الذي صوّتوا للرئيس.

وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968، حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون، بعد أن سحب ترشّحه في خضم حرب فيتنام. وتم ترشيح نائب الرئيس حينها هوبرت همفري، الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.

وأوضح تقرير لـ «نيويورك تايمز»، أنه لا يمكن لبايدن إجبار المندوبين الذين منحوه أصواتهم من الولايات على دعم مرشح آخر غيره، حيث لو قرر الانسحاب من السباق سيكون لديهم الحرية في اختيار أي مرشح.

كما أنه سيكون هناك «قتال» حول المرشح البديل في ظل «الانقسامات الأيديولوجية المتفاقمة» في الحزب بالفعل، مما سيُضعف المرشح المستقبلي.

وأوضح التقرير أنه إذا تم اتخاذ قرار باختيار بديل، وقاوم بايدن تلك الضغوط، فستكون هناك مساحة مناورة في القواعد الرسمية للحزب، ولن تكون الإجابة عن إمكانية اختيار بديل له هي «لا» بشكل مطلق. وقالت الزميلة في معهد بروكينغز بواشنطن، إيلين كامارك، للصحيفة، إن الطريقة الوحيدة التي يمكن بها سحب الترشيح هو «أن تقرر أغلبية قوامها نحو 4 آلاف مندوب، أن بايدن ينبغي ألا يكون المرشح، وأن لديهم شخصاً أفضل».

من هم البدلاء؟

ووضعت صحيفة واشنطن بوست الأميركية لائحة بـ 10 أسماء محتملة لاستبدال بايدن، هي:

1 - كامالا هاريس: أشارت الصحيفة إلى أنه من الصعب ألا تكون هاريس هي البديل لبايدن، «ما لم تقرر بنفسها عدم الترشح»، لكنّ التقرير أوضح أن المشكلة تتمثل في أنها «لا تحظى بشعبية كبيرة» مثل بايدن، حيث أظهرت استطلاعات أخيرة أن «نسبة عدم قبولها تتجاوز معدل قبولها، ما بين 18 و16 نقطة».

2 - حاكمة ولاية ميشيغان، غريتشن ويتمر: اعتبرتها «واشنطن بوست» المرشحة الثانية بعد هاريس، لتكون بديلة محتملة لبايدن.

3 - وزير النقل، بيت بوتيجيج، من بين الأسماء المحتملة، وهو الذي كاد يفوز في منافسات الترشيح الرئاسي في ولايتَي أيوا ونيو هامبشاير في الانتخابات التمهيدية السابقة عام 2020. وأشارت الصحيفة إلى أن مشكلته تتمثل في أنه «لا يحظى بدعم بعض الأطياف، خصوصاً الناخبين السود، حيث حصل على القليل من الدعم من تلك المجموعات في انتخابات 2020 التمهيدية».

4 - حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو.

5 - حاكم كولورادو جاريد بوليس.

6 - حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم.

7 - السيناتور عن ولاية جورجيا رافايل وارنوك.

8 - ميشال أوباما: ووصفت الصحيفة خيار ترشيح السيدة الأولى السابقة بأنه «خيالي».

9 - المشرّعة من مينيسوتا إيمي كلوبوشار.

10 - حاكم ولاية كنتاكي آندي بشير.

مخاوف الحلفاء

من جهتها، أشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن كبار مسؤولي الحزب الديموقراطي تجاهلوا، لأشهر، المخاوف التي عبّر عنها مسؤولون أوروبيون بشأن تركيز بايدن وقدرته على التحمل، حيث قال بعض كبار الدبلوماسيين إنهم رصدوا تدهوراً ملحوظاً في قدراته خلال الاجتماعات منذ الصيف الماضي.

ترامب يحتفل

في المقابل، قال رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، إن بايدن «ليس قادراً على أن يكون رئيساً، ولا يمتعنا قول ذلك، لأنّ الأمر خطير جداً». أما ترامب فقد عاد إلى الحملة الانتخابية الجمعة، وخاطب تجمّعا حاشداً في فيرجينيا، حيث شنّ هجماته المألوفة على بايدن. وقال ترامب: «الأمر لا يتعلّق بعمره، بل بكفاءته».

وأضاف: «السؤال الذي يجب على كل ناخب طرحه على نفسه اليوم، ليس إذا كان جو بايدن يستطيع النجاة من أداء مناظرة مدتها 90 دقيقة، لكن إذا كان بإمكان أميركا البقاء 4 سنوات أخرى تحت حكم المحتال بايدن».

وتابع ترامب «يقول كثير من الناس إنه بعد أداء الليلة الماضية، سيترك بايدن السباق. لكن في الحقيقة أنا لا أصدّق ذلك، لأنه يحقق في استطلاعات الرأي نتائج أفضل من أي من الديموقراطيين الآخرين الذين يتحدثون عنهم».

ودعا ترامب، مجدداً، إلى إطلاق سراح الذين تم اعتقالهم في أعقاب هجوم أنصاره على مبنى «الكابيتول»، في 6 يناير 2021، لمنع المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية.